العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة1
الأستاذة الفاضلة رفيف الصباغ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني أن أشارك معكم للمرة الثانية على موقعي المفضل "مجانين دوت كوم"، وما دعاني إلى المشاركة الثانية هو استجابة أ.د وائل أبو هندي لمشاركتي الأولى بعنوان (الوسادة والسحاق والاسترجاز مشاركة 3) فلكم مني جزيل الشكر.
أما عن مشاركتي في هذه المرة فتهمني جداً؛ أنا أعاني منها بل تكاد تكون مشكلتي الأساسية بصفتي موسوسة بطبيعتي مما جعل الأمر قد اختلط عليّ وكاد يشعرني بقمة اليأس من نفسي.
أود أن أعرفك بنفسي، أنا مريضة بالوسواس القهري لا أعلم منذ متى، ولكن ما يفيد أني قد وصلت حافة الانهيار لولا فضل الله عليّ بأن هداني إلى العلاج عند طبيب نفسي جزاه الله عني كل خير وجعله الله سبباً إن شاء الله في تخطي هذه المحنة.
أيتها الأستاذة الفاضلة رفيف الصباغ،
وددت أن أشارك معكم في هذه المشكلة حيث أنني لم أستطع التفريق بين كافة الإفرازات المذكورة سواء الموجبة للغسل أو التي يكتفى بالوضوء منها، كما أن سيادتكم قد أفدتم بالآتي:
1- بعد العادة السرية يجب الغسل عند الوصول إلى ذروة النشوة واللذة وحصول الرعشة التي يعقبها فتور وهدوء. فأنا عافاني وعافاكم الله لا أقوم بهذه العادة، ولكن ليس بالتأكيد حدوث هذه الدلالات إلا عند ممارسة العادة السرية فمن الممكن حدوثها عند مشاهدة مشهد مثير مثلاً، أنا لا أعرف أصلاً الرعشة التي يعقبها فتور وهدوء والتي بالتأكيد تكون واضحة. أما عن ذروة النشوة واللذة فلا أستطيع التمييز بين حدوثهما من عدمه.
2- أن المني يعرف برائحته التي تشبه رائحة طلع النخيل أو العجين، فهذه العبارة تتنافى مع طبيعة علاجي من الوسواس القهري وهي عدم التفتيش، ومع ذلك أيضاً لا أستطيع التمييز بالرائحة.
3- أن المني صفته أصفر رقيق، فأنا عند حدوث أي إثارة بمشاهدة مشهد مثير أو تذكره لفترة من الزمن لا أجد سائلاً بهذه المواصفات وإنما أجده شفافاً لزجاً، ولكن مع هذا فإنه يختلط عليّ الأمر في معرفة المني، وأشك وأخاف أن أكون غير طاهرة ولا أصلح للوقوف بين يدي الله فأغتسل.
4- خروج المني في اليقظة لا يجب منه الغسل إلا بشرطين:
الشرط الأول: وجود لذة معتادة (حدوث شهوة).
الشرط الثاني: بروز المني لخارج الجسد.
فكما قلت لسيادتكم أنني لا أستطيع معرفة ما هي اللذة أصلاً كما أنني لا أنفي حدوثها، ولكني لا أستطيع الجزم بها. وكذلك بروز المني لخارج الجسد، لا أستطيع الجزم بأن هذا هو المني.
5- هناك من فقهاء المالكية من قال: يكتفى عند المرأة في حالة اليقظة الإحساس بانفصال المني الحاصل عن الشهوة ليجب الغسل وإن لم يبرز لظاهر الجسد، ولكن الراجح في مذهبهم ما ذكرته أولاً، فما هو أصلاً انفصال المني مع عدم البروز لخارج الجسد!!!.
كما أنني قد قرأت مشاركة بنفس العنوان وبها جدول تفصيلي ولم أستطع أيضاً التفريق بين أي منها، فأحياناً أجد إفرازات لا أدرى من أي مكان هي (فتحة المبال- الرحم- المهبل)، وكذلك (مني- مذي- ودي- أخرى!).
أطلب من سيادتكم سرعة الرد لما فيه من أهمية لي ولحالتي النفسية السيئة، حيث أنني بمجرد ورود فكرة الجنس على خاطري أشعر بنزول شيء وإن لم يكن هناك شيء، وأقوم للاغتسال حتى بمجرد طرح هذه المشكلة على سيادتكم، لا أعلم إن كان عليّ الغسل أم لا.
