تبحثين عن الحب أم الزواج م4
حبيبتى الأستاذة رفيف،
أتمنى لك الخير والسعادة دائماً. لقد أرسلت رسائل أخرى ولم يتم الرد عليها، فلماذا؟. أما عمّا ذكرته لي في الرسالة الأخيرة، فإذا قلنا أننا نترك العواطف جانباً، فخطيبي الجديد لا ينقصه إلا موضوع شبهة العمل فقط، وهذه هي مشكلته الوحيدة حتى الآن، وهذا ما يقلقني. لكنك تعلمين أني رومانسية بطبعي وكل الأمور عندي تتضخم، فمن الممكن أن أكون وصفت عدم ارتياحي له بشكل مبالغ فيه لأني بالفعل أحس براحة معه أحياناً كثيرة، ومن الممكن أيضاً أن أكون وصفت حبي لخطيبي الأول الذي لم يقدم لي شيئاً بشكل مبالغ فيه. أيضاً أنا قلوقة بطبعي ولا أترك شيئاً يمر بالساهل وأضخم الأمور لأني أعيش الحالة بصدق شديد.
أما عن ندم خطيبي الأول، فأنا أعلم أن الإنسان إذا أتاه ما يتمنى لا يصونه، فمن الممكن جداً عندما أفسخ خطبتي يرجع ليتكبر عليّ مرة أخرى، وإذا أخذني لا يصونني لأن طريقة مجيئه لا تريحه. وعلى كلٍّ، فقد عاهدت الله أن أنساه بحلوه ومره وكأنني لم أقابله في حياتي أبداً، وأحاول أن أنتبه، لماذا كلما هممت بفسخ الخطبة يحدث شيئاً لا يتم فسخها؟ على عكس المرة الأولى فقد فسخت على كلمة كبر وعناد منه ومني! لقد صليت الاستخارة كثيراً وتمضي الأمور بيسر ولطف ودون مشاكل، فإن كان ابتلائي في عمله سأتحمله حتى ينصفنا الله ونجد ما هو خير، فلن نموت جوعاً.
أما عن المستوى الاجتماعي الذي طالما حلمت به، فأنا واثقة من أنه قادر على تحقيق ما أتمناه في أي مجال، فقد قررت الاستمرار لأني مشتاقة للاستقرار، فإذا كتبه ربي زوجاً فقد أخذت بالأسباب، وإن لم يكتبه فقد نفذت أمر ربي في أن أمرّ بهذه الخطبة في هذا التوقيت.
أما عن خطيبي الأول فندمه أو عدمه لا يهمني، وإن كان يهمني قبل ذلك، فلا بد أن أنسى حتى أستريح، فالتفكير والتذبذب في القرار يجعلني كالسمكة المقلية التي تقلب في الزيت المغلي يميناً وشمالاً، سأنهى هذا بالرضا وأطاب منك الدعاء لي بحب زوجي والرضا بقضاء الله ونسيان ما فات كأن لم يكن، وتحمل مصاعب الدنيا. وأنا أدعو لأهل غزة بالنصر، فأنا متأكدة منه وأحس بالحزن الشديد لأني لا أستطيع مساعدتهم.
وجزاك الله خيراً، وأرجو الرد السريع هذه المرة.
5/1/2009
رد المستشار
الأخت الغالية،
بالنسبة لما تقولينه حول الرسائل التي أرسلتها ولم يتم الجواب عنها، فأنا قد أجبت عن جميع الرسائل التي جاءتني من قبلك، وتم نشرها كاملة على الموقع، فلعل رسائلك لم تصل لسبب من الأسباب. أحمد الله أن بدأت الأمور تهدأ عندك وتستقر، وصدقاً فأنا أدعو لك -ولغيرك من أصحاب المشكلات- دون توصية، فأسأل الله لك التوفيق والسعادة في الدارين، وأسأله سبحانه -أيضاً- أن يكرم خطيبك في القريب العاجل بعمل راقٍ، لا شبهة فيه، أكثر مردوداً من عمله الحالي.
وأما أهل غزة... فمن لا يدعو لهم؟! ومن لا يحزن لما يجري؟ ومن لا يتمنى أن يساعدهم بكل ما يملك؟ وأنا حقيقة أغبط الشهداء الذين اختارهم الله لجواره وأراحهم من ألم النزاع، وأهوال القيامة والحساب، وأدعو للجرحى والمصابين بأن يخفف الله عنهم أوجاعهم ويصبّرهم ويثيبهم ويفرّج عنهم في القريب العاجل، وأحيي بطولات هذا الشعب الأبيّ، وأسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا نحوه، وحسبنا الله ونعم الوكيل...
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> تبحثين عن الحب أم الزواج م6