تبحثين عن الحب أم الزواج م5
حبيبتي الأستاذة رفيف أحبك في الله كثيرا وأتمنى أن تكوني في خير حال أرجو أن يتسع صدرك لما أقول وأتمنى أن لا تملي مني لأني أعلم أني متعبة جدا ولا أرسو على حال.
إني أحس أني أسير في موضوع خطبتي رغم أنفي ويبدو أن المسألة لم تكن متعلقة بالخطبة الأولى ولكن متعلقة بالقبول ناحية الشخص نفسه فإنه عندما تقدم في البداية أنا رفضته لأنه لم يحدث قبول نفسي له كزوج وهذا ما صارحت نفسي به مؤخرا لأني وجدت نفسي لا أنجذب إليه أو بمعنى أصح وجوده كمثل عدمه فهو لم يفرق معي لا أشتاق إليه لا أنتظره كمثل الحال مثلا لأي اثنين من المفروض أنهما سيتزوجان والآن بعد سبعة أشهر خطبة لابد أن يكون الأمر مختلفا!
وقد أرسلت رسالتي بشأن هذا الأمر للأستاذة أميرة بدران في حوار حي بشبكة إسلام أون لاين وقالت لي لابد أن تكوني صريحة مع نفسك ولا تقفي على الحياد في مشاعرك لأنك سوف تنكشفين لأنه سيصبح زوجا وله متطلبات وأنا أخاف أن أغضب ربي.
أنا لا أقارنه هو شخصيا بمن فات ولكني أقارن الحالة عموما كحالة الحب حيث أني جربتها قبل ذلك وكانت غير ذلك تماما كانوا يقولون لي أن التجربة الأولى هي التي تترك أثرا عليك في عدم قبوله ولكني بعد مرور وقت كاف لم يكن الموضوع الأول له أثر على عدم القبول وإن من الممكن أن يكون له تأثير على عدم الحب وليس عدم القبول ويبدو أن عدم حبي له هو سببه في البداية هو أنني غير مقتنعة أو بمعنى أصح لا يملأ عيني كرجل يجذبني أو يحتويني.
لا أعلم إن كان هذا له تفسير ديني أم لا ولكني أرى أنه أمر ليس بيدي الغريب أنه عندما فسخت لا أستطيع لأن منظر الفسخ في المرة الأولى لم يفارق خيالي وأنا من النوع الذي يصعب عليه بيع أحد، وأسمع كلام كثير أني متبطرة على النعمة فأخاف من نقمة الله علي أن يأتيني بعد ذلك رجل لا يحبني مثلا أو من عائلة غير طيبة مثلا أو أي أمر ليس فيه غير أني أحس بشيء غريب بداخلي يخيفني من المستقبل وأني سأكبر في السن وأني سأعنس والذي وصلني للسادسة والعشرين سيوصلني للثلاثين وأني والله تعبت ونفسي أني أستقر ولكن ليس بيدي أنا أكثر واحدة نفسي العلاقة دي تنجح بس مش بيدي.
هل هناك طريقة لكي أحبه كي لا أفسخ الخطبة ولا أقصد الحب الهائم بل أقصد الراحة النفسية أم أني أكمل وأنا وحظي لأني باقي أشياء صغيرة على جنوني وتفكيري مدة طويلة وعجزي عن تحديد المشكلة هل هي في خطبتي الأولى أم في عمله أم شعوري ناحيته؟؟
من البداية كل من حولي لم يستطع أن يصل إلى الحل فهل بخبرتك وصفو ذهنك وخلقك تستطيعين أن تعرفي السبب وتجدين الحل حتى من رسائلي معك مع العلم أنه في الآونة الأخيرة بدأ يحس بكل شيء ويقول لي أني تعبت من التمثيل عليه في الحب وقال لي أنه يعلم أني أتكلف في حبه فماذا أفعل؟؟
إني حتى أحاول أن أتكلف في حبه حتى يصبح حقيقة ولا أستطيع! أنا أخذت بالأسباب كلها ولكن يبدو أن الله لم يرضى عني بعد فأنا أعلم أنه يعاقبني فماذا أفعل؟؟
وجزاك الله خيرا
27/1/2009
رد المستشار
السلام عليكم؛
الأخت الغالية، بداية أقول لك: أحبك الله الذي أحببتني فيه، ثم أرجو أن تهدئي قليلاً وتسلمي أمرك في عاجله وآجله إلى الله، ولا تكثري من الهموم، فما كتب عليك لا يتغير بالهم والحزن.
