وادي الدموع وندا وبتول والأولاد
أنا عرفت ولداً وأحببنا بعضنا جداً، وحين عرف أهلي حصلت مشاكل وفي النهاية عرفت أنه إنسان حقير ونذل. قبلها لم أكن قد تعرفت لأولاد لكن ما أن تركت ذاك الولد حتى أحسست أني يجب أن أتعرف على أولاد من سني وأصاحبهم، فتعرفت على بعضهم معي في الدروس، وحصلت المشكلة أحبني بعض من بينهم وصارحوني بذلك، لا أدري ماذا أفعل؟ أنا أحس بميل ناحيتهم لكن ليس كلهم، ولو وافقت على أن أحب واحداً منهم فسيتضايق مني البقية وهذا ما لا أريده، أنا أفضل ألا أرتبط بأي من الأولاد، لكن لا أدري ماذا أفعل؟!. شكراً.
* وفي نفس الموضوع أرسلت ندى (13-15 سنة، مصر) تقول:
أنا بطبعي أحب أن أكون مع الناس، مؤدبة (متدينة)، في المدرسة اقضي وقتي مع بنتين مثلي تقريباً لكني لا أشعر بالسرور معهما لأني أحب أن أكون مع المجموعة (بنات وأولاد)، وفي نفس الوقت فإن تصرفات من بعضهم لا تعجبني. اليوم مثلاً، جلسنا نحن البنات (دون الأولاد) فاقترحوا علينا أن ننضم إليهم (بنات وأولاد)، هم معتادون على ذلك لأنهم يعرفون بعضهم منذ أكثر من 10 سنوات، هذا طبعاً ليس مبرراً، لكني أتمنى أن الانضمام إليهم وإن كان الصاحب صاحباً، أنا عندي رفيقتي اللتان سترافقاني مما سيساعد ثلاثتنا على تدارك الأمور وخصوصاً أننا تربينا تربية دينية. المشكلة الثانية: أن أمي قالت لي أنها غير موافقة! أتمنى أن تقولوا لي ماذا أفعل وبسرعة.
شكراً.
* كما أرسلت بتول (15-17 سنة، مصر) تقول:
أحب شخصاً وهو أحبني في البداية لكنه أناني جداً وكذاب ويتركني باستمرار ثم يعود إلي لمصلحة في خاطره.. وبرغم ذلك أنا أحبه جداً ولا أقدر على تركه والبعد عنه، لكن أيضاً لا يمكنني الاستمرار معه، أريد حلاً بسرعة لأني تعبت حقاً، والله تعبت جداً. أمي كلمته كثيراً وطلبت منه أن يبعد عني، مثل أي أم! أنا تعبانة ولا أدري ماذا أفعل بالضبط، فليجد لي أحد حلاً بسرعة.
شكراً.
رد المستشار
الأخوات الكريمات الغوالي؛
جميعكن في أجمل مرحلة عمرية للإنسان، تلك المرحلة المفعمة بالطموح، والآمال، مع العواطف المشتعلة الوقادة، ولئن كانوا يسمونها: مرحلة المراهقة، ويرفعون التكليف عن صاحبها باعتباره طائشاً لم ينضج بعد، فالحقيقة أن الإسلام يا أخواتي يطلق اسم المراهق على من قارب البلوغ، وأما البالغ فقد دخل مرحلة الشباب وصار أهلاً لتحمل المسؤولية، وللتفكير في الأمور الكبيرة الراقية، ولحمل هموم الأمة، وبناء المجتمع، عمركن أيتها الغوالي أغلى من أن يضيع في (حبيته وحبني، وبعدين سبته وسابني)! وعواطفكن أثمن من أن يستحوذ عليها حب فطري غريزي وضعه الله فينا لغاية وحكمة وهي أن يستمر الوجود البشري في هذه الحياة.
هذا الحب ضروري ولكن بحدود وضمن شروط، تماماً مثل الغذاء للإنسان فهو ضروري لكن ضمن حدود وشروط، وإلا انقلب مضرةً وأذًى للآكل، ومن ينشغل بهذا الحب الفطري ويجعله همه، تماماً كمن ينشغل بما يدخل معدته وما يخرج منها طوال اليوم، وينظم في ذلك القصائد والأشعار!!
لماذا لا نبحث عن شيء كبير، عظيم نهديه عواطفنا؟ لماذا لا نفكر ببناء المستقبل ونخطط ليس لعشر سنوات فقط، وإنما لحياة لا نهاية لها؟ لماذا لا يتعدى طموحنا الزمان والمكان بل ويخترق السماوات السبع، ليصل إلى خالق الزمان والمكان والسماوات السبع؟ لماذا لا نبرهن على أننا أهل للمسؤولية ولتحمل أمانة الكلمة، وأنه لا يمكن لنداء الشهوات أن ينسينا مبادئنا، ويبعدنا عن أوامر ربنا؟ لماذا نجد صعوبة في أن نبرهن لله تعالى، ولأنفسنا وللعالم كله أنا مسلمون، ولنا مبادئ، ونلتزم بأحكام نفتخر بها، ونعلم أن ملك الملوك أهداها إلينا، فلا نفرط فيها ولا نتنازل عنها وإن تنازل الآخرون؟
ألا تحزنّ من أجل أخواتكن وإخوانكن في غزة؟ وفي العراق؟ ألا تتمنين أن تساعدنهم؟ بيدكن أنتن مفتاح نصرهم جميعاً... ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) إن تنصروا الله باتباع أوامره، ينصركم على أعدائكم، فهلا نصرتن إخوانكم في فلسطين بنصركن لله وابتعادكن عما نهاكن عنه من مصاحبة الشبان، والاختلاط بهم لغير عمل ضروري؟ هلا قدمتن لأمتكن هذه الخدمة الجليلة؟ ألا هل من متطوع يا معشر الشباب!
أملي فيكن كبير أن تبتعدن عن هذه العلاقات جملة وتفصيلاً، فهذا هو الحل الوحيد لمشكلاتكن جميعاً، وابقين متميزات بقوة شخصيتكن، وبقولكن: (لا) لكل ما يبعدكن عن جنة عرضها السماوات والأرض، موعدنا هناك جميعاً بإذن الله، وبفضله، وكرمه...