السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذه متابعة على استشارة صديقتنا على درب الإبداع...وضرورة التخصص والتشبيك لقد قرأت الرد عليها متأخرا عن وقت نزوله على الموقع, قرأته ونحن في رمضان الخير.
وقد كنت مشغولة جدا بظروف استثنائية (ولادة أختي).. ولهذا لم أجد وقتا ولا رأسا مرتاحة من مسؤوليات 4 أطفال وأمهم لأرد على الرد الرائع الذي أرسلته لي الدكتورة سحر حفظها الله.. الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله أن أثلجت أخباري صدوركم.
والله إن سعادتي لكبيرة أن استطعت منحكم شعورا رائعا بالتفاؤل والسرور, هذا الشعور الذي طالما منحتموني إياه بجهودكم المباركة.. بارك الله بكم وسدد خطاكم.. وأراكم من أمتكم ما تقرّ به أعينكم.. آمين.
بالنسبة للنصيحة الغالية التي منحتني إياها يا سيدتي الفاضلة وهي: ضرورة التخصيص والتشبيك, فأنا أسير على هذا الدرب بإذن الله.. صحيح أن سيري عليه بطيء, لأنه سير الكتروني.. أي: أنا المسئولة عن تثقيف نفسي بنفسي في هذا المجال, والحمد لله أن إعطاء الدرس للأمهات لا يفيد الأمهات فقط بل يفيدني أنا شخصيا لأن التحضير يجعلني أقرأ بتمعن أكثر مما يثبت الأفكار في رأسي, والمشاركة الجماعية تجعلني أطلع على مشاكل جديدة وحالات جديدة ربما لم أنتبه لها من قبل.. وطبعا هذه الدورة المصغرة التي أقوم بها الآن وقفت طويلا خلال رمضان.
وبما أنها دورة للأمهات فأنا أتوقع أنها ستقف كثيرا.. وسيكون سيرها بطيئا.. ولكن لا بأس فقليل دائم خير من كثير منقطع.. والنقطة الدائمة تؤثر في الحجر.. كنت أريد أن تكون دورة سريعة أعلمهم فيها كل ما اعرفه, ولكنني تفكرت في الأمر فوجدت: أن قلة المعلومات مع تطبيقها خير من كثرتها مع وقف التنفيذ!!.. ولهذا فنحن ماضون إلى ما شاء الله.. والله المستعان.
معك حق يا سيدتي.. ما أحوجنا إلى تبادل الخبرات التربوية, وما أحوجنا إلى الاطلاع على تجارب الآخرين التربوية, فالكلام النظري شيء والتطبيق العملي شيء آخر.. لقد لمست هذا من خلال قيامي أنا بدور المربية.. ولكن طبعا الكلام النظري هو الأساس لأنه يعطينا الأرضية العلمية الثابتة التي نعرف من خلالها الصواب من الخطأ, ثم نحاول تنزيله على الواقع المعاش.. هذا العمل تماما كعمل الفقيه الذي يملك النصوص الشرعية والقواعد الفقهية, ولكنه في مواجهة حوادث متجددة بتجدد الزمان والمكان.. لهذا لا بد أن يعمل عقله ويجتهد ليصل إلى الحكم الأصوب.
ونحن أيضا في التربية كذلك.. يجب أن نتعلم كيف نكون مجتهدين.. الفكرة التي طرحتها حضرتك: وجود مجموعة بريدية أو موقع يتضمن كل هذه التجارب والمواقف هي فكرة جيدة, ولكنني الآن عندي امتحانات, لن أستطيع تنفيذها الآن بل بعد امتحاني.. أرجوكم لا تسوني من دعواتكم أن يوفقني الله في هذا الامتحان.. وفي كل امتحان.. وخصوصا في امتحان الحياة.