وفي النهاية أشكر لكم صبركم على هذه الإطالة، وجزاكم الله عني وعن كل المستفيدين من مجهوداتكم على "مجانين دوت كوم" كل خير، وجعلكم الله سبباً في مساعدتنا وشفائنا بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
23/12/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، الغالية "أماني"،
لقد أتعبت نفسك كثيراً في تتبع تفاصيل هذه الأمور، وأظن أن عقلك يعمل ليل نهار في محاولة التفريق والتدقيق! ورغم أني ذكرت أنواع المفرزات بالتفصيل للتوضيح والمعرفة إلا أنه يمكن أن أختصر لك الأمر بثلاثة أنواع:
- نوع شبيه بالتعرق أو هو أقرب إلى السوائل المخاطية الرقيقة الخارجة من الأنف والتي تمتصها الثياب ولا تترك عليها أثراً إلا مثل أثر التعرق فقط، وهذه طاهرة ولا تنقض الوضوء وهي ما يسمى (رطوبة الفرج).
- والمني الذي يوجب الغسل، وهذا أهم علامة له حصول اللذة والرعشة التي يعقبها الهدوء، وهذا الأمر لا يخفي نفسه عند حصوله، فاطمئني لأن ما ذكرتِه عما يحصل معك ويخرج منك، لا تنطبق عليه شروط المني فلا داعي لإتعاب نفسك بالاغتسال، وما سوى ذلك كله إنما يجب منه الوضوء فقط مع غسل ما أصابه من الثياب والجسم، مع العلم أن هناك من المذاهب من يجيز الصلاة بالنجاسة إذا لم يتجاوز مقدارها على الثياب أو الجسم مساحة مقعر الكف وسبق أن ذكرت ذلك في (منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري مشاركة)، فيمكنك العمل بهذا المذهب عند تعسر التطهير عليك، بعد هذا لا تحاولي التفكير في كل ما يخرج، ولا داعي لأن تعرفي من أين خرج وما صفته لأن هذا لا يؤثر في الأحكام شيئاً، ولا يترتب عليه أي حكم عملي.
- هذا الذي يخرج منك عند رؤية ما يثير ونحو ذلك...، إنما هو مذي يجب منه الوضوء لا الاغتسال، وإن شعرت بنزول شيء ولكن لم يكن هناك شيء قد خرج فعلاً، فلا شيء عليك البتة لا الوضوء ولا غيره. والأمر الأهم بالنسبة لك: أن تعرفي أنك بعدما اغتسلت وتيقنت التطهر لا تطالبين بالاغتسال مرة أخرى حتى تتيقني (100%) أن ما خرج منك هو المني الموجب للغسل، وأنا لم أرَ في كلامك كله ما يدل على هذا اليقين، وإنما هو خوف وشك في أن تكوني بحاجة إلى غسل! فاعلمي أن خوفك هذا فكرة سخيفة لا قيمة لها شرعاً (وعذراً على كلمة- سخيفة- ولكن أريد أن أبين لك قيمة الفكرة في الواقع وفي الشرع)، وفكري فعلاً في سخافة هذه الفكرة وقولي لنفسك: (أنا ليس عندي ما يثبت أنني جنب بحاجة للاغتسال فلماذا أريد أن أنسب لنفسي شيئاً بغير دليل؟ أليس هذا من الظلم؟ ولو إنساناً اتهمني ونسب إلى أمراً بغير دليل، لأنه رأى مني ما يمكن أن يفسر بشكل سيء، لأقمت الدنيا على رأسه ولم أقعدها، ولطالبته بالبراهين والأدلة وجعلته فضيحة بين الأهل والجيران، فكيف أرضى لنفسي أن أفعل مثله وأنسب لنفسي شيئاً بغير دليل؟).
وأنقل لك نصاً من "نهاية المحتاج" وهو من الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي وفيه: (فلو احتمل كون الخارج منياً أو ودياً كمن استيقظ ووجد الخارج منه أبيض ثخيناً تخير بين حكميهما فيغتسل، أو يتوضأ ويغسل ما أصابه منه..) وهذا معناه: أن من رأى شيئاً على ثيابه ولم يعلم هل هو مني يوجب الغسل أم شيئاً آخر يوجب الوضوء وتطهير الثياب؟ يختار أي الأمرين شاء (من غير اجتهاد وبحث) فإن شاء اغتسل، وإن شاء توضأ فقط، يعني لو أنك اخترت الوضوء لعدم تبينك للخارج منك والتباسه عليك بسبب تشابه الصفات، فصلاتك صحيحة ولا إثم عليك. وأنصحك باختيار الوضوء دائماً وعدم فعل الأحوط لأن الأولى والأحسن للموسوس شرعاً أن يعمل بالرخص والتسهيلات الشرعية وفي ذلك دواء له بإذن الله تعالى.
وأخيراً أقول لك: عند تطبيقك لهذه الأحكام لا تهتمي لما تجدينه في نفسك من شك وضيق، واعتبري هذا الضيق والشك كأي ألم آخر تجدينه في يدك مثلاً أو رأسك، فألمك النفسي والجسدي متماثلان، لا يترتب عليهما حكم شرعي وإنما تنالين أجر الصبر عليهما، فافرحي واستبشري! أسأل الله تعالى أن يكرمك بالشفاء العاجل من كل داء مع السلامة وراحة البال.
ويتبع>>>> العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة3