حياتي انتهت
أنا في الصف الثالث الثانوي، حياتي شبه انتهت، فشلت في تحقيق هدفي... لا أستطيع التقرب من والدتي مطلقاً لأنها لا تفهمني، حتى إن حاولت أن أكلمها بهدوء تام تستهزئ بي.
تعلّقت جداً بأخي لكنه سافر، ولم أعد أكلم أحداً نهائياً حتى ذهبت إلى طبيب دون أن أعرف إن كنت أنا المقصودة! ولأني ارتعبت منهم تفاهم معي وأعجبت جداً بشخصيته ونجاحه، أنا الآن أحبه أكثر من أخي وأريده أن يعرف، وأود أن أراه دائماً.. كنت أتحجج للذهاب إليه، فهل أبلغه أم لا؟
وهل من الممكن أن أجد هدفاً آخر أم لا؟ فإن كان فما هو؟ 73 هو مجموعي، وبصراحة دافعي للمذاكرة حالياً هو حبي لهذا الشخص لأنه طلب مني ذلك، فهل أنساه أم لا؟ وكيف أعرّفه أني أحبه مثل أخي؟
أرجو الرد سريعاً لأني أعيش حالة اكتئاب والكل يكره عدم استجابتي.
كيف أكون صداقات حقيقية؟ شبعت صداقات تقليدية، لم أعد أرى أعزّ أصحابي لدرجة أن بسبب ما أنا فيه بحثت عن طبيب نفسي على النت وكنت أنوي الذهاب إليه دون علم أحد.
أرجوكم بشدة، أتمنى أن يشعر بي الآخرين.
كتبت دون تفاصيل أكثر لأني أخشى أن يعلم أحد من أهلي، ولا تنس أني أحب شخصاً وحبي له هو السبب الذي يدفعني للحياة بعد أخي، وأريد أن أظل معه دائماً.
حاولت الانتحار كثيراً منذ يوم النتيجة ولكني كنت أخاف، وعندما حاولت أن أنتحر كتب الله لي عمراً جديداً، ولا أحد يعلم بهذا، كلهم يظنون ما بي مجرد تعب عادي، وأشعر بوحدة واكتئاب شديد، ماذا أفعل؟
أرجو الرد سريعاً.
هذا باقي موضوعي السابق.
6/11/2008
رد المستشار
صديقتي "توتي"؛
سلام عليك ورحمة الله وبركاته. تأخرت في الرد عليك لكن أشعر أن قلبك كبير وستسامحينني. أوعى تكوني مش بتسامحي فتغضبين مني وتبحثين عن غيري. انتظريني ربما وجدت لدي ما تبحثين عنه.
فهمت قصدي يا توتي...... عمالة تنقلي من دي مش نافعة لأ أشوف حد ثاني يمكن ده برضه مش نافع طيب يمكن ده برضه لأ.... مش بأكلم حد أخويا سافر لازم ألاقي حد ثاني وأخيراً هو ده من وجدت لديه ضالتي وسأنجح من أجله بس قولوا لي ينفع واللا أنساه. تعالى يا توتي أسألك شوية أسئلة....
