السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في البداية أود أن أبدي إعجابي الشديد بهذا الموقع وبمن يقوم عليه، وأخص بالشكر والإعجاب الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، وأتمنى من حضرته أن يقوم بالرد على رسالتي.. وهذا لا يقلل من قيمة باقي الأساتذة الكرام الذين أحترمهم وأشكرهم على ما يقدمونه لنا من معلومات ونصائح.
يا دكتور وائل،
أنا شاب في السنة الرابعة والأخيرة بكلية التجارة، مستواي الدراسي والحمد لله جيد.. عندي طموحات وأهداف وأفكار أود أن أحققها في المستقبل، ولكني أعيش في مجتمع أسري متشائم وسلبي لدرجه لا تتخيلها! أولاً، والدي لا يهتم بي إطلاقاً ولا بمشاكلي، فمثلاً عندما أقول له أني محتاج لدورات لتنمية مهاراتي اللغوية أو التعليمية، لا ألقى منه سوى عدم الاهتمام واللامبالاة.
ووالدتي هكذا؛ أحياناً يكون لدي من الحماس والنشاط والتفاؤل ما لا يوصف ولكنهم يقابلونني بوجه مكتئب وبصورة متشائمة للغاية. وأيضاً لا أجد من الأصدقاء حولي من يشجعني ويحفزني لعمل شيء جديد، وكأننا خلقنا لنأكل ونشرب ونلعب وننام. أتمنى لو أعرف ماذا أستطيع أن أفعله لكي أتخطى هذه العقبات وأفعل شيء جديد.
المشكلة الثانية التي أعيشها: هي أنني منذ سنتين تقريباً أحب بنتاً محترمة وملتزمة وجميلة أيضاً ومعجب بها بشدة وهي معي في الكلية، ولكن احترامها الشديد والتزامها منعني من الاقتراب منها حتى لا تحرجني، من وجهة نظري كنت أرقب تصرفاتها وكلامها مع زميلاتها من بعيد ورأيت فيها الرقة والاحترام والأدب في الحديث.
كنت أرى والدها في الكلية في الامتحانات النهائية وكنت على وشك التعرف عليه وأتقدم لخطبة ابنته ولكن فكرت أني لو فعلت هذا سيقول لي أنت ما زلت طالباً وليس لديك وظيفة! فتراجعت عن الفكرة ولكن بسبب حبي الشديد لها تجرأت وكلمتها ولكن في حدود الدراسة فقط، فأنا لا أعرف الآن هل أصارحها بحبي لها وأنني أريد أن أتقدم لها ولكني خائف من الرفض من ناحيتها أو من والدها إذا كلمته، وهذه الصدمة لا بد ستؤثر عليّ لأني أحبها جداً.
فأريد من حضرتك نصيحة أعرف فيها ماذا أفعل؟ مع العلم أن بالنسبة لمستواي الاقتصادي متوسط، ولكن مستواها هي الاقتصادي أعلى مني، وهذا ما يقلقني من عدم إكمال الموضوع.
وآسف على الإطالة.
وشكراً.
23/11/2008
رد المستشار
أخي الكريم، شكراً لك على ثقتك وإعجابك بالموقع.. وبالمشرف العام له الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي ونأمل أن يكون الموقع خطوة نحو التقدم للأمام.
أسأل الله أن تتخرج هذا العام من الدراسة الجامعية بتفوق ونجاح باهر.. وليس نهاية المرحلة الجامعية إلا نهاية مرحلة.. وبداية أخرى.. وكل مراحل حياتنا ترتبط بما قبلها ويترتب عليها ما بعدها، وما علينا في هذه المراحل إلا بذل المجهود.. وأخذ الأسباب.. والالتجاء إلى الله العلي القدير بأن يوفقنا.. وييسر أمورنا.
أنت الآن فعلت ما عليك بإنهائك المرحلة الجامعية.. ولله الحمد والمنة، عليك الآن أن تبحث عن أفكار مستقبلية حول عملك ترى ما هو العمل المناسب.. حسب ظروفك وإمكاناتك.. وكل عمل يتطلب قدرات وإمكانات تدريبية جزء منها نحصله بالقراءة.. وآخر بالخبرة والاحتكاك بأهل الخبرة، ومنها ما يأتي عن طريق الدورات التنموية مثل اللغة والتنمية البشرية حسب ما ذكرت.. لو تيسر لنا أن نحصل عليها شيء جيد.. ولو لم يتيسر لن يغلق الباب أمامك.. عليك البحث عن بدائل مناسبة.
ولأفترض جدلاً أن أهلك كما وصفت... ولأفترض جدلاً أن أصدقائك كذلك... أنا لا أكذبك.. ولكني أعتقد أن حكمك الآن عليهم.. قد جانبه بعض الصواب.. ربما يتغير في المستقبل.
هل ستتوقف حياتنا لأن أهلنا لهم وجهات نظر تختلف عن وجهاتنا؟
لا.. لن تتوقف.. فأنت لن تعدم الحل المناسب.. لما لا يكون لديك عمل يغطي نفقات هذه الدورات؟
ثم بعدها تنتقل لعمل أفضل.. وهكذا، التدرج أخي الكريم سنة كونية.. وأنظر حولك ستجد كل شيء يسير متدرجاً.. حتى لو بدا لأعيننا غير ذلك.
أنت الآن لديك كنزك الحقيقي.. وهو وقتك، فلا تضيعه انتظار أن يأتي الآخر ويعطيك الحلول.. أو المال.. أو غيره، لا تنتظر.. بل ابدأ بتنظيم وقتك وحقق منه أكبر استفادة من خلال أنشطة متعددة أهمها القراءة.. والاطلاع.. والمتابعة.. الخ.
أما الزواج فله شروطه.. إن تحققت وجب عليك الزواج، أولها المسكن المناسب.. ثم العمل المناسب.. ثم القبول من الطرف الآخر، وأنت الآن في بداية الطريق.. خطط لمستقبلك جيداً ومن لا يخطط للنجاح.. يخطط لغيره، وفقك الله.. ويسر لك أمرك.