خاصة للفاضل الدكتور عمرو أبو خليل.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحب أن أشارك على مشكلة: أيام في الحرام مشاركتي هي على رد المستشار الدكتور عمرو أبو خليل, وليس على مشكلة المستشير.. !!
والله يا دكتور عمرو لا أدري لماذا حضرتك تصر على أن تكون قاسيا معنا, قد تكون وجهة نظر حضرتك أننا نحتاج هذه القسوة بين الفينة والأخرى, ولكن يا سيدي الفاضل أحب أن أقول لحضرتك، اللين واللطف ينفع أكثر بكثير من القسوة والعنف..، أقول هذا من كوني إحدى اللذين قسوت عليهم يوما ما.. حين كنت أتابع مع صفحة معا نربي أبناءنا مشكلة إحدى قريباتي: مراهقون في دائرة النسيان..
يومها فعلا حضرتك أصبتني بإحباط.. لأنني أنا أصلا أعرف أنني لا أعرف عن الأمومة شيئا, ولكني أسعى لأكون أما جيدة حتى ولو لم أنجب.. ولكن حضرتك بكلامك وأسلوبك أشعرتني أنني لا قيمة لما أفعله ما دمت جاهلة بالموضوع أصلا, ولكن يكفي يا سيدي أنني أسعى وأبحث لأتعلم, وهذا السائل (المسكين) يكفي أن الله تعالى أوقعه بين أيديكم لتدلوه على الطريق السليم..
حضرتك بنفسك قلت له أن الشيطان الآن يريد أن يوقعك في المشاكل لأنك صرت تمارس نفس الفعل ولكن الصيغة تغيرت من حرام إلى حلال, وكأن حضرتك الآن بأسلوبك وكلماتك (اللي زي الضرب على الوجه) كنت عونا للشيطان عليه.. يعني المسكين الآن لم يجد الملاذ الآمن الذي يحميه من نفسه ومن الشيطان.. نعم أنا مع حضرتك في أنه لم يشعر بالندم لأنه فعل حراما في الماضي.. ولكن يا سيدي الكريم هذه الطريقة التي اتبعتها حضرتك معه ستجعله ينفر من الإحساس بالإثم بل سيرى أن طريق الحلال لم يجر عليه فقدان متعة الحرام, بل ولوم الآخرين وتعنيفهم..
أنا يا سيدي الكريم أقول هذا الكلام لأنني أريد الخير لكم والتقدم المستمر, ولأن الله تعالى أقامكم على ثغر من ثغور الإسلام ومن واجبي أن أمدكم بالنصيحة حين أجد خطأ ما.. وطبعا هذا اجتهادي في الموضوع.. والله تعالى أعلم.. هل تعلم يا سيدي الكريم ما هو انطباعي عندما أقرأ اسم المستشار على الاستشارة..
الدكتور أحمد عبد الله: الرفق واللين وتوسيع النظرة إلى أمور أعم وأشمل من المشكلة الشخصية.. فتكون إجابته شاحنا فعليا لي: نفسيا لأن هناك من يتفهمني, وفكريا لأنه رقى بمستوى تفكيري وبنظرتي للأمور.
الدكتور وائل أبو هندي: العمق الأكاديمي والاحترام الزائد.. فأجهز نفسي أنني سأتلقى الآن إجابة علمية عميقة ودقيقة وكأنني في مدرج الجامعة.. فتزداد ثقتي بنفسي.. وخصوصا عندما يثني على فهمي ومشاركاتي!!
سحر طلعت.. الأم الحنون.. أستريح كثيرا حين أقرأ كلماتها.. أما حضرتك يا دكتور عمرو والدكتورة ليلى أحمد أيضا.. فطبعا أتوقع: لا أقول ليس الإهانة والبهدلة, لا.. ولكنني أتحفز نفسيا لتلقي الرد الذي لا أدري كم ستكون شدته وقسوته.. كلكم تشتركون في الطابع الديني للإجابة.. ولكن.. الطابع الشخصي لكل مستشار يصبغ إجابته بروحه ونفسيته...
سيدي الكريم –لا حرمني الله منكم– حضرتك تشكل عامود مهم جدا من أعمدة البيت الجديد الذي وجدته بعد طول بحث عنه.. أرجوك أن تتقبل نصيحتي برحابة صدر.. فأنا خائفة على هذا البيت من أن يفقد أحد أركانه..
