غزة
ماذا نفعل لمساعدة إخوتنا في غزة؟
28/1/2009
رد المستشار
سعيدة جداً بك يا رجل الغد، وتستطيع عمل الكثير جداً بإذن الله، صحيح لن تذهب لتحارب من أجلهم لكن ما ستفعله يعتبر جهاداً قدر مستطاعك يا ولدي بإذن الله، فيمكنك مثلاً القيام بالتالي على أن أتركك تجتهد للتفكير بأمور أخرى:
* العمل على شرح قصة فلسطين الحقيقية ورد الأفكار المغلوطة عنها. فكثير من الطلاب يتصورون أن فلسطين تستحق ما يحدث لها، أو أن الإسرائيليين لهم فعلاً الحق فيها، وهذا خطأ كبير يفقدنا عدد كبير في خدمة قضيتنا وسيتطلب منك ذلك البحث لمعرفة القصة منذ بدايتها لتستطيع الرد عليهم.
* يمكنك العمل على توضيح مفهوم النصر ومفهوم الهزيمة بشكل مختلف من خلال مجلات حائط أو إذاعة مدرسية ليتعلم زملاؤك معنى النصر والهزيمة الحقيقي، فمثلاً حين خيّر أبو سفيان سيدنا زيد بن الدثنة بين أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مكانه بدلاً منه بعد أن وقع في أسره وهو يتشفى ويتصور أنه من ألمه وخوفه من القتل سيقول له نعم، فرفض وقال: "والله لا أتحمل عليه شوكة يشاكها" فقتله أبو سفيان كمداً وغيظاً فمن هنا المنتصر؟ من حقق هدفه أم من قتل؟ وبالمناسبة كان مثل تلك الوقفات النبيلة للصحابي أثر كبير في إسلامه فيما بعد، وكذلك موت الغلام في قصة الأخدود فقد قُتل نعم، ولكنه كان هو المنتصر فبموته آمنت القرية كلها وفشل الملك في تحقيق هدفه، فمن هو المنتصر هنا؟.
الجندي الإسرائيلي حين يكون مدججاً بالسلاح فوق رأسه وعند بطنه وظهره ويحمل أكثر من وزنه سلاحاً تكنولوجياً حديثاً ويقف أمام طفل يحمل حجراً في يده مرتعداً!! من هنا المنتصر والمنهزم؟ وستجد الكثير والكثير يا ولدي.
* يمكنك المشاركة عن طريق النت في مجموعات المساعدة، أو إذا كنت "شاطراً" في التعامل مع طرق إسقاط مواقع إسرائيلية فلتفعل.
* يمكنك الاتصال التليفوني بأي رقم لأي شخص فلسطيني فقط لتقول له أن الله معك، وأنا وأهلي ندعو لكم بالثبات وبسرعة الإعمار، وستجده فرحاً جداً باتصالك.
* يمكنك التبرع بالمال أو الملابس أو الأدوية من أجلهم ولو بشكل بسيط.
* يمكنك التفوق في دراستك والجدية فيها، فكل ما نحن فيه من ذلّ وعجز يعود في الأصل لضعفنا العلمي، فكلما تأكدت أن تفوقك هو زيادة في قوة الأمة تفوقت لهدف كبير تحبه.
* زيادة قربك من الله عزّ وجلّ وفهمك لدينك بشكل صحيح لتعرف الله وسننه وكم هو رحيم بنا ويريد لنا العلو حتى وإن رأيت كل ما يحدث لنا، فكل العالم الذي خرج للمظاهرات لم يكن ليصحو ويفعل شيئاً إلا إذا كان حدث ما حدث بتلك البشاعة، والله يريدنا أن نصحو وأن نعود له وأن ندرك أن ضعفنا في العلاقة به وبالعلم هو السبب فيما يحدث للمسلمين في كل مكان، واذكر في حرب اليمامة موت نصف حفظة القرآن كان كارثة نزلت بالمسلمين ولكنها أثمرت فكرة "المصحف" التي جعلتنا وتجعل الأجيال المسلمة كلها القادمة تستطيع قراءة وتعلم القرآن بسهولة، وموت محمد الدرة في انتفاضة الأقصى بتلك الصورة البشعة المستفزة هي ما جعلت فلسطين وغيرها تصحو وتتعلم درس الثبات والإصرار على أخذ الحق، لذا جاءت حرب غزة بكل بشاعتها لتظهر لنا مدى صمود وثبات المقاومة عند الظلم والوحشية.
والكثير والكثير مما يمكنك أن تفكر فيه ولم يسعفني رأسي به.
وأتمنى أن أراك غداً شاباً يافعاً نافعاً مؤمناً تفخر الأمة بانتمائه لها.
ويتبع .............: غزة... في القلب أنتِ م. مستشار