أختي الحبيبة الغالية الأستاذة رفيف الصباغ،
آمل أن تكوني بخير وصحة جيدة، وأكرر أسفي لتكرار إرسالي إليك، فإني لا أعلم ماذا أفعل في مشكلتي هذه. خطيبي أصبح يأتي إلينا ويصيبنا كثير من الملل -أنا وهو-، وأنا أعلم أن من يحب أحداً لا يمل منه! لا نجد موضوعات نتكلم فيها، ولا نعرف ماذا نقول، أصبحت أحس بغربة معه وقد لاحظ هذا جيداً. لا أكذب عليك فقد تغيّرت نحوه بعد معرفتي الجيدة بموقف العمل الشرعي، وبعدما أحسست ولو للحظة أن هذه ستكون حياتي، ولكنه رجل محترم يحبني، وقد وعدني بشأن العمل أنه سيفعل قصارى جهده أن ينتقل إلى قسم آخر، لأنه من الظلم أن يترك وظيفته في مثل هذه الأيام فهو موظف حكومة ومن الصعب إيجادها ثانية. لكن ينتابني إحساس أن هذا لن يحدث، ليس لأنه كاذب ولكن لظروف الحياة الصعبة، فأخاف أن أوقع نفسي في فخ لا أستطيع القيام منه.
لا أكذب عليك، أنا أقارن دائماً بينه وبين خطيبي الأول، فقد كنت أحبه بشدة وهذه غلطتي وقد سمعت في الفترة الأخيرة من المقربين إليه أنه متعب جداً من يوم أن تركني، ويحس أنه ظلمني لدرجة أنه يرى الكوابيس ليلاً، ويشك أنه مسحور.. وكما قلت لك أني وجدت أني مسحورة أيضاً بعد تركي، فيجوز أن يكون من الظلمة الشياطين أحد منهم قد فعل سحر تفريق للتفريق بيني وبينه، لأن هناك من الناس من كان يهمهم ألا نتزوج، فأخشى أن تكون خطبتي عائقاً لرده، وأخشى أن أتركه ولا يرد إليّ.
أعلم أنك ستقولين أنك لابد أن تفصلي، وإذا أردت أن تتركي الشخص الجديد فلأجل الله وليس لشخص ما، أعلم ذلك ولكني أخاف من المغامرة عموماً، مغامرة الفسخ سيان كان لأجل شخص أو غيره، المهم أنه عندما أحس أني بعيدة عنه سألني ما بك فبكيت، فلا أعلم، فقال لي: "أعلم أن الحب ضعف، فقد أحببتك وأنا أعلم أنك لا تحبينني ولا أستطيع أن أمنع نفسي من حبك فماذا أفعل؟ فعلت معك كل شيء كي تحبيني ولكن لم أستطع، فأنت محتاجة إلى من ينتزعك من هذا، وأنا مع كل حبي لا أستطيع انتزاعك مما أنت فيه، فليوفقك الله مع غيري ويسعدك معه، وتجدي كل ما تتمنين معه" فلم أدرِ بنفسي عندما سمعت هذه الكلمة فهذه نفس الكلمة التي سمعتها من خطيبي الأول، فأحسست بالآلام مرة ثانية وطلبت منه مهلة للتفكير، فماذا أفعل؟ ولا أكذب عليك فما زالت هناك مشاعر للشخص الأول، لا تعلمين كم كنت أحبه ولا أتخيل نفسي مع رجل غيره، وخصوصاً بعد سماعي بندمه على فراقي، فماذا أفعل؟.
10/12/2008
رد المستشار
السلام عليكم، الأخت الغالية؛
أظن أنك أصبحت في سن تستطيعين فيه أن تحسمي أمورك، وتقرري ما تريدين فعله، وأنت أعلم بحالك وما يجري معك، ومن المؤكد أن اختيارك لنفسك سيكون أفضل من أي حل يأتيك جاهزاً من الآخرين. ولكن فقط أقول لك: لا أحد يجبر على الزواج ممن لا يحبه، ولا أحد يجبر على الدخول في الشبهات، كما أنه لا يوجد عاقل يقرّ لك تعلقك بإنسان لا تعلمين هل سيكون من نصيبك أم لا، فسخ خطبتك الجديدة شيء وتوقع أن تعودي للخاطب الأول شيء آخر، لا تضعي في حسبانك هذه الأمنية ولو بنسبة واحد بالمائة، قد تحصل ولكن ليس لك أن تعلقي نفسك بحصولها.
ثم إن ما ذكرتِه يحسب عليك لا لك! لنسلّم لك -جدلاً- أن هناك من قام بسحر تفريق بينكما، هل تعتقدين أن هذا الذي قام بذلك منذ أيام الخطبة بينكما، هل تعتقدين أنه سيترككما بعد زواجكما؟ هل تريدين أن تعيشي حياة كلها أوهام السحر، أو السحر نفسه؟ ستكون أتعس حياة تعيشينها رغم وجودك مع من كدت تموتين في سبيل الحصول عليه!
لن أقرر لك شيئاً، كوني قوية وقرري لنفسك، فالحياة كلها مشكلات، ولكنها لا تسعفنا دائماً بمن يساعدنا، وأحياناً لا نستطيع أن نبوح بمشكلاتنا لأحد، فلا بد أن نحاول إيجاد الحل الواقعي المناسب لنا، وإن تركت هذا الخاطب قد يأتيك ثالث ورابع، فهل ستعيشين هذه الدوامة في كل مرة؟ ثم بعد حصول الزواج ستجدين نفسك مضطرة لحل مشكلات الأسرة كلها، فكيف ستتصرفين حينها؟.
استخيري الله واتركي العواطف جانباً، وامضِ لما يختاره الله لك، أسأل الله لك التوفيق والرشاد والسداد.ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> تبحثين عن الحب أم الزواج م5