مشكلتك تكمن في أنك ترغبين بالاستقرار بشدة وخاصة بعد صدمتك الأولى، لهذا سارعت بالارتباط بالخاطب الثاني رغم عدم إعجابك به، أو قبولك له كزوج.
وعموماً لا يفضل الارتباط بشخص لا تحسين بارتياح معه، لأن هذا سينعكس عليك سلباً مع الأيام، وستجدين نفسك غير راضية عنه مهما قدم لك، ولن تري إلا عيوبه، وكذلك سينعكس على الأولاد عندما يشعرون من خلال عملك وأقوالك أن أباهم شخص غير محبوب، أو لا يستحق الإعجاب، حيث سيهمش ذلك دوره في تربيتهم، إذ من المعلوم أن مشاعر الإعجاب نحو الأب هي التي تجعل منه قدوة يحذون حذوها ويتبعون توجيهاتها.
ولكن أحياناً هناك حالات فردية يمكن أن تشذ عن هذه القاعدة، فمثلاً: أنت تخافين العنوسة، وغير معجبة بمن تقدم لك، عليك الآن بالموازنة بين الأمرين لمعرفة أيهما أيسر عليك (مع وضع أسوأ الاحتمالات). فهل العنوسة والصبر عليها أيسر بالنسبة لك من الصبر على من لا تعجبين به، أم العكس؟ وهذا في أسوأ الاحتمالات كما قلت لك: أي تفرضين أنك لن تتزوجي في حياتك (مع أنك قد تتزوجين)، كما تفرضين أنه لن يحصل إعجاب بينكما أبداً (مع أنه قد يحصل) ورغم هذا عليك الصبر والمعاملة الحسنة له، والعدل في وصفه وإظهار حسناته أمام أولادك والآخرين، رغم عدم اقتناعك بهذا نفسياً. هناك فعلاً من تستطيع تحمل مثل هذا الزوج والصبر عليه، لأنها لا تطمح لأكثر من رجل ينفق عليها ويسترها، لهذا ترينها رغم سوء زوجها الواضح تقول: (أبقاه الله لنا لولاه لمتنا من الجوع). وهناك من تفضل العنوسة وترى أن بقاءها طوال عمرها بلا زوج أيسر عليها بكثير من تحمل الحياة مع من لا يعجبها، ولو أنها قبلت به، فإما أن تسكت وتحاول التمثيل إلى أن تنفجر أخيراً، وإما أن تحول حياة الأسرة إلى جحيم لكثرة شكواها وعدم ارتياحها، وقد تنتهي الأمور بالانفصال....
فوازني الأمور جيداً، وليس في هذا ذنب حتى تخافي من عقوبة الله عز وجل في المستقبل، فهذه حياة أنت تقبلين عليها وليس فيها مجازفة، ولا ينبغي للمرء أن يحمّل نفسه ما لا تطيق. الذنب يكون عندما ترفضين الرجل لأجل أمور كمالية لا تؤثر على الحياة الزوجية، أما أن ترفضيه لأمر سيؤثر على العلاقة بينكما فليس بذنب، وما شرع الله عز وجل النظر بين الخاطبين إلا ليعرف كل طرف هل الطرف الآخر مقبول ومريح بالنسبة له أم لا. وهذا أظنه أمراً مهماً في هذا العصر الذي كثر فيه الاختلاط، ورأت فيه المرأة كل أنواع الرجال أمامها، فيُخاف إن لم ترتح له أن لا تحقق الستر والإعفاف المطلوب من الزواج.
أيضاً: لا داعي للتفكير كثيراً في أن وضعك الآن هو عقوبة لك من الله، فما عليك –مهما كان ذنبك- سوى الاستغفار، والعزم على تصحيح مسارك، والله بكرمه سيقبلك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكلنا نخطئ ونذنب، ونتعلم من أخطائنا. ولا تحاولي المجازفة بحياتك خوفاً من ذنوبك القديمة، بل ابدئي صفحة جديدة نظيفة وانسِ الماضي. وفقك الله...ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> تبحثين عن الحب أم الزواج م7