السلام عليكم،
أنا أشكركم جداً على هذا الموقع الجميل. مشكلتي أني أفكر كثيراً؛ أحلل أي شيء في دماغي مهما كان تافهاً، ببساطة "بقف على الواحدة، أو باجي في الهايفة وأتصدر"! لقد تعبت من التفكير الزائد هذا، لكن المشاكل بدأت من بعد خطبتي. بدأ خطيبي يتضايق من كثرة التفكير في أي كلمة يقولها -علماً بأنه مسافر-، فكلامنا مقتصر على النت أو التليفون، أدقق جداً في أي كلمة يقولها، وأكون حساسة جداً من مزاحه رغم علمي بأنه يمزح، لكن دماغي يرفض الكلام حتى لو على سبيل المزاح، وأسأل نفسي: لماذا قال ذلك؟ من أي وجهة نظر يراني ليقول لي هذا الكلام؟".
أنا من النوع الحساس جداً وأتضايق بسرعة، حاولت أن أغيّر من طبعي لكن لم أفلح، عدا عني أني أحبه جداً لكن أشعر وكأنني أحاصره، وأريد أن يكلمني دائماً لكن ولظروف عمله يكون منشغلاً. أتمنى لو أعرف كيف أستطيع السيطرة على نفسي، فأنا عصبية أيضاً بسبب المبالغة في التفكير والتحليل، وهو أمر كان يضايقني أيام الدراسة، فقد كنت أذاكر كمّ بسيط في وقت طويل بسبب تحليل كل كلمة.
أحياناً أعاني من وسواس في الصلاة أو أشك أني أغلقت أنبوبة الغاز، وأشياء أخرى من هذا القبيل، يعني موسوسة قليلاً، وهذه الوساوس تأتيني من وقت لآخر لكن التحليل والتفكير في الكلام -من خطيبي بالذات- يتكرر دائماً. أريد حلاً! فأنا أشعر أن من كثرة المعلومات في دماغي أصاب بالصداع النصفي وعيوني تزغلل جداً. لا أستطيع شرح وتوضيح الحالة فهذه أول مرة أحكيها أو أعبر عما أشعر به، فإن كان هناك نقطة تحتاج للتوضيح فيمكنني ذلك لاحقاً من باب المشاركات.
أرجو النصيحة.
09/11/2008
رد المستشار
أهلاً بالأخت الكريمة،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الشخص الحساس والشخصية الدقداقية (المدققة) هي عبارات تكثّف وتختصر صفات الشخصية الوسواسية القهرية Obsessive Compulsive Personality Disorder أو اضطراب الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder..
الأخت العزيزة..
لا بد من زيارة العيادة النفسية لإجراء تقييم كامل لحالتك والتفريق بين أن يكون ما تعاني منه اضطرابأً في الشخصية، أي أن شخصيتك ذات ملامح وسواسية وطابع مدقق تتعرّض أحياناً لفترات معاناة وانكسار في عمليات التعويض والدفاع لتقع ضحية المعاناة النفسية، وبالتالي ما سيُقدم لك من قبل الأخصائي النفسي سيكون علاجات معرفية وسلوكية للتأقلم مع هذه الصفات الشخصية ستستمر معك طوال حياتك. أو أن ما تعانين منه هو مرض الوسواس القهري، وهي حالة مرضية عابرة وقابلة للعلاج الكلامي والدوائي على حد السواء ولعدة أشهر.
وأشعر من خلال كلماتك العامية المصرية (التي أرهقت عقلي في الفهم والتحليل) أن ما تعانين منه هو حالة اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية أكثر من كونها اضطراب وسواس قهري، وأظن أن بداية معاناتك منذ الصغر والله أعلم.. ولكن أترك البت في الموضوع لطبيبك النفسي ليجري التقييم لحالتك النفسية ويضع التشخيص الصحيح ثم خطة العلاج المناسبة.
وشكراً لثقتك.
إذن الخطوات وملامح الحل:
- التقييم النفسي الكامل لحالتك عند طبيب نفسي.
- جلسات العلاج النفسي الكلامي (المعرفي السلوكي).
- قد تحتاجين لعلاج دوائي.
- لا بد من دخول المحيط العائلي في عملية العلاج (أهلك– خطيبك) إن أمكن، وهو الأكمل.
وطالعي هذه العناوين على مجانين:
للساقطة واللاقطة: قاعد على الواحدة
هل أنت شخصيةٌ قسرية ؟
نزوع إلى الكمالية وتفكير وسواسي
بين يقظة الضمير والشخصية القسرية شعرة
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك كل الخير والعافية.