السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعزتي "مجانين"، لي استشارات سابقة على الموقع ومشاركة في موضوع عن "قطع الماسا"، اليوم هي استشارة اجتماعية وليست نفسية، وان كان لها جوانب نفسية..
لاستشارتي غرضين: أولاً، ربما يتعلم البعض من أخطائي.
ثانياً، لقد تكلمت بالموضوع كثيراً جداً حتى كدت أنسى تفاصيله، لكن دون أن أدرك ما هي الدروس المستفادة؟ ماذا يمكنني أن أفعل؟ كيف أواجه حياتي بعد الكرب؟.
البداية كالعادة فتاة تعمل في وظيفة مرموقة بمرتب رائع بالمقارنة بأقرانها، للوظيفة مركز اجتماعي إلى جانب المادي. تقدم لي شاب هو أخو زميلة لي وكان متديناً وخلوقاً، وكان عندما يفتح فمه لا تسمع إلا أحلى الكلام، يعمل بوظيفة جيدة بمرتب كبير بالنسبة لأقرانه، ويعمل بشركة خاصة، بصراحة أعجبت به جداً ولم أصدق أن أقابل في حياتي شخصاً أرى فيه هذا التدين والأخلاق والبشاشة واللين، لا وأيضاً يرضى به أهلي!.
المهم أن الزواج تمّ بسرعة بطلب مباشر منه؛ أولاً جاء للتعارف ثم أراد الاتفاق لكن والدي شدد على ضرورة والديه وموافقتهما على "العروسة" قبل الاتفاق... وقد كان، في جلسة سريعة، وظننت أني أعرف هؤلاء البشر. كان والده يعمل بقسم آخر في عملي، تعمل به أخته على نفس درجتي، وكنت أكلّمها كثيراً وهاتفت أمها كثيراً، كان صوت الأخيرة ساحراً يذكرك بمذيعات الراديو وكان كلامها عادياً، وكان الاتفاق: قال في البداية سيدفع مؤخراً كذا وشبكة كذا، وسيقيم الفرح بكذا، وسيجهز كل شيء في بيتي من الإبرة للصاروخ لأنه يعتقد أن الرجل يجب أن يكون صاحب كل شيء في بيته (سألته صاحبتي إن كان يفعل هذا حتى لا يكتب قائمة؟ فقال نعم).
الرد معقول يا حبيبي، ما ستنفقه في الفرح -في ليلة واحدة- أكثر مما ستهديه لشريكة حياتك؟ طيب، ابنتنا لا تريد شبكة بهذا المبلغ، أممكن أن تقلله قليلاً وتضيفه على المؤخر؟ ولا حياة لمن تنادي، جلب أساسيات كثيرة، بعدها أعلن أن ما لديه من مال قد نفد وأن ما بقي أشياء بسيطة يمكننا -أهلي وأنا- التكفل بها. طبعاً أخلاقه حلوة ودينه جميل مما يسر له الزواج "من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" عن أي قائمة نتكلم "إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها"! بعد ذلك قال لأبي أنه بلغ من العمر 33 سنة ويتمنى أن يتزوج قبل أن يكبر أكثر، طبعاً كانت إجازة والدي قد انتهت وبات عليه لكي يجهز لزواجي أن يأخذ إجازة إضافية. المهم لا أطيل عليكم تم الزواج ولم تتغير أخلاقه ولا دينه، لكن وبعد ثلاثة شهور حدث موقف، اسمحوا لي واعذروني أن أرويه بدقة لأنه يكشف أشياء كثيرة:
أول مشاجرة حصلت كانت في الشهر الثالث من زواجنا؛ صرفنا أنا وهو في أول زواجنا كثيراً لكن معظم الأشياء كانت ثابتة -على حد قوله-، يعني رحلة شهر العسل "أربعة أيام في مشتى"، وسجاد كنا لم نكمله قبل الزواج وهكذا.. واتهموه بأنه مسرف وسفيه....إلخ وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير هي هدية غالية أحضرها لي، الهدية جهاز كهربائي- كيف عرف عنه، وأنه يهم النساء؟!- قبل زواجنا، وحين سافر في مهمة عمل قصيرة للخليج طلبته منه إحدى أخواته مني "وهي صديقتي وزميلة العمل التي كانت سبب المعرفة أصلاً" فأحضره لها، المهم كنا- أنا وهو- متفقان أن يشتريه لي عند سفره ثانية "كهدية"، لكن صدف أن وجدناه متوفراً في السوق هنا في مصر وبنفس سعره في الخارج فاستخرنا الله سريعاً وأحضرناه، وفي طريق عودتنا اقترح أن تمر بأهله فقلت له نعود للبيت ونترك الجهاز هناك وبعدها نذهب لزيارة والديه، لكنه رفض، فقلت له أن ذلك لنتجنب أن نوغر صدرهم عليه فهذا حرام، لكنه أصرّ مدعيّاً أن لن يحصل مشاكل، فاستسلمت لقراره بالرغم من من يقيني أنه "عبط" -كما قلت له-.
