الوسواس القهري أفسد عليّ ديني ودنياي
السلام عليكم،
إخوتي في الله أعاني منذ 10 سنوات من الاكتئاب والقلق والوسواس القهري، لم أترك طريقة إلا واستخدمتها للتخلص من هذا الابتلاء ولكن دون جدوى! إلا فترة حتى عزمت ألا ألقي لما في نفسي بالاً وكنت حينها أستخدم دواء التربتزول الذي وصفه لي الطبيب.
مع العلم أني لم أعرف ما هو مرضي إلا من خلال الإنترنت، حيث تنطبق عليه صفات الوسواس القهري، ولا أعتقد أن الطبيب شخص حالتي بصورة صحيحة، استبدلت دواء التريبتزول بدواء الأنفرانيل لمدة 3 شهور، ولكن دون جدوى بل على العكس تدهورت حالتي استبدلته بدواء البروزاك، والآن أنا مستمر عليه منذ 10 أيام بمقدار كبسولة واحدة صباحاً... إنه دواء فعال ولكن لا أعرف الجرعة المناسبة والمدة التي ألتزم بها في تناول العلاج ووقت تناوله، وهل يصح تناوله ليلاً؟ هذا بالنسبة للعلاج الدوائي أما العلاج السلوكي فأنا أعاني من:
1- التكرار
2- الترتيب
3- التأكد
4- الكمال
5- الشك
وكل واحد من هذه المعاناة يتمثل في عدة أوجه،
سؤالي لو أردت التخلص من هذه المعاناة على سبيل المثال التكرار، أأتخلص منها مرة واحدة أو واحدة تلو الآخر؟.
2/11/2008
رد المستشار
الأخ العزيز "عدي"،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على ثقتك، يمكنك أن تجد على الموقع كثيراً من المادة المفيدة عن كل ما سألت... فمثلاً عقار الم.ا.س.ا أو الفلوكستين Prozac الذي تسأل عنه اعتدنا استخدامه بالجرعة التي تعطي استجابة كاملة –وتحديدها يتم بعد الصبر القصير أو الطويل وكل حالة ولها ظروفها- لمدة عام على الأقل بعد التحسن الكامل ثم يتم سحبها بعد ذلك بالتدريج ويمكنك أن تقرأ في ذلك:
حكاية الماس والماسا أعراض الانسحاب(2)
وعادة ما يستخدم عقَّار الفلوكستين جرعة في الصباح بعد الإفطار، وسبب ذلك أنه قد يسبب نوعاً من الأرق أو بعض التغيير في نمط النوم أو عمقه، وهذا هو الشائع ولكن بعض المرضى يفضلون استخدامه في المساء لأنه على العكس يزيدهم رغبة في النوم، وهؤلاء فئة ليست قليلة في مجتمعاتنا وبالتالي عليك أنت أن تحدد ما هو الأنسب لك.. لكن انتبه إلى أن إتاحة المعلومات على الإنترنت عن أيٍّ من الأمراض وطرق علاجها لا يصح أن يتخذ بديلاً للمتابعة مع طبيب متخصص.
أما بالنسبة للعلاج السلوكي المعرفي وهو الذي لا غنى عنه لمن لا يود الاستمرار على العقَّاقير بشكل مستمر أو كل حين وحين فيمكنك فيه أن تقرأ كثيراً من الردود على الاستشارات لتعرف بعضاً من مبادئه وإن وجدتها متفرقة... والأفضل هو أن تقوم بالمتابعة مع معالج نفساني ذي خبرة في العلاج المعرفي السلوكي، ويمكننا هنا على مجانين أن نقدم لك ترجمة لبرنامج جيفري شوارتز قام بها مستشارنا الفاضل د.محمد شريف سالم وتتكون من خطوات أربعة وستنشر تباعاً على مجانين في قسم نطاق الوسواس القهري وهذه أولى حلقاتها:
عزيزي مريض الوسواس: عالج نفسك بنفسك1
كذلك أنصحك بأن تقرأ ما تنفرد به مجانين وهو بيان كيفية تعامل فقهاء المسلمين مع الوساوس الدينية للمرضى بشكل معرفي وسلوكي مناسب لثقافتنا فاقرأ :
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري(5)
وأما سؤالك عن كيفية التخلص من القهورات المختلفة وهل يكون علاج كل واحد بمفرده أم علاج الكل دفعة واحدة، فالمسألة تعتمد على اتفاقك أنت ومعالجك النفساني يا عدي أو اختيارك الشخصي في النهاية وكلا الطريقين ممكن ومثمرٌ إن شاء الله...