الخوف من الموت،
الخوف من الموت، أو موت أحد أولادي أو زوجي، الرجاء الاهتمام بهذه الحالة لأني لا أعرف أعيش ولا أتعايش مع أحد.
منذ أن كنت في الكلية جاءني حلم، وكنت أدرك أني صحيحة؛ شعرت أن أحد الشيوخ يكلمني ويشعرني بأني سأموت وأن أعمالي ستدخلني النار، ولا بد أن أعمل خيراً لكي أدخل الجنة، وأقنعني بهذا حتى صليت الفجر ونمت. بعدها جاءني خوف غير عادي، وكنت لا أجالس أمي أو أبي وأحد من إخوتي، بل أجلس وحيدة حتى لا آخذ ذنوباً لأني سأموت.
استمرت 3 أيام، وفي اليوم الثالث صليت وجلست أبكي لله وأقول: "يا رب، أنت عالم بهذا الخوف" وأبكي وأنا جالسة على السجادة، جاءني صوت الشيخ يقول لي: "عدّي 3 أيام من الحلم" وكان هذا هو اليوم الثالث لو مرّ عليّ بسلام سلمت، ولوحصل شيء فهذا التفسير، وكنت صائمة وقرب صلاة المغرب ضربني أخي فدخلت بجانب عيني "رشة صيد عصافير" وعانيت منها لأكثر من7 شهور، وخضعت لعمليتين، بعدها تزوجت ونسيت، وأعطاني الله 3 بنات جميلات وزوج ممتاز.
ولكن عاودني منذ رمضان الخوف مرة أخرى ولا أعرف له سبب، لا أعرف ماذا أفعل؟
أيام تمر، كل يوم فيها أحس أني أموت، ماذا أفعل؟.
11/1/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة،
مرحباً بك معنا على موقع مجانين. أقول لك أن لا داعي لخوفك هذا، فالخوف هو أسوء المشاعر التي يمكن أن يختبرها الإنسان. وفي حالتك أنت تخافين من الموت، والخوف من الموت موجود عند كل البشر بدرجات متفاوتة والموت شيء تجزع منه النفس وتخشاه، والسؤال هنا لماذا؟ أرى أننا جميعاً نخشى الموت لقصور في فهمنا له، فنحن نعتقد أنه النهاية وليس بداية لحياة أزلية. إن خوفنا منه هو خوف من المجهول لأننا لا نعلم على وجه الدقة إلى أين نحن ذاهبون بعد ذلك، ونخشى القبور لأننا نراها من وجهة نظر الأحياء معتقدون أننا سندفن فيها بصورتنا الحية، ثم أن ارتباط أذهاننا بكتب التراث وما أوردته في هذه المسألة، فنجد أنه بالفعل لمرعب أن نخوض هذه التجربة؛ فهناك نار وعذاب ووعيد و و و... كل هذه المرعبات تعلو على المطمئنات الأخرى من أن الموت راحة وسكينة وبداية لحياة أبدية لا نصب فيها ولا جوع ولا ألم ولا حزن، ولقاء الأحباب الذين سبقونا إلى هناك.
كما أود أن أسألك سؤالاً: هل الموت مكتوب على بعض البشر ودون بعضهم الآخر؟
بالطبع لا، فكلنا شاربون من نفس الكأس، فتقبلي هذه الحقيقة وحاولي أن تؤمني بأن الله لا يعطي شيئاً ويسلبه مرة أخرى، وكما أعطانا الحياة لا يمكن أن يأخذها منا، والموت ليس نقيض الحياة كما تعتقدين بل الموت باب المرور لحياة أعظم شأناً. لا تستسلمي لهذه الأوهام وصوت الشيطان لا صوت الشيخ... ثم أي شيخ هذا؟! من منا يعلم نهايته؟ كل هذه غيبيات لا يعلمها إلا الله، وثقي وتأكدي أن الموت لن يأتي إلا عندما يعدّك الله له تماماً لتقابليه بحب وشوق لا بخوف ورعب كما زرعت فينا الأساطير.
أما النصيحة الأخرى التي أتمنى أن تقومي بها، وهي أن تشغلي نفسك. اجعلي من الأربع والعشرين ساعة عملاً مثمراً، وبالنسبة لك كأم أعتقد أن الانشغال متاح. واشغلي عقلك أيضاً في أي شيء مجدِ ويعود عليك بالنفع كالقراءة وتهذيب النفس بالسماع للموسيقى الهادئة على سبيل المثال، اخرجي في نزهة مع بناتك وزوجك إذا استطعت وعيشي الحياة، فنحن لا نفكر في الموت إلا عندما لا يكون لحياتنا معنى.
طريقك طويل والعزيمة مطلوبة، فقوّي نفسك وإيمانك وجاهدي شيطان عقلك.
وفقك الله، وإن شاء الله نحن دائماً على استعداد لمعاونتك فلا تترددي في طلب العون والمشورة.
واقرئي على مجانين:
أشعر أن الموت سوف يأتي في أي لحظة
خلطة القلق والخوف من الموت
وحدة واكتئاب ورهاب الموت .. يا الله
الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض
وسواس يهددني بالموت