السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بالله عليكم ليساعدني أحد! أنا في مشكلة؛ أنا شاب عندي 20 سنة، أدرس في كلية الطب ولي 2 أخوان.
مشكلتي أني أعاني من اكتئاب شديد منذ فترة مما أثّر على دراستي بشكل سلبي. الاكتئاب يزيد يوماً بعد يوم، وسببه البيت الذي أعيش فيه؛ فالعلاقة بين والدايّ سيئة جداً، وعلاقتهما بنا سيئة. والدي ديكتاتور في البيت، لا يحب أن أن ينتقد أبداً، على الرغم من أن شخصيته ليست قوية خارج البيت، والشجار بينه وبين والدتي موجود بصفة مستمرة، فهو يتصيد زلاتها، وإن كلمه أحدنا أو حاول نقاشه يردّ بأن من لا يعجبه فليغادر البيت، ويكفيه أنه يصرف علينا!!!!
الخلاصة أن لا أحد يستطيع التعامل معه، فهو يتعامل معنا على أننا عبء عليه، فالنتيجة أني أصبحت أكرهه كرهاًَ شديداً، ولا أستطيع أن أجلس معه أو آكل معه أو أخرج معه إلى أي مكان أو مناسبة كانت، فرحاً أو عزاءً. وتقريباً الناس حولنا وأقاربنا يقاطعوننا -بلاش وجع دماغ-، ولا أجد أحداً أكلمه، وهذا أثّر على نفسيتنا وشخصيتناً كوننا تربينا في عزلة عن الناس وفي بيت مفكك كله مشاكل.
أصبحت أخاف من كل شيء وأحس دائماً أني يتيم وفقدت ثقتي بنفسي وفقدت أصحابي، عندي خجل اجتماعي شديد، وأخجل من الجنس الآخر إلى حد كبير- مرّت 4 سنين في الكلية ما كلّمت بنتاً قط-، وعندي اكتئاب شديد وما عدت أحس بطعم أي شيء في الدنيا، ولا أضحك مطلقاً، وحياتي كلها إما نائم أو قاعد أمام التلفزيون أو الكمبيوتر، وأذهب للكلية بالعافية بعد أن كنت من الأوائل في السنة الأولى. شيء آخر يضايقني؛ أحس بنقص في رجولتي، فأنا قصير ونحيف ولست وسيماً، وجسمي مترهل كالبنات، وشعر جسمي قليل لا أدري إن كان لخلل هرموني. أمر آخر يضايقني أحياناً، لم أذهب في حياتي للبحر أو النادي الرياضي مثلاً.
أرجو أنكم فهمتم المشكلة، وأنا آسف إن كان الكلام غير مرتب، وأتمنى أن تردوا عليّ وتقولوا لي ماذا أفعل؟.
وشكراً مقدماً.
18/01/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كان الله في عونك وفرّج كربك وأزاح همك وشرح صدرك كي تستطيع أن تسعد بحياتك وتفيد غيرك. أول خطوة يجب عليك تناول مشكلات حياتك أو النقاط المعتمة فيها بشكل تفصيلي يتيح التفكير فيها بعقلانية وعملية فأي مشكلاتك يا ترى أكثر ضغطاً عليك في اللحظة الحالية؟ بعد اختيارك اقرأها حسب بداية الفقرة فهذه مهارة يزيد إتقانك لها من قدرتك على التعامل مع ما يزعجك من حياتك ليس الآن ولكن فيما ستأتي به الأيام فالحياة كما يقول أنيس منصور "كالتريكو عقدة فوق عقدة" ومهمتك أن تفككها.
