والدي
الظروف تجعل والدي عصبياً معظم الوقت ولا أدري كيف أريحه.
هو وماما دائماً عكس بعضهما في كل الأمور بسبب الفلوس، هو يتمنى أن يريح باله وينام ويعمل ظناً أن المال كل شيء، وماما مريضة وممكن تدخل غرفة العمليات وتموت، وهي من تدير أمور البيت كلها، بابا يجلب النقود فقط، هي حنونة علينا. ماذا أفعل؟ المشكلة أن أمي تساعدني في المذاكرة، وتسعدني، ودونها لا أدري كيف أعيش.
20/11/2008
رد المستشار
الابن الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
نشكرك كثيراً على تواصلك مع هذا الموقع، ولك الشكر والتقدير على اهتمامك بما يدور بين والديك.
نلاحظ حرصك على أمك وهذا يدل على حُسن خلقك وامتثالك للوصية النبوية "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبيك". الذي أود أن أؤكده لك أن مثل هذه الخلافات بين الأبوين كثيرة جدًا في البيوت، وأنت بالطبع شغلك هذا الأمر وتأثرت كثيراً، وذلك حرصاً منك أن تكون أسرتك سعيدة وفي مثل عمرك تكثر العواطف ويهتز الوجدان لأبسط الأمور خاصة حيال العلاقات الوالدية. ربما تستغرب إذا قلت لك أن والدك يحب والدتك كثيراً، لأن هذا هو الأمر الغريزي والطبيعي، ولكن عصبيته وتوتره ربما يكون ناتج من شخصيته ومشاغله، ونصيحتي لك هي: أولاً، أن تنظر لوالديك نظرة واحدة ولا تتحيز لأي طرف، فأنت مطالب بحب وطاعة وبر والدتك وبنفس المستوى والدك.
ثانياً، أرجو أن تبتعد بقدر المستطاع من المحيط الذي يحدث فيه النقاش بين والدتك ووالدك.
ثالثاً، نصح والدتك بأن تكون أكثر صبراً وتسامحاً، وأن تتقرب لوالدك بالكلمة الطيبة، وأن تناقشه وتحاوره حين يكون مزاجه طيباً.
رابعاً، حاول أن تركز على دراستك وألا تشغل نفسك بما يدور بين والديك، فهذه غالباً مشاكل مؤقتة وسوف تنتهي بإذن الله تعالى.
خامساً، إذا كان لديك أخوة أكبر منك يمكنهم أن يناصحوا والدك في حدود الذوق والاحترام حتى يكون أكثر لطفاً مع والدتك. إذا كنت تلاحظ أن والدك متعكر المزاج دائماً مع وجود هذه العصبية فربما يكون لديه صعوبات نفسية مثل الاكتئاب النفسي، وهنا يمكن أن يُوجه بصورة مباشرة، ولا تجرح مشاعره بأن يقابل الطبيب النفسي المختص.
وأخيراً عليك أن تدعو الله أن يحفظ والديك وأن يُوفق بينهما (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما).
مع خالص تحياتنا وتقديرنا لك.
وبالله التوفيق.