أأنتحر أم ماذا؟
السلام عليكم، قبل أن أبدأ الكلام الذي قد لا يصل لأحد، أود أن أخبركم أن أمثالكم لهم 2/3 اليد في انتحاري الذي أفكر فيه، فهذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي أبعث لكم دون أن أتلقى أي رد.
طبعاً اليأس وليس الأمل ما يجعلني أكرر المحاولة، كما أن للوحدة دور بالتأكيد.
عمري 24 سنة، جامعية لكني لا أعمل، والبطالة ليست مشكلتي الوحيدة، فالعمل نفسه ليس مشكلة، بل الإحساس بالفشل، والفراغ هو الكارثة. أخجل من ملاقاة أحد يعرفني لأنه سيسألني عما فعلت مذ تخرجت، والجواب هو.. لا شيء!
صعب عليّ الإفصاح عما يضايقني، ربما ليس الفراغ ولكن الأحلام المتبخرة. أحلامي ليست كبيرة، فأمنيتي طيلة عمري أن يحدث لي شيء يسعدني! لما دخلت الجامعة شعرت بسعادة كبيرة؛ فقد أتغيّر وأتمكن من تكوين صداقات- بما أني فاشلة اجتماعياً وغير متحدثة، وأيام المدرسة كانت أسوأ كوابيسي. وئدت الفرصة في مهدها، لأني من أول سنة لآخر سنة وأنا أعاني صداعاً نصفياً شديداً. الحياة صارت مرّة فعلاً، مع ذلك تحمّلت والله، وقلت إن شاء الله كفارة وأملي بالله لن يخيب، وما هو آت أحسن وأفضل. تخرجت منذ سنة ونصف، ولم أجد وظيفة أكّون فيها خبرة أو أسلّي نفسي بها.
الحياة مع أهلي شبه مستحيلة؛ أبي وأمي متخاصمان منذ 5 سنوات، لا يكلمان بعضهما رغم أنهما يعيشان في نفس البيت. السلبية مسيطرة على الأجواء، وليس هناك من أحد أفتح له قلبي، فمتى ما قلت أني متضايقة أواجه بأسئلة استنكارية غبية: لماذا؟! ماذا ينقصك؟ ينقصتي بريق أمل، شيء ما يشعرني أني حيّة ولست ميتة! وأكثر ما يستفزني هو كلامهم عن الإيمان والصلاة وخلافه، ونعم بالله، لكني حالياً غير قادرة على إقناع نفسي -ولو كذباً- بالإيمان بمعناه النفسي، بغض النظر عن العبادات التي ألتزم بها وأفكر في تركها.
أحس أن الله قد خيّب أملي! أشعر بالخيانة، فلا أذكر أني حصلت على شيء تمنيته، ولو لمرة واحدة! في حالات كهذه يرجعني الزمن 20 سنة، عندما تمنيت اللعبة الوحيدة التي أردتها بشدة ولم أحصل عليها لأنها نفدت من السوق... كأن كل شيء ضدي.
الجمال طبعاً عقدتي، ومع أن كثر قالوا أني لست بشعة كما أتخيل، لكن في حياتي- 24 سنة- مع أهل- وأولهم أمي- لم أسمع منهم ولو لمرة كلمة حلوة أو مجاملة، عدا عن أن أبناء أخواتي من جيلي أو أكبر مني، والمقارنة بيننا لا تنتهي، يعني أني لم أملأ العين وليس لي أي كيان أمام أحد. طبعاً، أشياء كثير تغيّرت، لكن فشلي في حياتي المهنية أكد للجميع أني أقلّ، وأنا أيضاً تأكدت أني أقل.. أتذكر حين دخلت الجامعة وأقول في نقسي: كم أنا غبية، لم كنت سعيدة بدخولها؟
أحياناً، أمي تدعو لي وأكون عندها أتمنى لو أسكتها لأن لا شيء جيد سيحصل.
طيلة عمري، تمر عليّ فترات تعاسة أمضي فيه أياماً أبكي، ولا أقدر على إيقاف دموعي، ولا يسألني أحد ما بي! ومن يسأل فهو إما يبحث عن إجابة تعجبه، أو لديه ما يريد قوله، سيقولون أني كئيبة، لكن لم يسأل أيّ من لم أنا كئيبة؟!.
صورة المسدس على الصدغ لا تفارقني، أو علبة أدوية مفتوحة مع كأس ماء إلى جانبها تسيطر عليّ تماماً.
أحياناً أكره أمي أكثر من أبي مع أنه الأسوأ؛ أكرهها لدرجة لا أقدر على النظر إليها، فلولاها ما كنت بهذا الضعف، رغم أني أعمل كل جهدي ألا أظهر لها مشاعري، إلا أنها أحياناً تتقصد استفزازي، وما تخفي أبداً أنها تحب كل أخواتي أكثر مني مع أني الأصغر.
طبعاً أي واحد يلاحظ أنها تحب الكل أكثر مني، فهذه ليست بنات أفكاري. حتى عندما أطلب منها شيئاً، أو أرغب في الخروج مثلاً، لا توافق إلا لأجل إحدى أخواتي أو بنات أخواتي وليس لأنها رغبتي. وحين أشتري ملابس، مهما كانت رخيصة تدّعي أنها غالية، وكأنها تكره كل ما يخصني، والجميع يعاملني بنفس الأسلوب بسببها.