جسدك مسؤوليتك إلى حد كبير، فقد لا تكون مسؤولاً عن طولك ولكنك قادر على بناء عضلات واكتساب رشاقة في الحركة، ولذا عليك بممارسة الرياضة والتي بالإضافة لتحسينها شكل عضلاتك ستجدد طاقتك وقدرتك على الحركة وتخلصك كذلك من معظم اكتئابك من خلال صرفها للطاقة غير المستهلكة والتي يؤدي تراكمها لما تعانيه من خمول وشعور بالملل إذا بدأت من اليوم سيكون لديك جسد أكثر رشاقة وثقة بنفسك أعلى قبل نهاية العام الدراسي إن شاء الله، اختر شيء بسيط وتدرج فيه كي لا تحبط وتتخلى عن المهمة.
كمشروع طبيب ينبغي أن تعرف أن قلة الشعر ليست معيارا للرجولة وإن كنت تشك بوجود خلل هرموني عليك بإجراء تحليل دم بسيط يساعدك في التعامل مع هذا الشك فإن كانت مجرد فكرة اكتئابية تمكنك النتيجة من مقاومتها وإن أثبت التحليل وجود خلل فعلي سيعطي بدئك العلاج نتيجة أفضل.
جمال شكل الرجل لا يجذب سوى الفتيات اللاهيات فكما تقول الدراسات أن شكل الرجل يكون ذا أهمية فقط في العلاقات المؤقتة والعابرة وهكذا ترى أن شكلك عمل ويعمل لمصلحتك بصرفه عنك اللهو واللاهيات لتركز على دراستك وعملك وهو الأمر الذي سيخولك لتختار كصاحب مهنة ناجح من تعجبك من الفتيات ذلك أن نجاح الرجل المهني عامل جذب للنساء أكثر من الشكل. وأنظر للمرآة وابحث عن نقطة الجمال التي حباك بها الله فسبحانه جميل لم يخلو شيء من خلقه من نقطة جمال يجب أن تجدها أو تختارها لأهميتها النفسية فلا تعود تفكر في نفسك على أنك غير جميل، بعد أن تجدها احمد الله عليها كل يوم إن لم ترها بنفسك أرسل صورتك للموقع وسيساعدك المجانين في البحث قد تكون عيناك أو شعرك أو شكل وجهك أو مسحة من الطيبة تكسو ملامحك تأكد أنها موجودة فقط أنت لا تراها.
والدك وعلاقته بأسرته أمر مضني ومؤلم ولكن لا شيء يمكن معه أن يفيد سوى أن تتجنب أذاه وها أنت قد كبرت فاستعملي ما لديك من عقل في الحفاظ على شعرة معاوية بينك وبينه. لا تكرهه ولا تقاطعه كذلك، بل احرص على النظر إليه كي لا تكون صورة عنه، واشعر بالتعاطف معه فلا تظن أنه سعيد في حياته مع كل ما يحمله في صدره من غضب ولا مع ما يقضيه من وقت في الشجار مع أقرب الناس إليه إنه بائس لا يعرف وسيلة للخروج من معاناته وبالمناسبة معظم مرتكبي العنف الأسري هم شخصيات مسالمة في المجتمع الخارجي فهناك نظرية تقول بأن انخفاض التكلفة هو السبب وراء العنف الأسري فلا عقوبات رادعة تخشى وإن كانت خشية الناس من عقوق الأولاد رادعاً في بعض الأحيان.
لا تعطي والدك الفرصة ليعيق نجاحك فتغاضى عن أخطائه، وركز على ما قدم بالفعل حتى دون حب فقد احتضنك بالفعل حتى كبرت وأصبحت طالباً متميزاً من الأوائل، وما كنت لتحقق هذا دون تسخير الله له لمصلحتك، لا تتوقع أن تكون حياتك كاملة مريحة كي لا تحبط أو تكتئب فتعبس في وجه الحياة وتخسر فرصتك للسعادة فيها فهي ستمضي بني سواء أرفضتها أم لحقت بها فركز على ما لديك من نعم وأدعو الله أن يصلح لك ويعوضك ما فاتك فيما مضى منها وأعمل لغدك.
إن لم تنجح السطور الماضية في دفعك للتفكير بعمق ولا في تنشيط همتك استعن بطبيب نفسي، فلا معنى لقبول المعاناة دون طلب العلاج.