رحنا، والحجة -أمه- في فضول عادي حاولت معرفة ما أحضرنا، وحاولت أن تسيطر على أعصابها لكن وجهها احمّر وانفجرت صائحة: "يا متخلف، بدل أن تشتري لها هذا، اشتر لنفسك قميصين، يا متعفن يا زبالة"، ثم أخته "وصاحبتي" قالت أن عندها واحداً وأنه بهذا يكون سفيهاً... إلخ! قال لها: "يا ماما مش معقول كده، يا ماما ميصحش... طيب أنا ماشي، لو مشيت دلوقت أنا هجيلك، ماشي تعالي..." ونزل غضبان وأنا معه، وطبعاً لم أُرِد القول أن هذه نتيجة قراراته وصمت تماماً، وعند وصولنا البيت صرحت له بخوفي فقال أن ليس هناك ما يخيف، وأن شيئاً لن يحصل.
في اليوم التالي -وكان عطلة- أفقنا مفزوعين على صوت الجرس أسفل العمارة، فتح لها من الشقة وفإذا بوالدته تدخل الشقة قائلة: "أرني، علام تصرفان، أو لستما تسجلان المصروفات؟" وكراسة المصروف كانت تحت يدها فأخذت تقرأ وتعلّق: "سمك بكذا، لماذا؟ منظفات ب20 جنيه، أي نوع من المنظفات هذه؟ يا روح ماما! يا حرامية، يا من تخون زوجها وتأخد ماله لرجل آخر، يا من تسمع كلام أباها وأمها... أنت تكلمينهم في النت "مسافرين الخليج" ليقولوا لك كيف تأخذي منه النقود لتبني بيت أبيك، يا من تأخدي نقودنا -ولا تقرب لها- وتعطينها لابن خالتك التي ماتت لتشتري له بها لبن ثم تدعي أنك تعتنين به لتتدربي... تتدربي على ماذا "يا روح أمك" أأنت رجل أنت؟ رد عليّ"نعم "، أنا لست رجلاً. ارتحتي؟!" "انتبهي يا هانم، أبوه حوّل كل نقوده باسمه" "أتظنين زوجتي ساذجة؟ هي تعرف أن هذا الكلام غير حقيقي". كل هذا وأنا مصعوقة من الكلام القذر الذي أسمعه لأول مرة في حياتي.
المهم؛ هو كان يسكت كثيراً مثلي ثم يهب واقفاً ويصيح كأنه سيأكلها بأسنانه... "أخفضي صوتك لو سمحت"، "لا، أنا حرة"، حرام عليك، أسمعت الناس حديثنا، أنا هربت من البيت ولو أكملت بهذا الشكل سأترك لكم هذا المكان ايضاً"، "رجلي على رجلك، سآتيك في أي مكان تذهب إليه، لم اشتريت لها ال... -الجهاز-؟" "لقد اشتريته لأختي أيضاً" "تلك أختك" "وهذه زوجتي، أشتري لها هي الأخرى" "لا، أختك سترد لك ثمنه،... أما أنت، آسفة، لكنك تؤثرين عليه بأسلوب بنات الليل.."- ولم الاعتذار؟ قلت في نفسي-.