وأما عن ضرورة التخصص: فأنا الآن سأنهي إن شاء الله دراستي في دبلوم التأهيل التربوي والذي تناول موادا في علم النفس والصحة النفسية... وبعدها إن شاء الله سأتابع دراستي العليا في مجال التربية, أو سأحاول أن ألتحق بدورات تدريبية في هذا المجال.. فالتخصص في هذا المجال هو هدفي الآن الذي أسعى إليه.. وأنا أعوّل أيضا على الخبرة التي سأحصل عليها إن شاء الله من خلال ممارستي لمهنة التدريس, فأنا في هذه المهنة سأتفاعل مع مشاكل المراهقات عن قرب.. أرجو أن يوفقني الله لأعمل شيئا كبيرا ومفيدا للمجتمع ولأمتي وللناس كلهم.. آمين.
وفي النهاية أحب أن أشكركم وأسأل الله لكم أن يمن عليكم بما تقر به أعينكم في الدنيا والآخرة.. وأنا أيضا.. آمين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
19/12/2003
رد المستشار
ابنتي الحبيبة لمى: سعادتي بك وبأمثالك لا توصف ودوما أدعو ربى أن يحفظكم جميعا وأن يبارك فيكم وفي عملكم وأن يرزقكم حسن الفهم وحسن العمل ويحقق على أيديكم حلم تغيير مجتمعاتنا للأفضل، ومما تفضلت به يمكنني أن أعلق على ما يلي:
• لا ضرر من أن يكون سيرنا نحو الهدف بطيئا ولكن المهم ألا نتوقف، لأن المسير ولو ببطء يقربنا خطوة من أهدافنا، والسكون والجمود مرادفان لغياب الحياة، فاحرصي مهما كانت الظروف والمشاغل على ألا تتوقفي عن السير قدما نحو الهدف، وستكشف لك الأيام أن تراكم قطرات الماء يمكن أن يصنع بحيرة كبيرة، وأن المهام الكبيرة تتكون من مئات المراحل الصغيرة التي لو كنا اخترقناها لما أنجزنا المهمة الكبيرة، وفي هذا الصدد أذكر لك مثالا على ما أقول:
وذلك عندما سجلت لدرجة الدكتوراه؛ حينها كان معي ثلاثة أطفال أصغرهن طفلة حديثة الولادة، وهذا بالإضافة لمسئوليات العمل والزوج والبيت، شعرت أن المهمة التي ينبغي علي إنجازها مهمة كبيرة جدا وأن الوقت المتاح لها قليل جدا ولن يمكنني إنجاز ما أريد في الوقت المناسب، ولكن زوجي - حفظه الله وبارك فيه - نصحني نصيحة وهى ضرورة وأهمية أن أنجز عملا ولو بسيطا في هذه الرسالة كل يوم مهما كانت الظروف والمشاغل ومهما كان إحساسي بالتعب والإرهاق، وبفضل الله وبتوفيقه ثم بفضل هذه النصيحة تمكنت من الانتهاء من رسالتي في سنتين فقط، وما قصصت هذه القصة إلا لأدلل على أهمية تراكم الأعمال الفردية والجماعية لتحقيق الأحلام والغايات، ولأفند مزاعم من يرفضون الحركة إلا إذا كانت هذه الحركة ستحدث تغييرا ملحوظا وأثرا عظيما.
• أما بالنسبة لفكرة المجموعة البريدية التي اقترحتها عليك فقد تناقشت في أمرها مع القائمين على صفحة معا نربى أبناءنا، ولقد أخبروني أن هذه الفكرة ضمن الأفكار المقترحة لخطة السنة القادمة، وأحببت أن أخبرك حتى تتابعي هذه الخدمة وتنضمي إليها أنت ومن يريد من الأصدقاء والصديقات، بنيتي الحبيبة: مرة أخرى أدعو الله سبحانه أن يوفقك وأن يعينك على تحقيق كل ما تحلمين به سواء على الصعيد الشخصي أو المجتمعي، وأن يبارك لكم في أولاد أختك، وكوني معنا دائما فنحن لن نكون إلا بكم.