الشك
أنا في إحدى الكليات ولي أصدقاء بأحد المعاهد، تعرفت على فتاة ليست جميلة، ولكنها جذبتني، أحببتها وأحبتني رغم أنها مخطوبة، ولاحظت أنها تتعرف على شباب كثيرين، اليوم تركتها أنا تعبان ماذا أفعل هي طيبة ومشاكلها كثيرة لا أستطيع أن أبتعد! أرجو النصيحة.
25/12/2003
رد المستشار
الأخ العزيز أرحب بك في موقعنا، وشكرا على ثقتك، أولا دعنا نفكر بالعقل: للحب والصداقة خصائص تسهم في استمرارهما –كما يذكرها الكاتب ديفز في كتابه الحب والصداقة- منها: الاستمتاع برفقة الطرف الآخر، وتقبل الطرف الآخر كما هو، الثقة في حرص كل طرف على مشاعر الآخر، احترام الآخر أريدك أن تفند معي ما سبق من نقاط.
أين الاستمتاع برفقة الطرف الآخر إذا ما كان يجعلك في حالة قلق و"شك" وإذا كنت تراها أمامك "تتعرف على شباب كثيرين"؟
وإذا كنت كما تقول "تعبان"؟، أين تقبل الطرف الآخر؟ أنت غير متقبل لظروفها أنها "مخطوبة" وأنها تتعرف على الشباب –الذين أنت واحد منهم- ولا يبدو من رسالتك انك شخص مميز بالنسبة لها! وأنت حتى لا تدرى لماذا انجذبت إليها رغم أنها ليست جميلة.
أما من جهة الاحترام جميل أن يشعر الفرد أن هناك من يهتم به ويبادله الاحترام ولكن -إذا كنت تحبها فعلاً- فأين احترامك أنت لها؟ أين احترامك لخطيبها؟ إن في ذلك خيانة لذلك الخطيب!
وأين احترامها هي لك؟ هي تعلم أنها تشغل وقتك وتفكيرك ومشاعرك ولا تحترم أي منهم لأنها مخطوبة ولا تنوى أن تكمل الطريق معك.
ومن ناحية الحرص على مصلحة الطرف الآخر: يبدو أنها غير حريصة إلا على مصلحتها هي فقط، فضمنت لنفسها عريس المستقبل، وفى نفس الوقت تستمتع باهتمام الشباب الآخرين لها بالتالي أظن أنه من الواضح أن الذي تحس به هو انجذاب وإعجاب لكن لا يمكن أن يكون حبا حقيقيا ومن جانبها فأين حبها هي لك؟ الحب ليس كلمة تقال بل موقف وتصرف هي تريد أن تأخذ منك ومن غيرك ولا تعط، ومن الواضح أن خبراتها في العلاقة بالآخرين تفوق خبراتك أنت.
ثانياً من ناحية المشاعر: كل من يرغب في أن يحب وأن يكون موضع حب من الآخرين، لكن أعتقد انك تستعجل الحصول على قصة حب... لماذا لا تحس بأنه ممكن أن يحبك أخريات؟؟ أهذا ما يجعلك تتعجل؟ ولا داعي أن تبدأ بما لا يرضى الله عنك اصبر فأنت في مقتبل شبابك ستجد من تحبك وتهتم بك،
تذكر أنك "لا تستطيع أن تبعد"، وأرى أن جزءا مما لديك من قلق قد يرجع إلى الفترة التي نحن فيها وهى فترة الامتحانات وهى فترة من الطبيعي أن يزيد فيها القلق، وحتى تقلل ما أنت فيه من قلق اشغل وقتك في المذاكرة بقدر المستطاع، وتحدى نفسك بأنك ستكون ناجحا ومتفوقا، هذا النجاح هو الذي سيحسبك لك بإذن الله ولا تدع قلبك هو الذي يوجهك، فأنت طالب جامعي حتى قلبك يشعر بشك في حبها لك. وتابعنا بأخبارك.