أنا صاحبة المشكلة لقد قبلت هذا الخاطب بعد استشارتكم وصلاة الاستخارة أكثر من مرة ولكن أدعو من الله أن يريحني من عذاب الدنيا فلا أعلم كيف أستريح فإنه خلوق فكره واسع يحبني بشدة ولكن كلما قال لي كلمة حب أتذكر خطيبي الأول أنه كان يقول لي نفس الكلام بنفس الطريقة أرى خطيبي الأول ولا أراه هو أحس أني ظلمته بقبول هذا الشخص وأني مقصرة في حقه وأحس بالندم أحيانا لأني فسخت خطبتي الأولى نظرا لأن خطيبي الأول جرح كرامتي واضطرني لفسخ الخطبة دون رجوع بعدما شحنوه بالكلام ضدي أنا أحس بجرح كرامتي وأريد أن أثأر لها ولا أستطيع بداخلي نار كلما تكلم أحد معي أصرخ في وجهه وانتابتني حالات كثيرة من الهيستريا فبدون أن أحس أجد نفسي أشد في شعري وأقطع في ملابسي وأصرخ بشدة لا أعلم لماذا?
يبدو أني أحببته بشدة ولا أستطيع أن أنساه فإني مررت بكثير قبل ذلك ولكني نسيته بمجرد أن دخل خطيبي بيننا وأحبني وأحببته فلماذا لا يستطيع أن ينسيني فإني أتذكره في كل لحظة ولا أنام إلا إن حلمت به يقول لي إني أحبك ولا أستطيع الاستغناء عنك فلماذا خطيبي الحالي لا يستطيع أن ينسيني هل أنا تعجلت في أمري بقبوله فلابد له من مرحلة سيمل مني فيها ويتركني.
أنا لا أخاف أن يتركني ولكني متألمة لما يحدث معي فأنا كمثل واحد مشى طويلا في صحراء جرداء وعندما رأى من بعيد واحة خضراء جرى إليها متوقعا أنه نجا ولكنه يجدها سرابا فكيف بحالي وأنا أحبه هكذا ويتركني هو لأني أدافع عن حقي.
لا أستطيع أن أنسى حياتي كلها شقاء بعد كل هذا العناء يأتي إلي واحد يبيعني بهذه الصورة وبعدها يأتي لي إنسان لا أستطيع أن أحبه!! إن القدر يعاندني فلا أحس معه بنفس درجة الانسجام كما كنت أحس مع خطيبي الأول كنت متخيلة أن الله سيعوض عليّ ولكن سلط عليّ نفسي كي تشقيني.
انصحوني بتركه أرجوكم والغريب أني حاولت أكثر من مرة ولكن لا أستطيع فإن مرارة الموقف الأول لا أستطيع أن أتحملها ثانية فأصبحت مأسورة وليس عندي قدرة على أخذ قرار قاطع بعدما كنت أحلى وأجمد بنات جيلي أترون ماذا فعل الحب بي؟؟
شكرا
30/10/2008
رد المستشار
السلام عليكم:
أختي الغالية: أشكرك على المتابعة بأخبارك، جعلها الله دوماً أخباراً طيبة...
وأنا بالتأكيد لن أقول لك اتركي الخاطب الجديد إذا كان بهذه الصفات التي تقولين! ولكني أطمئنك بأن كل هذه الآلام التي تعيشينها ستولي مدبرة بعد فترة من الزمن –تطول أو تقصر حسب قوة إرادتك- وإذا كنا نحن سندبر ونزول، أفيعقل أن هذه المشاعر لا تزول!
أُقَدِّر الألم الشديد الذي أنت فيه، ألم فقد المنزلة التي كنت تحوزينها في قلب ذاك الرجل الذي أحببتِه...
أنا، وأنت، وغيرنا من الناس يطرب أيما طرب عندما يشعر أنه ملك القلوب، وأنها أصبحت أسيرة له فهو يتحكم فيها كيف يشاء، ويألم أيما ألم إن شم رائحة فقد ملكه، ما بالك إذا فقده؟! سيصاب بمثل ما أُصبتِ به حتماً، سيفارقه النوم، ويشد شعره، بل ويضرب رأسه بالجدار أيضاً!
لهذا ما ينبغي لي ولا لك ولا لغيرنا، أن نسترسل مع هذا الطرب حتى يُسكرنا ويؤثر على عقولنا ومحاكمتنا للأمور، ويجعلنا نرى نفوسنا أكبر مما هي عليه، فنغضب لأدنى خدش فيها، ونعمل على الثأر لها بواسطة ما ظننا أنا ملكناه، ولكن هيهات! فالقلوب ملك لله وحده أودعها عندنا ليرى ما نحن صانعون فيها! فكيف نريد امتلاكها وتسجيل ملكيتها في السجل العقاري؟!!
ليس الخطأ أن نطلب حب الآخرين وتقديرهم لنا، ولكن الخطأ أن نسيء استخدام هذا الحب فنجعله وسيلة لنيل زيادة على ما يحق لنا...
دعك من الحسرة على ما فات، ومن العيش في دوامة (ظلمت خطيبي أم لم أظلمه؟)، ومن اللُّهَاثِ وراء عبارة: (إني أحبك ولا أستطيع الاستغناء عنك) التي توقعت أن يقولها لك بعدما فسخت الخطبة لكنه لم يفعل! الأمر وقع وانتهى: ما مضى فات والمؤمَّل غيب ولك الساعة التي أنت فيها.
كرري عبارة: أنا أحب الخاطب الجديد (فلان)، هو يحبني وأنا أحبه،... واستبدليها بما تعذبين نفسك بتكراره قبل النوم. قولي: أنا قوية الإرادة وبعون من الله أستطيع التحكم في مشاعري...
لا تقولي: ذهب حبي مني. ولكن قولي: أنعم الله علي بحب جديد، بينما غيري لم ينل ذلك، وبالشكر تدوم النعم..
استفيدي من تجربتك وقولي لنفسك أيضاً: لن أجعل من ثأري لنفسي سبباً لخراب حياتي، سأضبط نفسي وأعبر عن ألمي بأسلوب لا يجلب الضرر لي...
أنت اعملي على نسيان أحزانك، وإهمال مشاعرك المؤلمة، ولا تنتظري من خاطبك أن ينسيك. إذا أزحت عاصفة الأحزان من قلبك سينبت حبك الجديد وينمو كزهرة جميلة... لا تقولي لا أستطيع! بلى تستطيعين! عندك عقل وقلب وإرادة، ولا ينقصك شيء فلماذا لا تستطيعين؟!!!
أنت ما زلت قوية، ولكنها فترة أراك الله فيها ضعفك البشري –وكلنا يتصف به- من أجل أن نقف بين يديه ونستعين به في كل أمورنا،ونلزم ذلك دائماً، فيمنحنا من قوته، ورحمته، ويفرج عنا جميع ما يقلقنا وينغص حياتنا...
أسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويسعد قلبك، وتابعينا بأخبارك...
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> تبحثين عن الحب أم الزواج م2