تهتهة في الكلام..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أرحب بالموقع والقائمين عليه لأنه موقع مفيد جداً وأدعو الله يستمر بهذا العطاء.... اسمي محمود، مشكلتي ليست مشكلة واحدة، فهي عدة مشاكل... لا يوجد في حياتي شيءٌ حلو، وعندي نقص وضعف في جميع جوانب الحياة من أكبرها لأصغرها.
أعاني نقصاً وضعفاً شديداً في الذكاء، بل غبي جداً وأفتقد سرعة البديهة، وأجد صعوبة شديدة في التمييز والتركيز، فتركيزي ضعيف جداً.. حاولت إقناع نفسي أني بحال جيد وأن هذا الأمر طارئ وسيختفي مع الوقت، لكن لم يحدث، فأنا كذلك منذ صغري. كل من أعرفهم وصفوني بالغباء، وفعلاً هم محقون! أنا صريح. كما إني لست حسن المظهر؛ شكلي مقبول أو أقل من ذلك، وضعيف.
عندي مشكلة في الكلام أو تهتهة في الكلام؛ أعاني صعوبة شديدة في إخراج الكلام وخصوصاً مع الغرباء أو حين أكون خجلاً أو محرجاً، وطبعاً تأتي السخرية وتتبعها نظرات عطف وإحسان لئلا يجرحوا مشاعري، وهذا ما يتعبني جداً ويجعلني سلبي فوق سلبيتي. لا أملك أي موهبة، ولا أفهم في أي شيء سوى الكمبيوتر والنت، وما أعرفه فيهما لا يخرج عن إطار الممارسة العادية يعني أي شخص في الدنيا يمكنه عملها، لا أريد أن أكون "أحمد زويل" فكل ما أريده أن أكون شخصاً عادياً وليس ضعيفاً في كل الأمور كما أنا الآن..
أنا انطوائي دائماً، وأعاني رهاباً اجتماعياً شديداً، لكن مع بعض الأصدقاء والناس أجدني شخصية قوية وأتكلم جيداً ودمي خفيف وتفكيري إلى حد ما متوسط، ولكن هذا لا ينفي أني غبياً.. آسف، حاولت أكثر من مرة إثبات العكس لكن للأسف لم ينفع. أنا ضعيف في الدراسة والمذاكرة أيضاً، وذاكرتي ضعيفة إلى حدٍّ ما ومعلوماتي مشوهة وناقصة، ومع ذلك أذاكر كثيراً جداً، حين أن بعضهم ينجزون مذاكرة "ملزمة" في ساعة فهماً وحفظاً!. شخصيتي ضعيفة جداً ولا أملك ثقة بالنفس، لدرجة أنه يمكن لطفل صغير أن يهز شخصيتي.. كما أنني إمّعة "دلدول" بلا رأي.. المهم سأشرح الآن أثر الضعف على الجوانب التي اتكلمت عنها:
أولاً، مشكلة الغباء وضعف التركيز: يحدث كثيراً أن أكون مع أصحابي -وفعلاً- أقول كلاماً غبياً وتفكيري غير منطقي بالمرة، وأخيراً كنت أقنع نفسي أني لست كذلك وأني فقط أفتقر للتركيز، لكن أنا فعلاً كنت غبياً! ليس بيدي أني كذلك، أراد الله لي أن أكون هكذا، لو بيدي أتمنى أن أكون ذكياً وأمتلك عقلاً مفكراً. كما أن عدم التركيز يظهر مثلاً عندما أكون واقفاً مع أصحابي ويتحدثون في أمر ما فيما أكون ساهماً، ومرة واحدة أرتد لوعي بما يقولون فتلفت كلمة ما انتباهي وفأقول: "ايه ده هو مين الي عمل كده.." طبعاً أقابل بسخرية..
ثانياً، عندي رهبة شديدة وخوف عند التفكير أمام شخص أو حتى صديق، وأحياناً حتى وأنا وحدي: كل هذا ليس مهماً لو كنت أعيش وحدي لا أختلط مع الناس، ولكن مشكلتي الكبيرة أني أعيش مع بشر ويتوجب عليّ التعامل معهم، هذه هي طبيعة الحياة والمجتمع.. نظرة الناس لي -أو بعض الناس- أحياناً تنم عن إعجاب واحترام وأمل، فأحس أني أفضل واحد في الكون، ولكن بعد أن يتم التعارف وتظهر المواقف غبائي وتهتهتي في الكلام وضعف الشخصية والسذاجة أجد من عرفته يتحكم بي، ونظرات عتاب وكلام سخرية من جانبه.
