السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب تربيت تربية دينية جيدة والحمد لله وأحاول جاهداً أن أكون ملتزماً بما يرى الله، إلا أن مشكلتي تعوق حياتي النفسية والدينية لسنوات ولم أجد لها حلاً، وأشعر بالخجل الشديد لمجرد التفكير بمواجهة أي إنسان بها.
منذ أن كان عمري 12 أو 13 سنة وأنا أعشق ضرب المؤخرة (سواء كنت الضارب أو المضروب المهم أن يكون الطرف الثاني أنثى)، وأشعر بمتعة لا مثيل لها في ذلك، وعموماً ليست هذه مشكلتي الأساسية.
المشكلة الأساسية هي أنه منذ عامين أو أكثر بدأت إدمان المواقع المتخصصة في هذا النوع (ضرب المؤخرة)، وتكمن المشكلة في أنني لم أجد المتعة الخارقة إلا إذا رأيت الضارب والمضروب امرأة أو ما يسمى female/female spanking واختصاراً f/f spanking، وتصل المتعة لقمتها إذا كانت الضاربـ(ة) لها مواصفات خاصة غير الأخرى ولو كان العكس هاج شعور ورغبة داخلي حتى أرى ما أحب.
منذ أكثر من عامين وأنا أجاهد نفسي لمحاولة التخلص من هذا النوع من الشذوذ بلا جدوى، (وقبل التعرف على هذه المواقع كنت أمارس العادة السرية مع تخيل نفس هذه المواقف ولمدة 4 أو 5 سنوات)، وآخر حيلة توصلت لها (وكادت أن تنجح)، هي أني أخذت أصلي وأدعو الله تعالى أن يرزقني كذا وكذا (أشياء طوال عمري أحلم بها) إن تبت نهائياً من تصفح هذه المواقع وتوقفت عن ممارسة العادة السرية، واستخدمت هذا كدافع للتوقف عن هذه الممارسات، وبالفعل كنت أتوقف لفترات إلا أنه خلال تلك الفترات كانت تزداد الشهوة بشكل لا يكاد يحتمل فلا أستطيع الاستمرار، وتزداد الشهوة وأتخيل امرأة تضرب امرأة أخرى على مؤخرتها وأجد صعوبة متناهية في إيقاف هذه التخيلات، حتى ينتهي الأمر بالعودة إلى مشاهدة هذه المواقع.
المشكلة الأخرى هي أن المتعة الجنسية لدي أصبحت تنحصر في هذه الممارسات وهذه المشاهدات وأخشى أن يؤثر ذلك عليّ عند الزواج، وأحياناً أمنّي نفسي بالزواج قريباً ومحاولة التدريب على الممارسات الطبيعية (ولا أعرف إن كان هناك جدوى من ذلك أم لا؟!) إلا أن الواقع وظروف الحياة تدلان على استحالة أن أتزوج قبل 5 أو 6 سنوات على أقل تقدير مما يزيد الأمر تعقيداً.
هذه المشكلة أصبحت تؤرق حياتي خاصة وأني أشعر بأن الله عزّ وجلّ غير راضٍ عني لإسرافي وضعفي أمام الشهوة، كما أني أشعر بأني قد أفرطت في صحتي الجسدية والنفسية كثيراً بسبب هذه الممارسات المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات.
أفيدوني أفادكم الله.
أعتذر على الإطالة وشكراً لكم.
07/12/2008
رد المستشار
من المفيد فعلاً يا "mmaa" أن الواقع وظروف الحياة تدلان على استحالة أن تتزوج قبل 5 أو 6 سنوات على أقل تقدير مما يعطيك فرصة يا ولدي للعلاج والتغير في الاتجاه الصحيح. مشكلتك الوحيدة حقيقة هي ما تصفه في قولك (المتعة الجنسية لدي أصبحت تنحصر في هذه الممارسات وهذه المشاهدات وأخشى أن يؤثر ذلك عليّ عند الزواج)، فهذا الاقتصار على نوع معين من السلوكيات الجنسية شرطاً للحصول على المتعة أمر مقلق، ويجعلنا قريبين من مشكلة اضطراب التفضيل الجنسي Sexual Preference Disorders أو إحدى صور الشذوذات الجنسية، وهو ما يعني أن أحداً لا يستطيع أن يضمن أن في الزواج علاجاً لك، بل الأحرى هو أن تحاول العلاج قبل الزواج.
لم تخبرنا كيف اكتشفت أصلاً أن الضرب على المؤخرة يثيرك جنسياً؟ هل كانت مصادفة أم خبرة شخصية أثناء علقة ساخنة في طفولتك؟ على كل هذه ستكون معلومات مهمة لمن يتولى علاجك، وهناك ممارسات وسلوكيات كثيرة من الممكن أن يمارسها الطرفان في الجنس تكون مثيرة أو من عوامل الإثارة في اللقاء الجنسي ومن ذلك صفع المؤخرة لكن بقاء مثل تلك السلوكيات في حدود المعقول وغير الضار والمقبول من الشريك في الجنس شرط لكونها صحيحة في لقاء جنسي ما، فمن مجرد الربت على الردفين إلى حد الصفع على المؤخرة في شكل المداعبة إلى حد التطور السادومازوخي للمسألة والذي غالباً ما يرفضه الطرف السوي من الشريكين... يمكن أن نرى حالات كثيرة أقرب إلى الطبيعي أو إلى غير الطبيعي على المتصل.
المشكلة الأكبر في حالتك هي أن تستمر في ممارسة ما يربط استمتاعك الجنسي بمثل هذه الممارسات ولو على مستوى التخيل وتتخاذل يا ولدي عن العلاج، بينما تضحك على نفسك بالتوبة المؤقتة كلما تعاظم الشعور بالإثم فتسكن من وخز ضميرك رويداً رويداً ويصل الأمر الذي يمكن أن يكون عابراً بسبب الحرمان من الجنس إلى مشكلة تفضيل جنسي حقيقية.
أستشعر كثيراً من علامات الوسوسة في حكايتك يا ولدي وليس إدمان المواقع الجنسية ببعيد عن الوسوسة من ناحية الإمراضية النفسية الواقعة بين القهرية Compulsive والاندفاعية Impulsive ... يبدو تأرجحك بين شفري القهر والاندفاع واضحاً وإن دفعت بالشهوة في الحالتين، وحين نتأمل قولك في وصف محاولات إقلاعك: "وبالفعل كنت أتوقف لفترات إلا أنه خلال تلك الفترات كانت تزداد الشهوة بشكل لا يكاد يحتمل فلا أستطيع الاستمرار وتزداد الشهوة، وأتخيل امرأة تضرب امرأة أخرى على مؤخرتها وأجد صعوبة متناهية في إيقاف هذه التخيلات، حتى ينتهي الأمر بالعودة إلى مشاهدة هذه المواقع." نجد أنفسنا نتساءل عن مستوى القهر مقابل مستوى الاندفاع في ما يحدث معك، ونتساءل عن كنه الصعوبة التي تجدها في إيقاف تلك التخيلات في حين تكون التخيلات نفسها ممتعة بالنسبة لك، فهل تصفها بأنها تتسلط عليك أم أنك تستدعيها أولاً؟ ومن الصعب التفريق بين كونها متسلطة وكونها ممتعة، فضلاً عن القدرة على فهم أنها قد تكون متسلطة وممتعة في نفس الوقت!.
لا عليك أنت من التشريح النفسي لمفهوم القهرية والاندفاعية في نطاق الوسواس القهري ودعني أقول لك:
لماذا ربطت قرار الإقلاع عن ارتياد مواقع ضرب المؤخرة الإليكترونية بالإقلاع عن العادة السرية؟ أليس في هذا تثبيتاً للفكرة أو القناعة الراسخة لديك "المتعة الجنسية لدي أصبحت تنحصر في هذه الممارسات وهذه المشاهدات" والتي يفترض أن علاجك يكمن في تغييرها؟ يمكنك قبل أن تقلع عن العادة السرية أن تقلع عن ارتياد مواقع الشواذ، وأن تحجم عن ممارسة العادة السرية تحت تأثير تخيلات شاذة من أي نوع، ويمكن أن يتم ذلك من خلال برنامج علاج معرفي سلوكي مناسب لحالتك يا "mmaa"، وذلك بمساعدة أحد المعالجين النفسانيين المجيدين للعلاج المعرفي السلوكي،
وإن شاء الله تنجحان وتشفى وعندها لا تنسى أن تتابعنا بالتطورات.