سيدي الفاضل.. نحن تائهون في وسط هذه الحياة وأنتم المنارة التي نهتدي بها, فلا تصد أي واحد منا مهما استفزتك مشكلته.. لقد أحببت كثيرا كلمة الدكتور أحمد عبد الله عندما سألته المذيعة في برنامج على هواكم: كيف تعالج المشاكل دون أن تنصب نفسك قاضيا؟؟ فقال لأنني لست قاضي, ولأنني أتجاوز التفكير بمدى فداحة المشكلة إلى البحث عن أسبابها وعن حل لها, فلا أقول: خسئت, وعليك اللعنة, ولكن أبحث عن ما وراء السطور دائما..
سيدي.. والله إننا نستحق رحمتكم.. مهما كانت مشاكلنا.. وسأخبر حضرتك شيئا.. عندما تعرفت على صفحة مشاكل وحلول للشباب وجدت فيها ما أذهلني, ولم يخطر يوما ببالي أنه موجود أصلا في الأرض.. وبدأت أنفعل على أصحاب هذه الاستشارات.. ولكن ما ردّني عن هذا الانفعال أمران:
1- طريقتكم التي تعالجون بها المشكلة, حيث مهما كانت فداحة الذنب المرتكب فإن الحفاظ على احترام كرامة السائل الإنسانية أمر لا يمكن تجاوزه أبدا..
2- أنني قست أصحاب المشاكل على نفسي.. وفكرت: كيف أنني يوما ما كنت قاب قوسين أو أدني من الجنون أو الانتحار أو الهرب من البيت أو ................. لا أحد يعرف ما هي الظروف التي تدفع الآخرين لارتكاب ما يرتكبونه..
ولنفترض أسوأ الافتراضات في حالة هذا السائل وهي: أنه قد بارز الله العداوة, عرف الحكم الشرعي وامتنع عن الالتزام به, أو أنكره.. أو.... أليس لما يفعله سبب؟؟ أليست حال الضياع التي نعيشها جميعا تشفع له عندنا لنرفق به؟؟ ثم إن وقوع مثل هذه الشخص على موقعكم لهو صيد ثمين لكم في مجال الدعوة إلى الله وإنقاذ شخص من الضياع إلى الهداية, أفلا نستغل هذه الفرصة؟؟
أرجو أن لا تكون كلماتي قد أصابت حضرتك بالإحباط.. ولكنها والله نصيحة صادقة مخلصة لوجه الله تعالى: لكم, ولهذا السائل.. شكرا لإصغائك سيدي الفاضل..
لمى
19/12/2003
ومن الطالب المصري أحمد جاءنا ما يلي:
تعليقا على مشكلة: أيام في الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
عندما أفتح هذا الموقع كي أرسل بمشكلة أعاني منها وعند تصفحي للمشاكل الموجودة في هذا الموقع أعرف النعمة التي أنا فيها فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.. ولكن لا أنكر أن الأسى يدب في قلبي كثيرا عندما أسمع مشاكل كتلك التي نحن بصددها وأحيانا أتصور مدى ما تسببه صراحة هذه المشاكل من ضيق لإخواننا المستشارين ثبتهم الله وبارك فيهم جميعا.
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه من المسلمين..، ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله؟!!!!!!
أخي الحبيب صاحب المشكلة....
أشهد الله أني أحبك فيه... ولكني أحب فيك الخير الذي لا يخلو مسلم موحد من حمله... ولكني كذلك مشفق عليك... والله إنك لتذكرني بما جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: أنه يأخذ بحجزنا عن النار ونحن نتفلت منه إليها...
أخي الحبيب إننا من بلد واحد ولذلك أنا مقدر لظروفك وإن كنت لست ولن أكون أرحم بك من خالقك فهو أرحم بنا من الوالدة بولدها... لا أدري كيف أبدأ كلامي معك؟!!! أبجزرك على فعلتك التي فعلت وأنت غير مبال بها؟!!! أم بترغيبك في التوبة والاستغفار والعودة إلى طريق الله؟!!!!!
ولكني ربما أتكلم في هذين الجانبين وإن كان الجانب الأول قد أسهب فيه مستشارينا الكرام... وإني لأتفق معهم في هذا الرد... ولكن أخي الحبيب.. هل أنت فعلا غير محس بذنبك وإعراضك عن طريق الله وعن فطرة الله التي فطر الناس عليها...
أخي الحبيب.. لا أظن ذلك فأنت من بلدي وأنا أعرف أهل بلدي فهم من ذوي القلوب الحساسة... أعرف أنك أذنبت ذنبا يعد من أكبر الكبائر.. ولكن أما تقرأ في كتاب الله أو على الأقل تسمع قول الله عز وجل:
"إن الله يغفر الذنوب جميعا" ما عدا الشرك به طبعا كما ورد في آية أخرى.