حصل هذا مع أحد أصحابي تعرفت إليه منذ سنة ونصف أو أكثر؛ في البداية كنا جيران من فترة طويلة وشاءت الظروف أن نتصاحب، المهم صحابي هذا كان يحترمني جداً في البداية قبل أن يعرفني وكان معجباً بي ويظننني "واحد جامد"، لكن للأسف بعدها بفترة ظهرت مواقف الغباء والسذاجة والتهتهة وطبعاً تاليها سخرية أحياناً وأحياناً عطف وإحسان... فاتخذت موقفاً مع نفسي وقلت أني يجب أن ابتعد عنه تماماً مع الوقت. بَعُد واحدنا عن الآخر، وبقي بيننا السلام فقط، وكلما قال لي تعال نجلس مع معاً أتهرب منه، كما أنني اكتشفت أنه ربما يعاملني أفضل لو شخصيتي قوية ويهابني.
أما من جانب الجنس الآخر؛ دائماً أكون على الرّف، زائداً عن الحاجة، ليس شخصاً إيجابياً فعالاً. يعني مثلاً: يكون للبنت أصدقاء كثر وأنا واحد منهم، دائماً آتي الأخير في الترتيب في حساب الاحترام والتقدير والحب، ويظهر هذا على هيئة عطف وإحسان وشفقة، ما كنت في عمري ولن أكون فارس أحلام أي بنت. عرضت عليّ أكثر من بنت حبها لكنه لم يكن حباً حقيقياً، يعني أنا لم أتجاوب معهن لأني كنت أحب بنتاً أخرى، حباً من طرف واحد لمدة 4 سنين.
المهم أن أهم مشكلة عندي هي مشكلة الغباء وضعف التركيز، قرأت على النت أن هناك عمليات جراحية تجرى يتخلص فيها الفرد من الجين المسؤول عن الغباء، أو شيئاً من هذا القبيل. أنا أتمنى أن أتعالج بأي طريقة ولأكون شخصاً طبيعياً.
ثالثاً، مشكلة ضعف الكلام أو التهتهة في الكلام، وهذه تسبب لي إحراجاً شديداً، فعندما أتكلم بين أصحابي لا يعيرني أحد انتباهه أو يستمع لكلامي، كل يتجاهلني وأعيد الجملة أكثر من مرة لعلهم يركزون فيما أقول لكن بلا فائدة ترجى، أنا بالمعنى الصحيح "طيشة" لا يسمع كلامي أحد ولا يأخذ برأيي أحد، حتى لو كان صحيحاً. لقد تعبت حقاً، لا أجد لأي شيء في حياتي قيمة.
حلم حياتي أن أكون مرشداً سياحياً، لكن كيف يحدث هذا وأنا بهذه الحال بطيء في الكلام. أيضاً كيف سأكون على هذا الوضع عندما سأتزوج! هل من علاج يجعلني أتكلم كباقي خلق الله؟ حتى الآن لم أجد في نفسي ميزة أو صفة سوية، كل ما فيّ يغشاه الضعف والنقص، كل ما فيّ عيب، الكثير من البشر أذكياء وشخصياتهم مميزة ويحترمهم الآخرون، لكن أنا يعطف علي الناس وبعضهم يتجاهلني.
أرجوكم لا أريد أن أسمع جملة كلمة (خلّي عندك ثقة بالنفس)، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير، أنا محتاج لطبيب نفسي وعلاج نفسي مكثف، رغم أن ذلك سيكلفني وإن شاء الله يقدّرني وأتمكن من السداد. أرجوكم، أنا لم أعد قادراً على الاحتمال، أحياناً أنفي عن نفسي كلمة إنسان فأنا لا أستحقها. ما أعرفه أن كل شيء له وجهان الحسن والسيئ، لكن لا أجد في نفسي جانباً حسناً البتة، يعني مثلاً: قد يكون أحدهم فقيراً جداً ولكن ذكياً جداً ومجتهداً ومحبوباً من الناس وشكله جميل، لكني لا أملك ما يجعل أي امرأة تحبني أو تتمنى أن أكون رجلها، لأني أنا محتاج للحنان والبنت محتاجة لرجل يحميها ويخاف عليها، وليس لرجل غبي وضعيف الشخصية ولا يحسن التصرف في أي شيء.
