مشكلتي هذه تضايقني جداً...
أصحابي كلهم لبقون في حديثهم على العكس مني! أحياناً أتحدث بلباقة، وأحياناً أخرى لا أعرف ماذا أقول، لدرجة أن إحدى صديقاتي طلبت أن أصف لها شخصيتها فلم أتمكن من قول أي شيء، فما كان منها إلا أن اتهمتني بأني لا أستطيع أن أتحدث عن نفسي فكيف عن الآخرين.
بنات أخريات قلن لي أني غير صريحة معهن فرددت أني لا أستريح لأيٍّ كان.
أحس أني سأفشل في حياتي لأجل طريقة كلامي هذه... أنا في الأول الثانوي، وأتمنى أن يعلمني أحد كيف أكون لبقة في الكلام مع أصدقائي، وأرجو ألا تقل لي اقرئي كثيراً لأني لا أحب القراءة... أظنني أتعلثم في الكلام أيضاً.
أتمنى لو أجد حلاً لمشكلتي هذه.
أرجوكم ردوا عليّ.
14/11/2008
رد المستشار
صغيرتي الجميلة،
أنت الآن في مرحلة تعيدي فيها حساباتك من جديد، فأنت تركت عالم الطفولة -بنقائه وطاعته لكل شيء- لعالم الكبار الذي فيه تبحثين عن نفسك وتحاولين التعرف عليها وتضعين لها قوانين ومبادئ لتسيري عليها، فشغلك الشاغل الآن كيف تبدين وكيف تفكرين وما هي شخصيتك وما هي أحلامك وما هي خططك للحياة، وهذه المرحلة يحدث فيها الكثير من التقلبات سواء في مشاعرك أو طريقة تفكيرك، وتغييرات جسمانية تجدي فيها فتاة تظهر عليها علامات الأنوثة بشكل فجّ أو أخرى تتغير طبيعية شعرها وأخرى يملأ وجهها الحبوب وأخرى لا تجيد الكلام والتعبير عن نفسها مثلك! لذلك أنصحك بالآتي:
* ابدئي دائماً بأخذ نفس عميق وأخرجيه ببطء، وكرريه أكثر من مرة لو لزم الأمر، فزيادة نسبة الأكسجين في الدم تخفف الشعور بالضيق وتجعل المخ في حالة هدوء واسترخاء لوصول الهواء إليه.
* تذكري دائماً أنك لست في عجلة من أمرك ولديك الكثير من الوقت، وإن كان الطرف الآخر في عجلة فهي ليست مشكلتك، فأنت ستعبري عن نفسك بالسرعة التي تساعدك على ترتيب أفكارك وإن كانت ضعف الوقت الذي قد يحتاجه غيرك، فأنت كيان مختلف ومن يتعامل معك يجب أن يتقبل هذا.
* جرّبي القراءة بصوت مرتفع –ولا أقصد هواية القراءة- من الجريدة مثلاً ولا تركزي على عامل السرعة أبداً، فالمهم ألا تتلعثمي، ثم على نفس القطعة بعد إعادتها عدة مرات حددي الوقت الذي تستغرقينه في القراءة وتحدى نفسك في هذه السرعة، أي حاولي في كل مرة أن تجعلي الوقت أقل.
* تدربي على ما تريدين قوله أمام المرآة، وانظري لنفسك أثناء قراءتك، واستوعبي كم تبدين حسنة الهيئة وأنت هادئة.
* جربي شراء شيء معين من مكان غير مكانه الطبيعي كأن تذهبي المكتبة للسؤال عن شيء لا يوجد بها فهذا يجعل تركيزك على التكرار أو "اللألأة" أقل جداً ويقلل انتباهك أنت لها ورغم أنه تمرين صعب بعض الشيء لكنه مفيد.
وستظل أهم نقطة هو أن تحبي نفسك حباً حقيقياً، فعبارة الكمال لله وحده عبارة حقيقية ولا تستخدم لمجرد تطييب الخواطر أو تسكين الآلام، بل هي حقيقة... ويجب أن تؤمني –من أعماقك– أن عيب– "التأتأة" أو غيره من العيوب توجد ما يساويه من العيوب عند الآخرين، ولكن هذه العيوب قد تكون واضحة -كما في حالتك– أو خفية- كعيب في الأخلاق ومرض من أمراض النفوس فكلنا سواء... أنت لا تنقصين عنا شيئا ولا تكترثي بنظرات الآخرين لك..... فالأفضلية بين الناس "بالأخلاق" وليس باللون أو براعة اللسان أو جمال الشكل، فلتكتشفي ذاتك، ولتنظري لما وهبك الله سبحانه في المقابل من مميزات ومهارات أخرى أدبية أو فنية أو رياضية أو... اجعلي هدف حياتك هو أن تكتشفي هذه الجوانب بدلاً من أن تضيعي وقتك في الحزن والتفكير، ولتنفقي الوقت في البحث عن ذاتك، وابحثي عن المراكز التي ترعى المواهب وتكتشف الذات، وحاولي البحث عن المواقع أو المراكز التي تساعد على اكتشاف وتنمية الشخصية... هذه هي قضيتك منذ الآن.
وأخيراً تذكري أن كثيراً من الشخصيات العامة لديها ما يشبهك أو غيره، ولكن لاحظي معي أن هذه العيوب لم تحول دون جعلهم في مراكز يوجه الناس لها الأنظار، ولو بحثت في التاريخ لوجدت أكثر من شخصية بارزة عانت ما تعاني منه ولكنها الإرادة يا صديقتي التي تصنع الفرق بين الناس وليست الطلاقة اللفظية.