ماذا لدى أطبائنا لعلاج القهم العصبي؟ م
السلام عليكم
شكراً لكم على كل مجهوداتكم، وجزاكم الله كل الخير.
أرى أن المشكلة فينا نحن وفي ثقافتنا، عندما تكون زيارة الطبيب النفسي في بلدنا عيب، ولو تمت الزيارة فمعناها وجود مشاكل: فلن تتزوج البنات، ونخشى من الأولاد!. أما خارج مصر فالذهاب لزيارته مسموحة مرة واثنتين وثلاثة، لا أدري لم؟ على فكرة أنا أقول ذلك لأني رأيته يتكرر,.
وآسفة على تجاوزي في الأسلوب مع حضراتكم، لكن هذا رأيي، وأعان الله كلٌّ على مشكلته.
وشكراً لكم.
2/12/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة "بنت النيل"،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك. لم أستطع الاهتداء إلى علاقة ما كتبته لنا في هذه المشاركة بتفاصيل المشكلة التي تشاركين فيها... ثم أصلاً ما هي مشكلتك يا "بنت النيل" هل لديك مشكلة تتعلق بالأكل أو الجسد؟ أشعر أن لديك نوعاً من هذه المشكلات أو أنك مجرد تعاطفت مع ابنة كاتبة المشكلة الأصلية، أود رداً منك على هذا. عموماً الموضوع الذي تفتحينه هو موضوع مهم تناولناه في أكثر من مكان على مجانين وخاصة في قسم شبهات وردود وفي مقالات متنوعة عندما تحدثنا عن وصمة المرض النفسي موضحين أنها ليست أصلاً في ثقافتنا.
وهذا ما أود تنبيه الأجيال الصغيرة له، فليس صحيحاً أن الناس في غير بلداننا يقبلون على الطبيب النفساني دون أن تكون لديهم مشكلات، صحيح أن معاناتهم الآن أقل وتحملهم للمرض النفسي والاضطراب النفسي –دون علاج- أقل كثيراً مما هو الحال عندنا، ولكن ليس الناس في الغرب أفضل علاقة بالمرض النفسي منا، ولا مرضى كثير من الاضطرابات النفسية أكثر بوحاً بمرضهم النفسي من أمثالهم لدينا، ولعل الفرق فقط في ارتفاع ثقافة وعلم الناس في الغرب في هذه الناحية مقارنة بتدنينا الثقافي والعلمي والاجتماعي أيضاً.
مسألة تأثير الأمر على الزواج لديك فيها كل الحق يا بنت النيل ولكنها ليست فقط قسراً على مجتمعاتنا، والحقيقة أن الأمر محيرٌ فعلاً، خاصة عندما يتعلق الأمر بأن المرض النفسي يورث الاستعداد له بشكلٍ أو بآخر... وليس رد الفعل الصحيح هنا هو أن نداري مرض بنتنا أو ابننا النفسي سواء وصلت المداراة حد عدم طلب العلاج اتقاءً للفضيحة وإمعاناً في الستر وبالتالي – يكتم الأمر عن الطرف الآخر في حالة الزواج- أو كانت المداراة هي فقط مداراة العلاج أو العلاج في السر أو في بلد بعيد... في هاتين الحالتين هناك خداع وتدليس من الناحية الشرعية، معنى هذا أن إخفاء السلوكيات التي تشكل المرض النفسي يعادل إخفاء المرض النفسي أو العلاج عند طبيب نفساني.
لعل التدخل الذي تقوم به غالبية الناس في مجتمعاتنا له أسلوب آخر أو آلية أخرى تتلخص غالباً في إنكار الحاجة للطبيب النفسي وإضفاء أسماء أخرى وتوصيفات أخرى على السلوكيات المشكلة لمرض نفسي ما؛ فالفصامي المنعزل مثلاً يوصف بأنه –في حالة- أو –متدين أكثر من اللازم- أو غير ذلك من صفات كثيراً ما تحمل صبغة دينية،.. أو اعتبار المسألة قلة إيمان أو لمس أو لبس من الشيطان أو الجان ويصبح كل ما كان أثناء نوبة المرض من فعل الجان ولا مسؤولية لأحد عنه وهكذا... أو اختيار الشيخ أو المعالج الشعبي لأنه يعالج بطريقة دينية... هناك حقيقة آليات عديدة وأنصحك والقراء للاستزادة من هذه القضية بقراءة وتتبع ما تأخذكم إليه روابطها الداخلية:
نفس اجتماعي: سحر وحسد وتلبس، جهل نفسي
يكفي هذا، وأشكرك على مشاركتك وأهلاً دائماً بك على مجانين.
ويتبع >>>>>>: ماذا لدى أطبائنا لعلاج القهم العصبي؟ م. مشاركة