أنا حساس جداً لنقد الآخرين فأتضايق وإن كان مزاحاً، وأحمل في نفسي ضغينة وعدم ارتياح تجاه منتقدي، وللأسف أنا طيب جداً لدرجة السذاجة فلا أغضب من أحد. عندي أيضاً مشكلة كبيرة؛ أنا لا أعرف كيف أحب سواء ولداً أو بنتاً، أحببت مرة في حياتي من طرف واحد، لكن بصراحة لم يكن حباً بالفعل.. كان كل واحد من أصحابي مختاراً لبنت يحبها، قابلت بنتاً جميلة جداً كل البلد تتمنى أن تنظر إليهم مجرد نظرة فأحببتها (غباء فما تقول!)، من بعدها وأنا أتظاهر بالحب مع أي بنت، وبسرعة الموضوع ينتهي الموضوع لأني لا أتقن النفاق وفي وسط كلامي أتحدث عنها... أنا حقاً لا أعرف كيف أحب.
أيضاً أصحابي، ليس عندي أصحاب بمعنى الأصحاب، ولا أستطيع التأقلم معهم والتعايش معهم أو فتح مواضيع، دائماً مواضيعي كلها سخيفة أو أني لا أتكلم بتاتاً وأكون انطوائياً وبالذات في حضور البنات، أحس أنهم جميعاً ينظرون إلي ينتقدونني في لبسي وشخصيتي ويستهزئون بي. أنا أحس براحة شديدة وشخصية قوية عندما أساعد أحداً وأحل مشاكله، يعني مثلاً: الكثير من أصحابي يصادفون مشاكل في جهاز الحاسوب ويعرضون عليّ أن أحلها، فأذهب إليهم وأصلحها لهم، بصراحة أنا أذهب في بعض الأحيان لأثبت نفسي وأريهم أني أفهم وأعرف حل المشاكل، ولأثبت لنفسي وأرتاح أمامها، كما أن أصحاب أصحابي يطلبون مني المساعدة في حل مشاكل أجهزتهم وإن كنت لا أعرفهم إلا أني أذهب إليهم وأحلها، فأقابل ببعض الشكر والكلام الجميل مما يريحني، كما أحس أن لي فائدة في هذه الدنيا.
كل هذه المشاكل تؤثر في علاقتي مع أخي الصغير 11 سنة -أنا 19 سنة-، أعامله بصورة سيئة وألاعبه وأتشاجر معه دائماً، كما لا أمنحه الفرصة لأن يمازحني فأتجاهله، أنا أخشى عليه من أن يشبهني. أيضاً لا أستطيع تكوين صداقات جديدة.. أنا مدمر نفسياً، أتمنى أن أجد مهارة أو قدرة ميزني بها الله عن أي أحد.. عندها سأشعر أني فعلاً إنسان، لكن الآن أنا شيء ضعيف وناقص في كل شيء.
أنا آسف للإطالة، رغم أني حاولت أن ألخص مشاكلي قدر الإمكان. أرجوكم أريد حلاً عملياً،
أريد علاجاً نفسياً مكثفاً، وأرجوكم في أسرع وقت ممكن.
08/03/2009
رد المستشار
كتبت صفحات في سب نفسك والانتقاص من قيمتها، وفي كل مرة لم تفلح في إقناعي بأنك هذا الفاشل! لكنك واقع تحت طريقة تفكير نسميها "التفكير الانتقائي" حيث يقوم الشخص بانتقاء كل ما يثبت له أنه يفكر بشكل صحيح عنوة! فأنت تتمتع بخفة ظل غير مسبوقة، واستطعت أن تعبر عن مشاعرك بشكل رائع، واستطعت أن تشعر بمشاعر الآخرين، من حولك وتقيم طريقة تفكيرهم، وتتميز في إصلاح أجهزة الكمبيوتر للدرجة التي تجعل أشخاص لا تعرفهم يطلبونك بالاسم، ولكنك تختار أن تفكر بأنك لا تصلح في شيء ولا تتمتع بأي شيء!، والحقيقة أن طريقة التربية في المنزل غالباَ تكون هي السبب الرئيسي في الوصول لهذه الدرجة من ضعف الثقة بالنفس ولكن هل سنظل نلعب لعبة "أهلي قصروا"؟ فالرجولة الحقيقية معناها أن تربي نفسك بنفسك قدر الإمكان حتى تصل بمرور الوقت لما ترضاه لنفسك وهذا يتطلب جهد ووقت وصبر فهل أنت مستعد حقاَ أم ستنتظر عصا موسى السحرية؟.