المهم قالت له: "أنت تعطيني مصروف بيتك وأنا أعطيك مصروفك ونعطيها 10 جنيهات للمواصلات- إسراف والله-، قال لها: "هل ستديرين لي بيتي أم ماذا؟" لكنها ردت قائلة: "أرني كم معك"، حينها خرج للصلاة، وفي غيابه أخذت كل الفلوس من محفظته والفيزا كارد ومن البيت وغادرت قائلة لي: "لن أقول سوى كلمة واحدة: حسبنا الله ونعم الوكيل"! فقلت له عند عودته ما حصل فلم يصدّق وطلب مني ألا أخبر أحداً بما حدث حتى لا يحصل "مشاكل" فهذا طبعها وهذا أسلوبها في التعامل حتى مع أخواته البنات -على حد قوله-، فحين قالت لها ماما هذا الكلام خاصمتها 6 شهور... وتعاتبنا بنفس المبرر. بعد الظهر تكلمت أخته وقالت له أن أمه متضايقة جداً ومتأثرة لأنه رددت عليها كلامها، فقال لها: "توسطي لي لترجع النقود التي أخذتها"... وقال لها: "إن لم ترجعها والفيزا سأقطع العلاقات، وسأحصل بدل فاقد للفيزا والدفاتر التي تخصني مع أبي، ولن تعرفوا عن فلوسي أي شيء"، فأعادتها.
في نفس اليوم ليلاً، ذهبنا لزيارة أهله رغم رفضي وإصراري على عدم الذهاب، لم يعاتب أمه مطلقاً.... توضأ ونزل ليصلي العشاء وأطال، قالت لي: "يا عبيطة، أنا قلبي عليك، فهو يصرف نقوده على غيرك، لقد أهدى زميلته هدية-كنت أعلم بذلك، فقد كانت من باب المجاملة بين الزملاء فجمعوا مبلغاً لشراء هدية زواجها-، ويصرف على النساء. يجب عليك تفتيشه لتعرفي كم صرف وأين ولماذا وتحاسبيه، وتبلغيني!"، أنا بسذاجة عاتبتها فيما قالت سابقاًُ عن أني آخذ ماله لأبني بيت أبي. في طريق العودة للبيت سألني عمّا حصل فأخبرته فاستغرب أن أمه لم ترد على كلامي وسكتت، فقلت له أن المواجهة أفضل لحل كل المشاكل.
لم أخبر أهلي بما حصل لأني أحسست أنه وقف إلى جانبي واستطاع حمايتي وحماية بيتي من التدخلات بموقف ذاك وفي الوقت المناسب، لكن للأسف، كانت تلك آخر مرة يتصرف بهذه الطريقة من الإيجابية، أما السيئ في تصرفه فاستمر وتفاقم وتطور. كنا متفقين ألا يعلو صوتنا على بعض مهما حصل ليكتسب أولادنا طباعاً هادئة، وألا نسمح بأي كلام بذيء أيضاً! لكن أمه تأتي وتصرخ وتسمع القاصي والداني وتتسبب في فضيحة بفعل كلامها البذيء ضلالاتها التي ليست من الواقع في الشيء، بل من نسج خيالها المريض. طبعاً مرّ الموقف وهدأت المسائل ماعدا أنهم لاحظوا أن زياراتي قلّت وقلّ تواضعي معها، فلم أعد أناولها غرضاً... وهكذا، لدرجة أنها جاءت لتصالحني بالعافية بعدها بأسبوع تقريباً. المهم استمرت المشاكل من "تحت لتحت" وعلى الخفيف كالتالي:
لا يمكن توقع ردود أفعال هذه المرأة؛ يعني مثلاً ظلت تتهمني بأخذ مال زوجي لأصرف على أهلي حتى تأكدت أنهم لا يحتاجونه، فصارت تتهمهم بأنهم يستغلون ابنها بأموالهم، سلسلة جديدة من المخاوف وهكذا. هي لن يرضيها أن أقول لها أني أعرف أنه يخونني أو أنه يكرهني، هي تريد الفرقة بيننا؛ زوجتك لا تحسن الطبخ..... من حظها السيئ وحظي القطران أنها كانت تزونا فجأة فتجدني حضرت طعاماً يضاهي ما تقدمه الفنادق (كما كان يقول لي ولها للأسف!)، فتقول له: "لا يا فلان، هي أفضل مني في الطبخ" ويحاول إقناعها بالعكس وأنه لا يحب طعاماً كما يحب ما تصنع يداها! لكن بلا فائدة.
ثم بدأت موجة تعليقات الطعام البائت الذي سيسمم ابنها، ثم القليل الذي سيجوع ابنها، ثم أني مسرفة! والوجه الآخر من نفس المشاجرة أنني أتسوق من أسواق خاصة لأشتري خضراً رخيصة... إلخ. وبدأت تطلب طلبات غريبة وتكرر طلبها، من قيبل: "أريد النوم على سريركما لأجرب المروحة التي اشتريتموها!!... ملحوظة: كنا نسكن شقة منفصلة في عمارة منفصلة، ويفصلنا شوارع و5 دقائق مشي عن بيت أهله.
