السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قرأت جميع المشكلات التي تشبه مشكلتي لكن لم أجد ما يريحني أو يشبهني تماماً. لذلك أرجو منكم الرد عليّ رداً شافياً وافياً. أنا من عائلة محافظة جداً وجميعنا ملتزمين بالحجاب الشرعي الكامل، المهم أني منذ كنت في المرحلة الثانوية وكان ابن خالي يزورنا ويهتم بأمي كثيراً، فكانت أمي تمدحه وتقول بأنه شاب جريء وطيب وخفيف الدم ووسيم، يعني أنه رجل بكل معنى الكلمة فمن حينها تمنيت لو يكون زوجي ومع مرور الأيام ذهبت أمي لزيارتهم فأخبرتها أمه بأنه يريدني زوجة له، فرحت أمي جداً وأخبرتني بذلك ومن يومها الدنيا لم تسعني من الفرح وأصبحت أتخيّل زواجنا متى سيكون، ولم أتخيّل أني سأكون زوجة لغيره أفكر فيه كل ليلة ليست هنا المشكلة.
المشكلة أن لديّ ابن خال آخر وهو ابن عمتي في نفس الوقت، وتريد أن تزوجني إياه بأي وسيلة كانت، وعندما علمت أن ابن خالي الأول يريدني جنّ جنونها وذهبت إليهم وأخبرتهم بأنها أحق بي منهم، وطلبت منهم أن يبتعدو عنا حتى لا تقع مشاكل، واتصلت بأمي وأخبرتها بأن ابنها سيأتي لخطبتي وأن ابن خالي الأول قد خطب فتاة أخرى.
منذ سماعي الخبر أصبحت في حالة انهيار، أحلامي تحطمت أمامي، أصبحت حزينة يائسة، لا تمر ليلة إلا وأبكي فيها، لم أتخيل أبداً أنه سيكون زوجاً لغيري، أحس بالشلل عندما أتخيل أني سأحضر يوم زفافه. وابن عمتي أكرهه وأكره تصرفاته، ومن المستحيل أن أتزوجه، وهو وعمتي قاموا بنشر أننا سنتزوج في كل مكان حتى صرفوا عني ابن خالي الذي كان يلاحق أبي في كل مكان وأصبح له ولعمي مع فارق السن حتى أنه يحب أخي الصغير جداً؛
هل من الممكن أنه تخلى عني بهذه السهولة أم أن عمتي تكذب علينا؟ أصبحت في شك أسأل أمي فتقول أن الخبر أكيد، أنا أحس أنها تكذب عليّ حتى أنساه لأن شاباً تقدّم لي موظف مقبول من جميع النواحي، وأنا الآن في حيرة: هل أوافق وأخسر ابن خالي؟ لأني متأكدة أنه يحبني فقد أتى من حيث يسكن فقط ليجلس مع أبي، حتى بعدما سمعت خبر خطوبته التي أعتقد أنها كذبة، أو أرفضه ويكون الخبر صحيح فأصبح عانساً؟ لا أدري ماذا أفعل؟
ما كتبته ربع ما في قلبي من كلام.
وجزاكم الله ألف خير.
08/12/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عزيزتي فجر هوني على نفسك تقولين أنك ملتزمة فتذكري حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن "لو اجتمع الجن والإنس على أن ينفعوك بما لم يكتبه الله لك لم ينفعوك ولو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يضروك" تذكري بأننا أمة نتوكل على الله ونعيش مطمئنين بنعمة الإيمان لا بمجريات الحياة ونحن نعرف بأن ما أصابنا ما كان ليخطئنا وما أخطأنا ما كان ليصيبنا، بعد استحضارك لهذه المعاني فكري كيف يمكن لعمتك أن تضرك وتمنع ما قدر الله لك من رزق! فقري بالاً بنيتي ولا تجزعي.
يمكنك التأكد من خبر خطبة ابن خالك من والدك الذي يزوره فخطبة الرجل لا تقطعه عن زيارة أقاربه، وإن كنت تخجلين اجعلي سؤالك غير مباشراً مثل هل أتى عازماً على عرسه، أو اسألي إحدى شقيقاته.
ومهما كان أمر من تتمنين سواء ارتبط فعلاً أم لا يجب أن تتخذي قراراتك الهامة بناء على ما هو ثابت في الواقع الذي يقول أن ابن خالك لم يتقدم لخطبتك لأمر يعلمه ويخصه وإن كان قد أبدى فيما سبق إعجاباً بك ولكنه لم يحول هذا الإعجاب لفعل، هكذا يجب أن تقييمي موقفه لا أن تلومي عمتك التي كما أسلفت لن تمنع رزقك.
إن كنت تخشين العنوسة وراغبة في الزواج يمكنك النظر لمدى الانسجام بينك وبين كل متقدم لخطبتك بما فيهم من أشرت له في رسالتك، ولكن لا تتعجلي في الاختيار بل استعيني بالاستخارة والاستشارة فأنت ما زلت صغيرة على هذه المخاوف حتى ضمن معطيات مجتمعك، ثم إن مشكلات العنوسة إن حدثت في أسوأ الأحوال أسهل بكثير من مشكلات الزيجات غير المنسجمة.
ويتبع>>>>> : فجر وانتظار شريك الحياة مشاركة