فضعف الثقة بالنفس هي المشكلة الرئيسية التي نتج عنها طريقة تفكيرك وحكمك على نفسك وتصوراتك عن الناس من حولك، وكذلك وصلت لتلك التهتهة والانطواء، فلنبدأ أولاً بالمشكلة الرئيسية والتي ستؤدي لحل باقي المشكلات الواحدة تلو الأخرى، والثقة بالنفس تحتاج لفهم تلك النقاط الهامة جداً لتبدأ الطريق:
- الثقة بالنفس شعور يتم اكتسابه وليس أمر وراثي فلم يولد شخص واثق من نفسه وإنما اكتسب ذلك من مواقف كثيرة في حياته.
- الثقة بالنفس ليس معناها النجاح الدائم والمستمر في كل شيء دراسة وعلاقات وصفات ومشاريع ولكن الفرق بين الواثق من نفسه والغير واثق من نفسه هو كيف يتعامل الشخص مع فشله فهناك من يقول لنفسه لا بأس سأكون أفضل المرة القادمة ويتعلم من أخطائه والثاني يقول لنفسه أنت فاشل ولا تستحق حتى العيش ويظل واقعا في دوامة النقص ولا يتحرك من مكانه.
- الثقة بالنفس "عدوى" فكلما جلست مع الواثقين من أنفسهم كلما اكتسبت الثقة بمرور الوقت حتى رغم شعورك بأنك أقل في البداية فلتقاوم هذا الإحساس وستتعلم كيف تعبر عن نفسك وستجد أن الواثق من نفسه أحيانا يقول كلام تافه وأحيانا يخطئ في التصرف وأحيانا لا يؤخذ برأيه.
- الثقة بالنفس مكانها داخلنا وليس خارجنا وكلما حسنا من داخلنا كلما زادت الثقة فعليك أن تزيد من الأشياء التي تجعلك واثق من نفسك مثل إصلاحك للأجهزة واجتهادك في الدراسة رغم صعوبة تركيزك وعليك أن تمارس رياضة تحبها لتحقق فيها انجازا يشجعك على رؤية نفسك أفضل وعليك أن تتعلم أن تلبس ملابس متناسقة وليس بالضرورة أن تكون غالية الثمن ولكن حين تكون متناسقة ونظيفة فسيحقق هذا لك ثقة ويمكنك تعلمها من النت أو مشاهدة الناس التي يقال عنها شيك أو غيره فلتتعلم كيف تكتسب المهارات.
- هل تتصور أن خفة الظل يحتاج إليها ناس كثيرون وأنت لا تدري؟ فالأصدقاء يحتاجونها وتفيد في كثير من المواقف.
- درب نفسك في مواقف بسيطة أولاً على التعبير عن رأيك وتقبل الرأي المضاد لتتعلم منه لا ليكسرك وهذا التدريب مهم جدا لنفسك ومهم في زيادة معرفتك لنفسك وللآخرين.
- غير طريقة حديثك لنفسك فبدلا من الحديث السلبي بأنك فاشل، لا تصلح لشيء، لن يحبك أحد.... إلخ، ابدأ في تغيير تلك النغمة وكررها على نفسك كثيرا مثل أنك تتعلم وأنك ستكون أفضل خاصة بعد نجاحك الصغير في أي شيء مما اقترحته عليك فتكرارك لهذا الحديث الجديد سيزيد من ثقتك بنفسك ويشجعك، وكلما وجدت نفسك في موقف ترضى فيه عن نفسك شجعها وكافئها لأن ذلك سيكون بمثابة دافع أكبر للإنجاز، وإذا فشلت مرة أو مرات فلا تيأس فالتفكير الحكيم والشخصية المبهرة لا تتكون في لحظة أو في فترة من الحياة، فالإنسان يمر بتجارب كثيرة تعلمه وتطوره وأي شخص تراه قدوة أو يبهرك هو حتماً كان يمر بمرحلتك ولكنه قرر أن يكون مختلفاً، فهل ستقرر ذلك؟.
واقرأ أيضاً:
شخصيتي ضعيفة... تحتاج لتأكيد ذاتك
27 سنة دون تأكيدٍ للذات!
ويتبع >>>>: يا راجل حريم عليك عدو نفسه م