الشر يكسب
هناك شيء في عبارات الأخ الحزين أثار إعجابي وهو إقراره بالمصارحة من قبل الشاب والفتاة بالماضي العاطفي والجنسي، لكن هناك أيضاً ما أثار حنقي لا أعرف وصفه بالضبط، لكن ربما له علاقة بما ذكره من علاقات الفتيات بالذكور وأن معظمهن لسن شريفات.
ربما أكون ظالمة ومتحاملة على الذكور لبغضي لهم، لكن في قرارة نفسي أجد أن الذكر هو الجاني أكثر مما يكون ضحية. أعلم أني مخطئة مثلما يعلم الأخ الحزين في قرارة نفسه أن هناك فتيات شريفات رغم قلتهن، لكن المواقف هي من تصنع الترسبات بالنفس؛ فكما أثر بك موقف الفتيات في الطفولة، هناك الكثير من الفتيات من حطم الذكر طفولتهن لشهواته، هل تقبل الزواج من فتاة طاهرة لمسها غيرك ظلماً واغتصاباً واعترفت لك بذلك، أم أنك تفضل فتاة ما زالت قطة مغمضة ولم يمسها أحد؟.
أجبني أيها الأخ الكريم فأنت رجل وشرقي أيضاً ويهمني سماع رأي من هم مثلك.
وشكراً
23/12/2008
رد المستشار
هناك دراسة مصرية أثبتت أن كل نساء مصر بلا مبالغة قد تم التحرش بهن!! والتحرش يبدأ من النظرة المتفحصة، مروراً بالكلام الفجّ والتلامس، وانتهاء بالتحرش الصريح داخل المنازل أو حتى وسط جموع الناس في الأماكن العامة!!، وقد أعجبني سؤالك "القوي" جدا للشباب فيما يتعلق بقبوله لفتاة اعترفت له بماضٍ لم تكن فيه شريكة راضية فلندعه مجالاً للمناقشة ولسماع رأي الشباب، ولكن أوقفني عندك عدة نقاط أرى أنه يجب عليّ توضيحها لك وهي:
* وصفت نفسك بحطام فتاة وهذا ما لا أرضاه لك يا حبيبتي؛ فحين نتعرض لأمور لم نكن نتوقعها أو أهانت آدميتنا لسبب أو لآخر لا يكون الحل هو ترك هذا الأثر ليحطم ما تبقى لنا من إرادة المحاولة الجديدة والوعي الجديد، فكثيرا ما نتعلم من دروسنا القاسية أكثر بكثير مما نتعلمه من أوقات أفراحنا، وكما قلت أنه ليس كل الفتيات غير شريفات فكذلك ليس كل الرجال أوغاد وذئاب.
* لست معك كذلك في أن الرجل يتحملون المسؤولية الأكبر فيما يحدث من تحرشات أو أكثر من الفتيات، فرغم أنهم يكونوا في مكان الفاعل إلا أنهم في الحقيقة "مفعول به" مفعول به، حين لم يجد من يربيه ويوجهه. "مفعول به" حين تم نسج شبكة كالأخطبوط حوله في كل مكان تحدثه باستمرار عن "الجنس" في الإعلام والشوارع والأحاديث والنكات والعمل... وكأن الجنس صار هو محور الحياة. وكان "مفعول به" حين ترك نفسه لنفسه ولم يربها "هو" ولم يتعلم من تجارب الحياة أن ما يفوتنا من تربية الأهل لنا علينا أن نكتسبه نحن بأنفسنا حتى نستحق أن نكون آدميين، فلا تقعي فيما تحذري منه وهو "التعميم" أو البقاء أسرى لتجارب الماضي.
ويتبع >>>: الشر يكسب مشاركة1