تحرش جنسي قديم
أرجو أن تتقبلوا مشكلتي بسعة صدر، وأتمنى أن تجدوا لي حلاً لمشكلتي حيث أنني أعاني معاناة شديدة منها، وأرجو أن تصفوا لي حلاً قاطعاً ولا تقولوا لي أن أذهب إلى طبيب. فأرجو أن أجد حلاً لديكم.
أولاً، حدثت لي حادثة منذ زمن طويل وهي تحرش جنسي، نسيتها لفترة وعدت تذكرتها، وقد تكلمت مع أصدقاء لي بشأن هذا الأمر خوفاً من أن يفتضح أمري وأصبحوا يلمحون بالكلام، ومنذ ذلك الحين وأنا مرتبك، وتبدلت شخصيتي فصرت كئيباً وأصبحت ضعيف الشخصية أخشى التكلم مع أحد. أعتقد أن هذا مع صديقي الذي يعرف بمشكلتي، وأتوقع وأكون متأكداً أنه أخبر الآخرين، وعندما ينظر لي شخص ما أفكر بأنه يعرف بأمري، خاصةً عندما أجده مع شخص يعرفني فأخاف.
حالياً أواجه مشكلة كبرى؛ فعندما أتحدث مع شخص ما وتعرض في حديثه للقول مثلاً "مش رجل أوي"... أو شيء من هذا القبيل فإنني أفجع ويظهر عليّ، وأشك أنه عرف عني شيئاً أو شك في أمري، أو عندما يكلمني شخص ويقوم مثلاً بتغيير ملابسه أو تصيبه حكه في منطقته فإن ذاك التفكير يحاصرني.
مشكلتي الثانية؛ أني أحب إنسانة حباً شديداً وأخاف التقدم لطلب يدها خوفاً من أن يظهر عليّ أو أن يسأل عني أو أن يعرف شيئاً من هذا القبيل، بالرغم من أني شخصية محترمة جداً والكل يشكر بي، أحب أن أساعد الناس، لا أرضى بأي فواحش، أعارض أصحابي دائماً إن ارتكبوا فاحشة، ولكني خجول جداً جداً جداً! فعندما أتحدث مع امرأة لا أستطيع أن أنظر إليها، فدائماً أنظر إلى أي مكان وأتلعثم، خجول لدرجة شديدة حتى أني بت لا أستطيع النظر لشخص يحدثني سواء كان رجلاً أو امرأة...
شخصيتي كانت قوية لا أسمح لأحد بالمزاح معي، كنت لا أخاف أحداًً والآن أخاف إن كلمني أحد، صرت أخاف ولا أشعر بقوتي كالسابق، حتى إن أخطأ أحدهم فلا أستطيع معارضته حتى لا يلمح لي بالكلام أو بالاستهزاء، مع أني أكره أن يحاول أحد حتى التفكير بالاستهزاء بي.
لقد ربيت في بيئة لا يوجد بها الاختلاط حتى أني لم أقابل أي فتاة في حياتي، مرة واحدة فقط. الآن أصبحت دائم التفكير في ماذا حدث لشخصيتي؟ وأن الناس أيضاً أصبحوا يتكلمون عليّ.
مشكلة أخرى أيضاً يا دكتور، أنا أخاف الدخول للمطاعم خوفاً من الإحراج، خوفاً من ألا أستطيع التصرف مثل الناس. أحياناً أرغب في أن آكل في مطعم فاخر ومعي المال اللازم ولكني لا أستطيع! أقول لنفسي: "ماذا أقول؟ هل أجلس أولاً؟ أم ماذا أفعل؟ وأخاف من الإحراج أن يصدر عني تصرف غريب، أشعر أن الناس تراقبني.
أهتم بأن يتكلم الناس تتكلم عني بالخير مثلما اعتدت. أريد أن أضيف أيضاً أنني أعاني من نشاط زائد في المخ وأتعاطى "ديباكين"، ولكني أجد نفسي أحياناً جيد، وقد وصفه لي الطبيب لمدة أربع سنين لكني قطعت العلاج، وأرجع له عندما أشعر بالتعب، ولكنه لا يحل مشاكلي التي ذكرتها، وهذا الطبيب الذي وصف لي الديباكين بعد وصف عدة أدوية استقرت على الديباكين.. لم أحك له أي شيء عن هذه الأمور، فقد عمل لي رسماً للمخ وعرف علتي.
أرجو أن تفيدوني بعلاج مفيد، سواء وصف لعلاج سلوكي أفعله أو دوائي أو أي شيء، مع العلم بأني لن أستطيع الذهاب إلى طبيب.
08/02/2009
رد المستشار
الأخ السائل،
إن ما حدث لك من تحرش جنسي منذ زمن ليس ذنبك، كما أنك غير مصاب بخلل في شكلك أو مظهرك كان سبباً في ذلك أو حدث لك نتيجة لذلك، إنما الخلل هو ما يتصف به من آذاك فلا داعي أن تحمّل نفسك الذنب لحدوث هذا الأمر وتشعر أنه وصمة عار تلاحقك، بل إن التحرش الجنسي شائع جداً، ولكن قليل من يعترف بحدوثه معه، مما يجعلني أتساءل: "لماذا تخبر أصدقاءك؟ هل تشعر أن هذه الحادثة قد أثرت عليك عضوياً بشكل أو بآخر؟ أم تتذكر تفاصيل الحادثة وتلاحقك فحكيت لهم من قبيل الفضفضة ثم ندمت على ذلك؟ عموماً إذا آلمتك هذه الحادثة في الماضي فلا تجعلها تستولي على ما بقي من حياتك:
0 ابدأ التفكير بصورة إيجابية ولا تفسر كل أحاديثك مع أصدقاءك في ضوء هذه الحادثة، بل تصرف بصورة طبيعية معهم حتى تترك انطباعاً جيداً لديهم.
0 كما أنك لست محل تقييم مستمر من قبل الناس كما تعتقد، فالناس لديهم ببساطة هموماً ومشاغل تخصهم، كما لن تعني لهم حادثتك هذه الكثير ولن ينظروا لك بدونية كما تعتقد.
0 ولست مراقباً من الآخرين حتى تتفادى الأكل بالمطاعم، فالناس تنظر للأكل وليس لبعضهم البعض في المطعم.
0 انظر للنجاحات بحياتك وافتخر بها، واجعل منها دليلاً على ما أنعم الله عليك فتحمده وترضى عن ذاتك وتزداد ثقتك بنفسك.
0 تحتاج للعلاج النفسي والدوائي فلا تحرم نفسك من فرصة التحسن، وأعد النظر في اللجوء للطبيب النفسي.
والله معك.