- أكيد فيه رد نفسك تسمعيه مني. هو إيه؟
- لو قلت لك استمري في حبك تقدري تصفين لي شعورك فرحانة واللا قلقانة.....؟ واللا مستغربة؟؟؟؟
- لو زعقت فيك وقلت لك إيه الكلام الفارغ ده ؟؟؟ حتعملي ايه حتقولي معها حق هذا خطأ واللا حتمسحي كلامي وتطلبين ردا آخر من شخص آخر بحجة أنني لا أفهمك؟
- لو الشخص ده اختفى من حياتك لأي سبب حتعملي إيه حتنهاري واللا بسرعة تلملمي آلامك بحثاً عن حب قصدي عن نواة أخرى تنسجين حولها خيوط توتي التائهة؟
فهمت ما أقصد؟
- فين توتي من العالم الذي تعيشه؟
- إلى ما تسعى؟ ما هو هدفها في الحياة؟
- ماذا يعني لك الأخر سواء كان والدتك أو شقيقك أو صديقك؟
علاقة متبادلة نفهم فيها مشاعر الآخرين ونقترب منهم تماماً كما نود أن يتفهموا مشاعرنا ويتقربوا منا؟ أم علاقة التصاق واعتماد عاطفي تتوقف معه كل طاقاتنا إذا أخفقنا سواء لأن الأخر لا يفهمنا أو لا نفهمه أو لا نريد أن نفهمه قد تكون هذه طبيعة أمك السخرية والنقد المستمر وقد يكون حرمك هذا من الكثير في بداية حياتك من القدرة على تكوين أعمق وأقدم علاقة مع الآخر مع الأم فتاهت منك الخيوط خاصة في مرحلة المراهقة فتبحثين عما يعوض ما فاتك لكن لا تجدين فيه ما يشبع احتياجاتك لأنها احتياجات أولية لو لم نحصل عليها مبكراً لا يكون الحل بالبحث عنها بين الآخرين لأن هذا سيجعلك تبحثين دائماً عن شيء محدد في كل علاقة صداقة – حب أو زواج فلا تجدين الإشباع الكافي لهذا الاحتياج القديم وتفشل العلاقة تلو الأخرى ويتكرر السيناريو ويضيع منك الكثير في غياهب احتياجات قديمة لا يراها ولن يراها الآخرون.
أسمعك وأنت تقولين يعني خلاص اللي فات عمره ما يتصلح؟ لا يا حبيبتي فين نعمة العقل الذي ميزنا به الله عن باقي المخلوقات لكي نرى ونعي ونتدبر..... الحمد لله على هذه النعمة. ياللا نفكر......
1- لازم نلاقي "توتي"...... في هدف من أجل المستقبل والمجموع ليس نهاية المطاف.... في هواية....... في رياضة وقبل كل ده في حب ورضا ربنا علينا لما ننوى بجد نتغير.
2- في علاقة حقيقية بالآخر نراه فيها بشكل موضوعي وليس من أجل تحقيق ما نرغب فيه من إشباع لاحتياجات بدائية طفولية تسئ إلينا لو رآها فينا الآخرون. الأخر ده بني آدم زي ما تأخذين منه لازم تعطينه.
3- توتي لازم تشوفي الحاجات الحلوة فيك وبلاش الكلام المطلق والرسائل السلبية المطلقة اللي عاملة زي طلقات الرصاص وعمالة تصوبيها تجاه عقلك فيتوقف عن العمل وهو سبيلنا الوحيد الممهد في تجاربنا التي قد تكون وعرة أحياناً... اسمعي كده:
0 حياتي شبه انتهت (مازلت صغيرة –لم تدخلي مرحلة الشباب بعد- هو أنت لسه بدأت حياتك عشان تنهيها؟)
0 فشلت في تحقيق هدفي (لو عندك إيمان صح ومرونة كافية ستدركين أن ما فاتنا لم يكن خيرا فقط ندعو الله أن يوفقنا إلى إدراك هدف آخر يكون خير لنا - منتهى الجمود أن يكون لنا هدف واحد)
0 لا أستطيع التقرب من والدتي مطلقاً (هذا الإطلاق يوحي إلي بأنك ترفضين التقرب أصلاً وكأنك تقولين هي خلاص لا تنفع في ما أريد.... نوع من اليأس ربما هي قليلة ومحدودة في مشاعرها لكن دربي نفسك على أن تحبي ما تجدينه في الآخرين وتجدين ما تحبين أيضاً بقليل من الذكاء والخبرة والمهارة في التواصل بشرط تكونين فعلاً تريدين التواصل معها ولست أنت الرافضة لها.
0 حاولت أن أنتحر... أعوذ بالله... لماذا؟ هو حصل إيه لكي نخسر الآخرة مهما حدث في حياتنا لن ينقذنا إلا رضا الله.... حكمي عقلك وأنا معك وتابعيني بأخبارك.