الوسواس القهري في الوضوء..!؟
السلام عليكم،
من موضوع الرسالة يتضح لكم مجمل الموضوع. أعاني منذ 6 سنوات، أعلم أني مريضة وبحاجة لعلاج كالمريض بالرشح أو الإنفلونزا يحتاج لدواء.
قرأت في الموقع عن هذا المرض وكأنه يصف حالتي أنا وليس غيري، أنا لا أملك وقتاً للعب مع ابنتيّ الاثنتين، والسبب وقتي الضائع من الوسواس!
ابنتي الكبرى (5 سنوات)، ذكية و"شاطرة" وأريد أن أعلّمها وأطور مهاراتها لكن لا أملك الوقت، ولا أريد أن يتكرر الإهمال نفسه مع أختها.
أنا مصممة على العلاج، لكن المشكلة أن زوجي غير مقتنع بأن هذا مرض، ويهددني أنني عندما أتعالج عند طبيب نفسي سيعيدني لبيت أهلي. المهم أريد تناول العلاج سرّاً عنه لأنني أريد إنقاذ نفسي والاستمتاع بحياتي مع ابنتيّ.
ما هو الدواء؟ وما طريقة تناوله؟ وما هي الفترة المطلوبة لأخذه؟ وما أعراضه الجانبية؟ مع العلم بأني أرضع طفلتي.
شكراً
8/2/2009
رد المستشار
الأخت الغالية "بتول"،
احتراماً لرأي زوجك وحفاظاً على راحة بالك، فإن التي ستقوم بإجابتك ليست طبيبة نفسية! وحيث إنك جادة في طلب العلاج، ومقتنعة تماماً بأضرار وسواسك، فإنه يمكنك التخلص منه عن طريق العلاج المعرفي السلوكي دون الاضطرار لتناول الدواء سراً، ورغم فوائد الأدوية في علاج الوسواس، إلا أن خمسين بالمئة من الحالات تقريباً تعود للانتكاس بعد إيقاف الدواء إذا لم يكن التداوي مقروناً بالعلاج السلوكي، ويمكن بشيء من الصبر والإرادة القوية أن تحققي نتائج طيبة عن طريق إطلاعك على طرق العلاج السلوكي الذاتي الموجودة على الموقع، والتي تتلخص في عدم استجابتك لما يمليه عليه وسواسك حتى لو شعرت أن السماء ستسقط فوق رأسك، وهذا ينطبق على جميع أنواع الوساوس الدينية منها وغيرها. ولما أنك لم تفصّلي لنا ما تشتكين منه، فإني لا أستطيع أن أفصل لك أكثر من هذا... ويمكنك إذا أردت أن ترسلي عن حالك بالتفصيل لنتعاون معاً على التخلص مما تشتكين منه.
وأما بالنسبة لزوجك، فهو حالة من الحالات المنتشرة في بلادنا، والتي ترى أنه من العار الذهاب للطبيب النفسي لأنه لا يذهب إليه إلا مجنون أو ناقص إيمان، وأنا لا ألومه فالثقافة المنتشرة لها دورها في ذلك... على كل يمكنك أن تغيري من نظرته للموضوع من خلال الطرق غير المباشرة، فمثلاً: اطبعي مقالاً عن الوسواس من الموقع واتركيها قريباً من مرآة بحيث يطلع عليه دون أن يشعر أنك قصدت ذلك (ويستحسن أن تطبعي المقالات الأولى من "منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري" والتي أكتبها على الموقع، لأنه ربما يقتنع من كلام من يدرس الشريعة الإسلامية أكثر، نظراً لنظرته السلبية للأطباء النفسيين)، ويمكنك أن تفتحي التلفاز على البرامج النفسية أثناء جلوسكما أمامه (وطبعاً كله عن طريق الصدفة! حتى لا يشعر بالاستفزاز)، وغير ذلك من الأمور التي يمكن أن تقنعه بالأمر...، وافعلي هذا على فترات متباعدة حتى لا ينتبه للمقصود، وأظنه خلال عام من صبرك على هذه الحال، سيغير نظرته للطب النفسي، وإن كان قد لا يعترف بذلك أمامك حتى لا يشعرك بهزيمته، ولكن على الأقل سيصبح أكثر ليونة وأكثر تفهماً لرغبتك في طلب العلاج. وأنت طبعاً خلال هذه الفترة ستحاولين تطبيق ما تستطيعينه من العلاج السلوكي الذاتي، وستحصلين على نتائج طيبة بإذن الله تعالى، أسأل الله لك الشفاء العاجل.