الجزئية التالية هي أصعب جزئية، وأحاول نسيانها ولا أستطيع، وفي نفس الوقت سردها صعب جداً. جاءت لطليقي مهمة عمل بإحدى الدول العربية لمدة أسبوع- كما أخبرني- فخيرني بين البقاء في بيتنا وحدي أو الذعاب لبيت أهلي ففضلت بيتي، فقال لي: "لا يمكن أن تظلي وحدك في البيت، ستصابين باكتئاب، سأطلب من أمي أن تأتي لتقيم معك مدة غيابي" رفضت بشدة لأن المشاكل لن تفارقني طالما رافقتني تلك المرأة، لكنه أكد ألن يحصل أي مشاكل! وانصعت لأمره.
منذ اليوم الأول الذي سافر فيه افتقدته جداً، بالإضافة إلى أن عيد ميلاده كان قريباً جداً فأعددت العدة للاحتفال به فور قدومه؛ أولاً الهدية، ثانياً اشتريت لنفسي ملابس بيت جديدة، ثالثاً مصفف الشعر، رابعاً احضار خضار لعمل بعض الطعام الذي يحبه، وبدأت أول ليلة أقضيها مع هذه المرأة. "أنا لن أستطيع النوم، لم لا تذهبي لتنامي عند أهلك؟– أهلي كانوا غير متواجدين بمصر وهي تعرف-، أحسن لي أنام على البلاط على النوم هنا، -فلان- ابني الصغير خرج جرياً ورائي قائلاً يا ماما لا تتركيني-رغم كونه في الإعدادي!- و..إلخ".
وفي اليوم التالي بدأت بالبذاءة المباشرة؛ تشتم أهلي وابنها على حد السواء، قالت عنه كلاماً سيئاً اختتمته بأنه ليس رجلاً وليس قادراً على إدارة بيته وأنها من سيديره له... صدقوني هناك فرق بأن تقول امرأة سافلة لرجل "أنت لست رجلاً" لتهديده وبين أن تشعر زوجته أنه ليس رجلاً. المهم فاضت الأمور معي فنهرتها بعصبية، وانتهت فترة الهزّ النفسي وبدأت في الاعتذار والحنيّة ثم إملاء الشروط: "أهلك لا يزورونك إلا في المناسبات، حفظ قرآن في معهد يؤخرك حتى التاسعة خارج البيت غير مقبول، فلانة تركت عملها لأجل بيتها، لا تطبخي إلا ما أقوله لك فلا يهم ما يحبه فلان، لو أردتم طبخ طبق ما على ذوقكم ممكن يوم الجمعة...إلخ، تذكرت حلماً كنت حلمته عنها أني أقبّل يدها، ذكرته لها وبالفعل قبلت يدها وقلت لها أنت كأمي وكلام من هذا القبيل وأن ما تراه سيحصل لأني ضقت ذرعاً بالشجار. في صباح اليوم التالي كانت سعيدة، وأوصلتها لبيتها في طريقي للعمل وأنا أكاد ألطم على وجهي من هول ما كنت أشعر به، كنت لا أدري كيف سأضع عيني في عين من هو ليس رجلاً! وانطفأت كل أحلامي بالتحضير لمجيئه، ولولا إحضاري للهدية ما كنت لأحضرها قط.
وكلمته على الانترنت ولم أخبره عن تفاصيل شتائمها لأهلي أو له، لكن أخبرته أنها شتمتهم وقالت عنه كلاماً سيئاً، فقال أن أمه لا يمكن أن تفتعل شجاراً ولا بد من سبب، وعن قراراتها وقلت له أني سأخبر أهلي بألا يأتوا لزيارتي فرفض وأصررت، فرفض بشدة. وبالنسبة لحفظ القرآن قال لي: "لا تغضبي، عندما أرجع نناقش الأمر، يمكنك الذهاب للمعهد في موعد الامتحانات فقط!". المهم، في اليوم الثالث قالت لي أنها كلمه وأنه قال لها أن أذهب لبيت أبي لحين عودته، فلم أستمع لها ونمنا. في الصباح عندما ذكرت الموضوع رفضت بشدة وتطور الأمر إلى صراخ منها وشتائم وانهالت عليّ صفعاً، ثم فجأة رنّ هاتفي المحمول فرددت وكان والدي وهي تصرخ بشتائم ثم خطفت التليفون وشتمت أبي: "يا راجل يا…يا... ياللي معرفتش تربي يا... يا..." أخذت منها التليفون فقال لي أبي أن أتصل بعمي وأخبره أنها ضربتني. المهم قالت لي أن ابنها سيطلقني وإن رفض ستحرمه من الميراث وستتبرأ منه وستزوجه أخرى على سريرك لإذلالي...
كلّمتُ زوجها وجاء بعد ربع ساعة وبدأت بالبكاء فوجدته ينظر لها نظرة لا أدري معناها، وبدأت في الصراخ والتشويح في وجهه وأن الأمر الذي تقوله يمشي وهو يستعطفها عن أمر الطلاق، وفتحت الدواليب ورمت كل ما فيها أرضاً... قال لها أنه لا ينقصه مشاكل، وقال لي أن أذهب لعملي وأنه سيتبعني. كان والدي كلّم عمي وأخبره ليأتي لي، وكانت هي طردتني خارج الشقة.
وهكذا لم يكلمني ذلك الرجل الذي كنت على ذمته ولم أره إلا عند المأذون، وكلّم عمي بعد وصوله وقال له أنه يريد تطليقي، وأنه كان يحبني وأني رقيقة لكن أهله سيتبرؤون منه، وإن كان قد ظلمني فلا يريد الاستمرار في ظلمي. بعد فترة كلّم عمّي وسأله إن كنت حاملاً فرد عليه أن ما الفرق؟ فلم يردّ وأمه من جنبه تصرخ: "ومالك أنت لم تسأل؟".
المهم، أن أهلي ذهبوا لهم أكثر من مرة في الصلح لكن كل الكلام كان لأمه فلا هو ولا أبوه ولا أخوه كان لهما رأي مطقاً، طلبوا تقليل المؤخر الذي سيدفعوه للنصف، وفي اللقاء الثاني قالوا لهم أني حامل وكلام لتأليف القلوب، لكن الأمر ليس بيدهم بل بيد تلك السيدة. اتصلت به كثيراً فلم يردّ على مكالماتي، ولم يرض القدوم إلي ولو لمرة ولا لأي سبب.
اتفقنا على طلاق بائن، كما أشارت أمه لأنها "فهلوية" حتى لا أتمكن من المطالبة بنفقة، ورأيته لأول مرة من شهر ونصف عند المأذون، وضغطوا عليّ لأوقع أني استلمت مصاغي وملابسي، وقال والده أني غالية عليه وأنه يحبني كابنته وأني أدرى بذلك! وأن عنده منحاً للتعلم في الخارج إن أردت فلأراجعه!، وتمّ الطلاق بسرعة بسبب انشغالهم بمناسبة عزاء يتوجب عليهم اللحاق به. هذا الشخص قطع كل ما كان بيني وبينه بمنتهى القسوة والقذارة وكل الأوصاف البشعة لقطع العلاقات، وأخذته الحمية حمية الجاهلية ولم يأت ليسألني ماذا حدث إطلاقاً، ولم يسمح لي حتى بالدفاع عن نفسي...
لا يتسع الوقت لذكر الضغوط التي تعرضت لها في ذلك الوقت، والطفل الذي كنّا نحلم به سويّاً والذي أصبح...لا أدري.. أصبح هو نفسه علامة استفهام كبيرة؟ أتمنى أن يسامحني طفلي في المستقبل على عدم تأنيّ في اختيار والده وأهل والده، وقبله أن يسامحني الله، فقد نصحت بأن أتخلص من الجنين، ولن أنسى الموقف عند الطبيب ثم في معمل التحاليل: "مبروك أنت حامل" وكل من هناك كان ينتظر الزغاريد والحلاوة، وتماسكت في حزن وبكت أختي أمامهم، وكذلك عند الطبيب الممرضات يردن الحلاوة وأنا في غيبوبة لا أصدق نفسي، بعدها ب5 شهور تقريباً ومنذ أسابيع قليلة... قام هو أو فوّض أحداً بالكلام عنه هاتفياً مع عمي وقال كلاماً لا محل له من الإعراب أنه مثلاً نادم أو ما شابه، لكن لم يتحرك في موقفه قيد أنملة... وأمه إلى جانبه تصرخ على التليفون وتشتم شتائم قاسية وتهدد وتتوعد، أكثر من 3- 5 مكالمات فيهم نفس السيناريو، وهو لم يكلّف نفسه بالاعتذار، أو حتى أن يتكلم مرة بعيد عنهم؟ كيف يكون نادماً إذن؟
طبعاً لم أعرف بذلك إلا من يومين حين جاء أحد رؤسائي في العمل -أكبر مني في العمل- وسألني: "هل كلموكم؟" "من هم؟" قال... ؟ فقلت: "لا" قال أنهم قالوا أنهم قد تكلموا، فقلت: "وماذا قالوا؟، قال: "لا أدري، كلاماً غير محدد، كلاماً عائماً" وحثّني على البحث فيما قالوه فسألت أقربائي وعلمت أنهم كلّموا عمي ولا يريد أحد منهم أن يطلعني على ما قيل، قالوا لي جميعاً أن الكلام الذي قيل لا طائل منه سوى تعكير مزاجي وهذا هو هدفهم الآن.
