استفسار
أنا آنسة (ع) مضى من عمري 31 سنة، صيدلانية أردنية أقيم في الأردن. شكوى حالتي أني من فترة بدأت أحس أني أنسى وأتصرف تصرفات غريبة. في يوم دخلت محلاً للورد لأوصي على طاقة من الزهور لصديقتي، وفي المحل اكتشفت أني سبق وزرته وطلبت وروداً أكثر من مرة لشاب اسمه (س) وبعثت الورد باسم شمس، وتأكدت من ذلك حين رأيت ورقة الإيصال، وفعلاً كان خطي ورقم هاتفي!!. لكني لا أتذكر ذلك مطلقاً!.
بعد فترة، وحين راجعت كشف حسابي البنكي وجدت أن حركات إيداع وسحب قد أُجريت لكني لا أذكر أني قمت بأي منها، إحداها كانت حوالة وصلت من فرع آخر، وعندما سألت عن المودع كانت بنت خالتي فسألتها عن الأمر قالت أني طلبت هذا المبلغ منها ولا تعرف لماذا، وأني سددتها إياه... وحاولت أن أتذكر ولم أفلح!
من هذه الحادثة بدأت أفتش في كل شيء عندي؛ اكتشفت ملفات على كمبيوتري لا أعرف عنها شيئاً ولا متى كتبتها، منها ملفات تخص العمل وأخرى شخصية! ومن ضمن الملفات وجدت ملفاً عن ذلك الشاب، فيه صوره ونسخ رسائل إلكترونية منه لبنت اسمها شمس، ونسخ من "شات" بينه وبين شمس وملخص الحوار فيها أنهما يحبان بعضهما.
وخطر ببالي أن أتفقد جهاز هاتفي، وفعلاً وجدت رقم هاتفه ومكالمات كثيرة منه وله، ورسائل قصيرة عددها يزيد عن الألف بيننا، وعلى أساس أن البنت اسمها شمس!! كان الحل لأفهم أن أبحث عن هذا الشاب وألتقي به، وفعلاً التقيته وفهمت منه أني حتى بعثت له صورتي وقلت له أن اسمي شمس ومعلومات كثيرة منها الخاطئ ومنها ما هو فعلاً عني أنا (ع) أعيشها يومياً. ومن كلامي مع هذا الشاب أحسست أني معه خلطت الحقيقة بالخيال، وأني قضيت معه بحسب كلامه 9 أشهر... أنا لا أذكر أني كنت معه أبداً!!. وأحيطكم علماً أني أحبه منذ ست سنوات لكن هو لا يعلم، ولم أكن أتعامل معه نهائياً ولا حتى أراه خلال الأربع سنوات الأخيرة، لكني ما نسيته قط، بالعكس كنت أتخيله معي في كل تفاصيل حياتي وأكلمه بيني وبين حالي وأتخيله يرد عليّ وكأني أعيش معه، ولكني واعية أن ذلك خيال فقط.حاولت استشارة طبيب نفسي ففسر الموضوع على أنه اكتئآب حاد.
علماً بأني ذكية وكنت متفوقة في دراستي، ومبدعة في عملي ومحبوبة من المحيطين، أحب الناس جداً ولا أتمنى الأذى لأحد، أصلي وأصوم وأقرأ القرآن. لا أعاني من أي أمراض حالياً، لكن خضعت لعمليات استئصال ورم من منطقة الرحم والمبايض، واكتشف بعد الزراعة الثانية أنه مجرد خلايا ميتة وليس سرطاناً، بالرغم من أن التشخيص قبل العملية الثانية كان أنها خلايا سرطانية، وحالياً لا أتناول أي أدوية ووضعي مستقر تماماً، وصورة الرنين كانت سليمة تماماً.
راضية عن نفسي تماماً، ولكني لست راضية عن وضعي وظروفي في العائلة وعلاقاتي معهم، حيث الخلافات دائمة مع الوالد، والوالدة تحديداً رغم محبتي واحترامي لهم. طولي 156 سم ووزني 41 كغم.
أعاني من حالة اكتئاب كل فترة، وبدأت أعراض النسيان منذ 3 سنوات ووقتها تعالجت بإبر فيتامين B12.
أرجو تفسير حالتي إن كان لها تفسيراً؟ وهل من الممكن فعلاً حصول هذا الشيء أم لا؟ وهل له تفسير علمي؟ هل هو انفصام أم حالة جنون؟
علماً بأن الجميع يشهد بتوازن عقلي وسلوكي السوي.
مع الشكر.
4/3/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بالأخت الكريمة،
طبعاً حالتك لا تنتمي للفصام أو الجنون، بل إنني أراها ضمن طيف الاضطرابات النفسية التحويلية التفارقية Conversional Dissociative disorders أو بالتحديد ما يسمى فقدان الذاكرة التحويلي التفارقي Dissociative Memory Loss. ولتفسير الموضوع من وجهة نظر التحليل النفسي: هي صراعات نفسية في منطقة اللاواعي من نفسك تظهر على هيئة أعراض ذات معنى مكثف وغير مفسر على نطاق الوعي، وتعبر عن رغبات مكبوتة وصراعات غير واعية.
هذا باختصار وعمومية، ولا بد لك من تقييم نفسي شمولي عند طبيب نفسي، ومتابعة حالتك عند معالج نفسي متخصص وذو خبرة في التحليل النفسي Psychoanalysis. وفي عمّان هنالك الدكتور وائل كيلاني ذو باع وخبرة في هذا المجال.
هذا من وجهة الطب النفسي، لكن من المهم جداً نفي السبب العضوي للحالة، فقد تكون شكل من متلازمات الفص الصدغي Temporal Lope Syndromes واضطرابات المناطق المسؤولة عن الذاكرة.
الخطوات وملامح الحل:
1- التقييم عند طبيب أمراض عصبية وإجراء استقصاءات مناسبة ومن أهمها التخطيط الدماغي EEG.
2- التقييم عند طبيب نفسي ومعالج نفسي.
والأفضل أن يكون التقييم على شكل فريق يعمل بشكل جماعي مع بعضهم: الطبيب العصبي والنفسي والمعالج.
تابعينا بأخبارك، وأتمنى لك كل الخير والعافية.
كما أرجو متابعتنا بعد مراجعتك الطبيب العصبي ثم الطبيب والمعالج النفسيين.
ملاحظة: التأخر عن الرد على رسالتك غير مقصود، حدث بسبب ظروف تتعلق بسفري.