بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد،
بدأت قصتي المرضية أثناء العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في التسعينات، حيث كنت دائماً مريضاً أعاني من جهازي الهضمي، آلام في المعدة، تقيؤ وغثيان ودوخة....الخ، فتوجهت إلى أطباء مختصين في الأمراض الداخلية والجهاز الهضمي، وبعد العديد من الفحوصات والتحاليل لم يجد الأطباء أي سبب عضوي يفسر تلك الأعراض، لكن مع الوقت تحسنت كثيراً حتى شفيت تماماً بفضل الله. كل شيء عاد بعد الزلزال الذي ضرب مدينة بومرداس سنة 2003 (أنا مقيم بها)، حينها كنت أعالج حب الشباب بدواء "رواكوتان"، وفجأة كل الأعراض المرضية القديمة ظهرت من جديد، وللمرة الثانية توجهت إلى أخصائي الجهاز الهضمي لكن هده المرة وجهني الطبيب إلى طبيب الأمراض العقلية والنفسية لأنه يظن أن سبب هذه الأعراض نفسي غير عضوي.
وفي يوم من الأيام وأنا نائم قمت أبكي وأصرخ ولم أستطع التوقف، كنت خائفاً من أن أفقد عقلي أو أموت أو أؤذي نفسي أو من حولي، كنت خائفاً خوفاً لم أعرفه من قبل فدهبت إلى طبيب الأمراض العقلية الذي طمأنني أنها نوبة هلع خفيفة، وبعد عدة شهور ستعود المياه إلى مجاريها وأشفى نهائياً.
وبعد مرور عدة أسابيع بدأت أحس بتحسن، وبعد مرور أربع سنوات من العلاج بدواء "الأنافرانيل 25 مغ" عرفت تحسناً ثم انزعاجاً وبقية الحال هكذا، لكن في الأسابيع القليلة كنت دائماً منزعجاً، أوجاع في الرأس وتعب وقلق وإحساس بالاختناق، ولهذا أريد مساعدة لتوضيح بعض الأمور والإجابة على أسئلة تدور في بالي مثل:
ما هو مرضي؟ مم أعاني؟ هل دواء "رواكوتان" هو ما أحدث هذا الخلل؟ هل دواء "الأنافرانيل" هو الدواء الجيد لي؟ كم يلزم من الوقت حتى أشفى بفضل الله؟ ساعدوني من فضلكم.
أخوكم رمزي 35 سنة.
09/12/2008
رد المستشار
الأخ العزيز "رمزي"،
بدأت معاناتك النفسية على عدة مراحل؛ الأولى بدأت بعد ظاهرة العنف الذي ظهر في الشقيقة الجزائر، حيث عانيت من أعراض نفسجسمانية، والتي تعكس وجود أحد الاضطرابين: إما القلق العام المصاحب بأعراض فسيولوجية، أو الاضطراب جسدي الشكل. وتحسنت الأعراض المرضية بدرجة ما.
ثم مع الزلزال عادت الأعراض مرة أخرى وهو ما يجعلنا نرجح التشخيص الأول، وهو اضطراب القلق العام. وتعاقبت الأحداث التي كلها تدور تحت منظومة اضطرابات القلق، حيث ظهرت لديك نوبات الهلع (خائف من أن أفقد عقلي أو أموت أو أؤذي نفسي)، وتحسنت الأعراض المرضية مع مضادات الاكتئاب.
أخي، كنت أود أن أعرف بعض التفاصيل عن شخصيتك وصفاتك لنعلم هل تعاني أيضاً من بعض سمات الشخصية الوسواسية أو من بعض سمات القلق أم لا، مدى نجاحك في عملك وحياتك الشخصية والأسرية.
عموماً أنت تعاني من اضطراب القلق العام الذي يظهر أعراضه على هيئة أعراض جسدية أكثر منها نفسية مع نوبات من الهلع وبعض الأفكار الوسواسية.
وأنا أرى أنك تحسنت على دواء "الأنافرانيل" ولكنني أنصحك بالآتي:
الاستمرار على الدواء
قراءة بعض المقالات الموجودة على الموقع والمرتبطة بمرضك لتكوّن لديك ثقافة خاصة به، وتعلم أن أعراضه ليست مرتبطة بمشكلة عضوية معينة.
فاقرأ على مجانين:
حكايتي مع الرهاب: قلق متعمم منذ الطفولة
سلسبيل الجنة والقلق المتعمم
الأعراض الجسدية للقلق المتعمم
عزيزي المدير الصغير
الأرق والقلق: ما تلا وما سبق؟
القلق المتعمم في الخلفية: خذ عندك!
كما أنصحك أن تقوم بعمل جلسات علاج نفسي مع طبيب متخصص لتتعلم فنون الاسترخاء، التعامل مع الأفكار المقلقة وغيرها.
وفقك الله.