طبعاً الفضول كان يقتلني لمعرفة ما قيل، بالإضافة إلى ذلك أنا حزينة جداً على هذا الوضع المؤسف، هؤلاء الناس لم يكتفوا بالتمثيلية الهاتفية ولكنهم الآن يلفوا في عملي لإخبار الناس بأنهم ضحايا وحملان وديعة، بالإضافة للفعل الذي لا يبدو أي داعٍ له غير تعكير دمي.. المستقبل غامض للأسف، آسفة على مقدار القذارة التي سكبتها أمامكم وأتمنى أن يهدأ بالي وأن يمن عليّ بوضع أفضل، وأن تساعدوني على تخطي أزمتي هذه.
02/08/2009
رد المستشار
أختي الكريمة،
أعانك الله على تجاوز هذه الأزمة وبصّرك بما يجب أن تفعليه. إن سردك المطول والمفصل دليل على حجم الألم النفسي الذي تعرضت له، وهو في آن واحد طريقة للتنفيس عنك خاصة مع أخصائي. على كلٍّ هوني عليك أختي واحتسبي ما حدث لك عند الله. فبخصوص مشكلتك، لن أحكم بالطبع من هو الظالم ومن هو المظلوم، فلا المقام يسمح ولا التخصص بالتأكيد، لكن الواضح أن زوجك اتصف بسلبية تجاه الموقف في حسم الكثير من الأمور التي حدثت بينك وبين أهله (والدته بالخصوص) وأنت ككل امرأة كنت تنتظرين أن يقول شيئاً بل يفعل شيئاً لكي يعطي الصورة التي تتوقعينها منه (صورة الزوج الذي يملك الكلمة في البيت، الذي يحمي زوجته ويدافع عنها وقت الشدة...)، فما يمكنني قوله لك بعد التأمل الطويل في مشكلتك هو أنه ليس في مقدور أي شخص تحديد ما يجب فعله إلا أنت، أقصد اسألي نفسك مراراً ماذا تريدين؟ هل أنت مستعدة للرجوع لهذا الرجل لو سعى لذلك رغم سلبيته، بحكم أنك تحبينه ولك ولد معه؟ وفي هذه الحال تكونين مجبرة على تحمل سلوكيات أهله والصبر عليها. أم أنك غير قادرة على الرجوع إليه خوفاً من أن تتكرر نفس المشاهد التي كانت هي السبب في الانفصال.
أختي الكريمة،
متى توضحت لك هذه الأمور يصبح من السهل عندك أخذ القرار المناسب. كما أنصحك بعدم الاكتراث لما يقال عنك ما دمت واثقة من نفسك، كلما أصغيت للأقوال، ازددت ألماً، وازدادت حيرتك وتذبذبك، فالقرار في يدك. إن كان زوجك السابق يرغب فعلاً في العودة لك، فكري وناقشي معه الأسباب التي أوصلتكما للطلاق بكل موضوعية حتى تبني عليها علاقتكما من جديد.
أما إن كان كما قلت ''اتصالاته لمجرد إهانتك والتشهير بك'' فأظن أن الأمر بات واضحاً بأن هذا الرجل لا يستحق أن تندمي عليه، والأفضل لك أن تجمعي شتاتك وتلتفتي لاستقبال المولود والانطلاق من جديد، واعتبري ما حدث تجربة تعلمت منها الكثير.
أنصحك أختي بتهدئة نفسك والإكثار من الدعاء والتقرب لله، فهو وحده القادر على فك كربات عباده، واهتمي بصحتك وصحة المولود.
وتذكري أن الحياة ليست هموماً فقط، بل فيها من الخير ومن العباد الخيرين الكثير.
ويتبع ................: طلقني إرضاء لأمه!! مشاركة