أما تحب أن تعود إلى الله وتذوق حلاوة طاعته بعد أن ذقت مرارة معصيته....
أما تحب أن تكون من الأوابين التوابين الراجعين..
أما تحب أن تفرح الله بتوبتك كما أغضبته بمعاصيك...
أما تشعر فعلا بالحاجة إلى الله..
أما تكره أن تلقى في النار..
أما تحب الجنة...
أما تحب الحور العين...
أتؤمل في هذه الدنيا... فالآخرة خير وأبقى....
أخي الحبيب.. إن عليك أن تسارع بالتوبة إلى الله حتى يطهرك من دنس ذنوبك، وعليك أن تحمد الله عز وجل أن أمهلك ومد في عمرك إلى الآن حتى ترجع إليه وتنيب إليه.
أرجووووووووووووووووك يا أخي الحبيب..
ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع.. ارجع..
أخوك المحب في الله
أحمد
19/12/2003
رد المستشار
الابنة العزيزة: سعدت برسالتك.... لأنها تدل على تعامل بيننا وبين قرائنا... وهو تفاعل نحبه لأنه يشعرنا بالحياة.... التي ربما نفتقدها لتباعد المسافات بيننا وبين عملائنا عبر الانترنت بصورة عامة ستظل وجهات نظر البشر في القضايا الإنسانية مختلفة ومن حق كل إنسان أن يرى الأمور من وجهة نظره... لأن القضايا الاجتماعية والإنسانية تحتمل وجهات نظر مختلفة وذلك لتعدد أبعادها والتي يختار كل فرد ينظر إليها البعد الذي يراه الأهم وبالتالي تختلف المداخل....
وبالنسبة للطبيب النفسي الذي يتعرض لمشاكل الناس وقضاياهم وآلامهم ينطبق نفس الأمر على رؤيته ويكون الفيصل هو قدرة الطبيب على إحداث اختراق حقيقي للمشكلة وللوصول بصاحبها إلى بر الأمان قدر الإمكان.... لأنه كما نقول دائما لا يوجد حل صحيح ولكن يوجد حل مناسب وينجح طبيب نفسي وتزداد ثقة عملائه له بقدر ما يحقق من الوصول إلى قناعة عملائه بما يقدم وما يحققونه من نتائج بناء على ما قدمه لهم من توضيحات من مدخل يراه هو الأنسب.
ويكتسب الطبيب طابعه الخاص من قدرته على الانطلاق من رؤى واضحة لديه لما يقدم من مساعدة لعملائه فالأمر لا يسير بطريقة عشوائية أو عفو الخاطر فهناك منهج واضح ومحدد أسير عليه وأنا أتعامل مع عملائي وقرائي الذين يطلبون المساعدة سواء في مركز الاستشارات أو على الانترنت ولا يعني هذا ألا أسمع ملاحظات الآخرين أو تعليقاتهم.... بل العكس هو الصحيح فأنا أسعد بردود الأفعال والتفاعل الإيجابي الذي يزيد الرؤية لدي وضوحا ويساعدني في تقديم أفضل العون لمن أولوني ثقتهم...
ربما تأخرت في الرد عليك ولكن هذا التأخير ربما جاء بفائدة وهي أن حاجة قد بعثت إلي بتعليقها وأسئلتها الجديدة بعد قراءة ردي عليها وقمت أنا بالرد عليها وتوضيح ما ربما خفي عليها من حلي الأول... وربما يتضح من خلال مطالعتك لهذه المتابعة منهجي في التعامل مع المشاكل والذي أرى أن ثقة عملائي وقرائي هي الرصيد الدائم الذي أسحب منه وأنا أتفاعل معها تستطيعين الاطلاع على هذه المتابعة على صفحة مشاكل وحلول للشباب تحت عنوان أبي همي الكبير متابعة
ونشكرك في النهاية على تفاعلك وثقتك ونرجو أن يستمر التواصل والتفاعل فهو يسعدنا ويدفعنا لبذل الكثير من الجهد.
الابن العزيز، أهلا وسهلا بك، وأما مشاركتك فقد آثرت أن توضع كما وصلتنا، فأنا أوافقك على كل ما جاء فيها، وأعتذر لك عن تأخري في الرد عليك، وأتمنى منك دوام المشاركة والتفاعل، ولك دوام الرضا والنعمة من الله.
R03; ويتبع >>>>>>>>>>> : أيام في الحرام: كيف يتميز الطبيب النفسي مشاركة