النقص والحرمان، تحملتها كلها بطيب خاطر على أمل أن تتغير الأمور، ولا تغيير. أتمنى الكثير من الأشياء، ومع كل شيء لا يلحظ أي أحد من أهلي أن عندي مشكلة أو ينقصني شيء. لو تعثر أحدهم بالطريق فإن قصة ستحصل لها أول دون آخر، لما كنت مريضة بالصداع النصفي كانت أمي تحكي لي دائماً: "بعد أن تنهي ما عليك من شغل البيت، نامي" هل أنا ابنتها أم بنت الجيران؟؟ هي لا تفعل ذلك مع غيري، في نفس الفترة أختي كانت حامل وموجودة في بيتنا لأن زوجها مسافر، حولتني أمي لخادمة لها، وطبعاً كان كل التعاطف لها، أخبرت الجميع أنها حامل وتعبانة مع أن حملها عادي.
والله كانت تمر عليّ أيام دون طعام أو نوم، وآلام شديدة وما تقوله أمي لي: "عادي، سيزول"، وبعد 3 سنين أصابتني إغماءة في الشارع من الألم، بعدها فقط عرضوني على طبيب.أحياناً، أتخيل أني كنت مريضة لجلب التعاطف.
أنا دائماً ساكتة، مرة انهرت أمام صاحبتي وبعدها تحسنت صحتي كثيراً. أشك أحياناً أني إنسانة، وأفكر جديّاً في الانتحار، لكن لا أريد.
أربد أن أحس أني إنسانة، وأني حيّة وسعيدة ولو مرة واحدة، مرة وحدة أحصل على شيء تمنيته.
لم ينته الكلام بعد، لكني تعبت.
28/12/2008
رد المستشار
أهلاً بك معنا،
أيتها الأخت الكريمة، التي دائماً ما ترى الحياة والناس بعين النقض والانتقاد، أنت صاحبة المشكلة وأنت سببها، وأنت من بيدها حلها، لكنك دائماً تنتظرين أن يساعدك الآخرون أو يشعرونك بوجودك. فالمتأمل في رسالتك لا يخفى عليه أن يستنتج هذا.
أوردت لنا مواقف متعددة لدعم الفكرة المسيطرة عليك بأن الحياة ضدك، حتى أمك التي قلت سابقاً أنها تدعو لك ثم قلت أنها لمجرد اختلافكما في وجهات النظر في موقف أو آخر، مثل شرائك للملابس التي دائماً ما ترى أنها غالية، ربما ترى هذا لأنها ما زالت تقيّم الأسعار عند آخر مرة نزلت فيها سوق الملابس، فلم يخطر في بالك أن تلتمسي لها العذر بل أسقطت عليها كل الهم، وأنها سبب ضعفك.
فأنت الضحية وكلهم ذئاب، لم تنتظرين من الناس شيئاً إن كنت أنت نفسك لم تفعلي لها شيء ورضيت بالضعف والتهميش؟ فمن سيساعدك؟ السماء لا تمطر حلولاً، والسعادة نصنعها لا شيء نشتريه.
تنتظرين أن تسعدي في حالة حصولك على وظيفة، فلن تسعدي طالما كانت هذه هي طريقتك في فهم الحياة والتعامل معها، وعلى فرض أن عملك سيسعدك، فهل بحثت عن عمل أم تنتظري أن يأتي لك العمل؟.
عزيزتي،
أنت لا ترين إلا النواقص حتى في نفسك فلا ترين في نفسك جمالاً، مع أن مفهوم الجمال متغير، وما أراه جميلاً ليس بالضرورة جميلاً في عيون الآخرين، كما أن جمال الإنسان في أخلاقه وسلوكياته وتعامله مع الناس.
لماذا تستسلمين لظروفك وتدعيها تدمرك حتى توصلك لفكرة الانتحار؟ ابني ذاتك، واجعلي من نفسك ملكة في العمل والنشاط والأخلاق والعطاء والتضحية، فإذا أردت الأخذ فبادري أولاً بالعطاء، واعلمي أن دوام الحال محال وستتغير الظروف في يوم من الأيام ولا تعتقدي أنه بعيد.
كما أن أسلوبك في عناد الدنيا لا يرضي أحداً؛ فالدنيا إن حاربتها حاربتك، وستفوز دائماً. ارضِ أولاً بحالك، وثانياً حاولي أن تغيري من نفسك وستتغير الأمور معك وتتحسن نظرة أسرتك لك، وستأتيك الحياة بالفرص، اشغلي وقتك ونمّي ثقتك بنفسك، أنت لست كمٌّا مهملا، بل أنت روح من الله لها اعتبارها وكيانها ومميزاتها التي تجعل منك إنسانة متفردة.
ابحثي في ذاتك عن كل هذا، واصنعي لنفسك شخصية تتميز بالقوة والمثابرة وحب الحياة لا كرهها.
واقرئي على مجانين:
يارا والاكتئاب المزمن
لا لا نرى الشيطان، بل الإنسانُ في معاناته
عيب يا دكتور الاكتئاب له علاج
الاكتئاب المضاعف وإيذاء الذات الجسدي
وحيدة وحائرة ومكتئبة! التفكير في الانتحار
زهرة البنفسج تريد الانتحار وكارول أيضًا
مقبل على الانتحار: لا تنصحوني- متابعة3
وفقك الله، وأنا في انتظار متابعتك.
ويتبغ >>>>>:لم أحصل ما تمنيت هل أنتحر؟ م