طبيعي جدا: قلق العادة كالعادة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسأل الله العظيم أن يجزي جميع الأخوة القائمين على العمل بالموقع خير الجزاء على ما يقدمونه من خير عظيم للمسلمين.
أرجوا أن تقرأ رسالتي كاملة.. أسألك بالله لا تهمل الموضوع فالحياة تكاد لا تطاق بالنسبة لي..
أمّا سؤالي؛ فحيث أني ابتليت بممارسة العادة السرية منذ 8 سنوات، وكنت أمارسها أحياناً في اليوم الواحد أكثر من مرة، مع أنني- والحمد لله- محافظ على الصلاة لحد كبير، والآن أقلعت عنها بعزيمة وإصرار كبيرين وتبت لوجه الله تعالى، ومع هذا أعاني مؤخراً من حالة نفسية سيئة وصعبه للغاية، بالإضافة إلى أنني أعيش في قلق واكتئاب نفسي شديد نظراً لثلاثة عوامل:
أولاً، عدم توفر الوظيفة المناسبة منذ تخرجي من الثانوية العامة قبل 4 سنوات.
ثانياً، مشاكل عائلية أدت إلى ضغوط نفسية في داخلي رغم أن أهلي لا يكرهونني ولكن لا بد من المشاكل.
ثالثاً، أعيش في حالة نفسية غير مستقرة، وأمرّ أيضاً باكتئاب نفسيٍّ قوي جداً وقلق شديد، وكل هذا بسبب شعوري بالذنب الذي ارتكبته في الممارسة الجنسية مع شاب أقلّ مني عمراً في الـ 5 من شهر ذي الحجة هذا العام، وكانت علاقة جنسية غير مكتملة لأنني مارست الجنس معه عن طريق الفم لمدة لا تزيد عن 15 ثانية والقذف داخل الفم، ويشهد الله أني ندمت أشد الندم على هذه الفعل. للمعلومية، الحادثة لم تكون اغتصاباً بل كانت بطلب من الشاب نفسه، حيث أني أمارس الجنس معه، وبكل تأكيد الشاب في هذه الحالة يعتبر شاذاً جنسياً.. استغفرت الله كثيراً وذهبت للحج لعلّ الله يسامحني ويغفر ذنوبي، لأنني بكل أمانة كنت خائفاً أشد الخوف من عقاب الله.
لاحظت أخيراً -وهذا هو سؤالي- صغر أحد الخصيتين، اليسرى منهما، ولكن لا تحدث أي ألم أبداً، والبول طبيعي جداً، سألت أحد المتزوجين وهو رجل محترم جداً وقال بأنه أمرا طبيعي جداً، ولاحظت أيضاً بعد حادثة الممارسة بيومين ضعف الانتصاب لدرجة كبيرة، ولم يعد يحدث الانتصاب القوي الذي كان يحدث في الماضي، ولا الانتصاب الصباحي الذي كان يحدث في الماضي.
أستحلفكم بالله ألا تبخلوا عليّ في الشرح والتفصيل الممتع المعتاد في إجاباتكم، سواء كان السبب من ضعف الانتصاب عضوياً أو نفسياً، وما العلاج في كل حالة على حدة؟ وهل العلاج سيكون مستمراً أم علاجاً وقتياً؟ وهل من أمل أن ترجع الأمور إلى ما كانت عليه ويصبح الانتصاب قوياً وطبيعياً؟ وهل طول فترة ممارسة العادة السرية في السابق ستؤثر في الفترة القادمة بعد الزواج على العمر الافتراضي في ممارسة حياة زوجية بشكل صحيح؟. أستحلفكم بالله مرة أخرى ألا تحيلوني إلى أي أسئلة أخرى، وأن تذكروا لي هل الأدوية ستكون وقتية أم مستمرة؟ وهل من أمل في ممارسة حياة زوجية بعد الزواج بشكل صحيح؟ وما نصائحكم لي؟.
وقبل الختام، الآن أنا أعيش في مرحلة نفسية صعبة جداً وقلق حاد واكتئاب نفسي، لدرجة أنني فكرت في الانتحار والعياذ بالله ولكن تراجعت عن قراري بسبب الإيمان، وكل هذا لأنني أعيش في وسواس بالأمراض الجنسية الخبيثة لدرجة أنني أجهش بالبكاء، أبكي كل فترة وفترة، وأصابني الإحساس بالموت وأنني مفارق الدنيا. لم أستطع التخلص من الوسواس رغم أنني أجريت تحاليل للدم وهي كما يلي:
البوتاسيوم، والكالسيوم، وعدّ دم كامل، وحمض لينك، وتحاليل للبول والبراز، وكلّها سليمة إلا البراز، وجدت لديّ طفيليات في القولون وتمّ الشفاء منها ولله الحمد.
سؤالي كيف أستطيع التخلص من هذا العالم المظلم وأعيش حياة هادئة وطبيعية؟.
أرجو تفصيل الإجابة مع التوضيح.
18/01/2009
رد المستشار
في مجتمعاتنا السعيدة لا يجد المرء سبيلاً لإشباع احتياجاته الجنسية بالشكل الفطري الإنساني الطبيعي، وهو الزواج الشرعي الميسر كما يحب الله ورسوله، والبدائل كلها مزعجة ومضرة للنفس والمجتمع، كما للبدن والأخلاق والإنتاج والحضارة التي تنتكس من غياب دروب اللقاء الطبيعي بين الرجال والنساء، ذلك اللقاء الذي جعله الله ضرورة لإعمار الكون، وخلافة الله سبحانه على الأرض، وهذا بلاء عامّ تعاني منه أقطار مختلفة بدرجات متنوعة!.
الضغوط التي وصفتها في رسالتك من بطالة ومشاكل عائلية، وغياب السكن النفسي والروحي والإشباع الجسدي والوجداني بالزواج، هذه كلها من الضغوط التي من شأنها دفع وتصعيد المخاوف المرضية والأعراض الاكتئابية التي تعاني منها.
بالنسبة للحالة العضوية من حيث كفاءة قدرتك الجنسية فلا يفصل فيها إلا فحص متخصص من طبيب الذكورة، وإن كنت أحسب أن الكثير مما تشتكي منه إنما هو مجرد أوهام ومخاوف مصاحبة لأعراضك النفسية، لكن كل هذه تبقى مجرد ظنون عبر أثير تخاطبني فيه وأخاطبك عن بعد. أنت تحتاج لمراجعة طبيب الذكورة، وكذلك طبيب نفسي من أجل المخاوف والقلق الذي تشتكي منه، وأمر العلاج سهل وميسور بإذن الله.
ولعل -أيضاً- جزءاً من طاقتك مبدد في مشاعر القلق والذنب في تحسين وضعك التعليمي، فقد صار أصحاب المؤهلات الجامعية في بلدك كثرة تحتل الوظائف فلا يكاد يبقى مكان لمن لا يحمل أعلى من الثانوية، وأعتقد في حالتك أن تحسن وضعك التعليمي وبالتالي الوظيفي سيقربك كثيراً من القدرة على الزواج مما سيساعد في حل هذا الجانب من مشكلتك، بدلاً من ممارسة اللواط أو العادة السرية، وكلها أساليب غير طبيعية لصرف الشهوة، ويستبد بمن يمارسها قلق واكتئاب، ومشاعر حزن وجلد للذات لأنها مخالفة لما ينبغي أن يكون عليه الأمر.