صاحبنا يرى كل النساء سحاقيات بدليل!
السام هليكم
أولاً، أود أن أشكر الدكتورة دعاء على اهتمامها بالرد عليّ ومناقشة موضوعي.
ثانياً، ما زلت لا أتفق مع الدكتورة في الكثير مما قالت؛ فالقول بأن الله لو خلق النساء سحاقيات الميول لخلق امرأتان، أختلف فيه. من المعروف أن الرجل يميل للتعددية الجنسية ويكاد يكون بالثقافة البشرية جمعاء خيانة الرجل لزوجته أقل وقعاً على النفس من خيانة المرأة، ويمكن للمرأة أن تسامح الزوج الخائن أسهل بكثير من أن يسامح الرجل زوجته الخائنة، وفي الإسلام تعدد الزوجات مباح بسبب ودون سبب، أو بلا سبب على الإطلاق سوى الرغبة في الزواج، فهل معنى هذا أن الله خلق عدة نساء لآدم؟، وفي الثقافة الشعبية تجدين عبارات: "الرجالة عينيها زايغة" أو "الراجل من دول تندب ف عينه رصاصة" منتشرة بين النساء ومعروفة ومقبولة.
بمنطقك: لماذا خلق الله امرأة واحدة لآدم في حين خلقه عالماً بميله لتعدد النساء؟ وإن كانت المرأة التي تثار بالعادة السرية يثيرها رؤية مثيلتها، فلماذا يشمئز معظم الرجال من مشهد رجل يمارس العادة السرية باستثناء الشواذ وذوي الميول المثلية؟.
وأنا هنا يا أستاذتي الفاضلة لا أتكلم عن الإثارة بين الرجل والمرأة، أنا أتكلم عن إثارة المرأة للمرأة. دون سفسطة ولا فلسفة، أنا لا أتكلم عن -المفروض- ولا المثاليات، أنا أتكلم عن الواقع، عن الحقيقة. وكما يجري الرجل وراء النساء -حتى لو كان متزوجاً- مقبول نوعاً عن العكس، فشذوذ المرأة مقبول نوعاً عن شذوذ الرجل، وهو ما يتحاشى الجميع الكلام عنه ويفرون منه باستمرار. الكل في مشكلتي "نرجسي ويريدهن مع زوجته" و"إرضاءً لزوجي هل أمارس السحاق" هاجم الزوجين بعنف، الكل ألقى عليهما باللائمة ولم يتحدث أحد إلا قليل عن الزوجات، لم يسأل أحدهم عن طبيعة الزوجة التي ترغب في النساء وهي متزوجة، ولكن استل الجميع سيوفهم على الأزواج لقيامهم بما قاموا به.
أنا لا أبرر لهم ما فعلوا، أنا أصلاً لا أتعاطف معهم ولا أكن لهم ذرة احترام -والعكس تماماً هو الصحيح-. ولكن الزوجين ليسا موضوعي، موضوعي هو زوجاتهما. هناك مشكلة قرأتها على الإنترنت بخصوص الموضوع وكانت فتاة تشكي من أن صديقتها المتزوجة تمارس السحاق وتحبه وتعرض عليها وهي تنصحها بالكف عن هذا وترفض، وفي النهاية تختم رسالتها بعبارة: وأنا حائرة بين مقاطعتها أو تركها على حالها (أو مسايرتها في...) واتصل الجميع ينصحها بمقاطعتها إن لم تهتد، ولم أجد تعليقاً واحداً على جملتها الأخيرة، على إيحائها بأن إمكانية الممارسة بينهما موجودة وأن هناك قبولاً أو رغبة خفية للموضوع، تماماً مثلما وقعت أحد الشاكيات هنا في مشاهدة أفلام السحاق برغم أنها ترفض تماماً أن ترتدي إحدى صديقاتها الشورت أمامها.
رفض السحاق عند البنات منبعه ديني أو أخلاقي وليس نفسي، الأمر أشبه عند الرجال بالامتناع عن الزنا، قد يمسك الرجل ذاته عن الممارسة مع امرأة مثيرة لا تحلّ له، ولكن هذا لا يعني أنه لا يرغب فيها. وفي القرآن (وليس الذكر كالأنثى)... صدق الله العظيم. طبيعتهما مختلفة تماماً من حيث التكوين وأسلوب التفكير وكل شيء، وأعتقد أن الفانتازيا الجنسية لدى النساء في فترة المراهقة لا تكاد تخلو من نشاط مثلي. تكاد لا تخلو مشكلة سحاق من مشاهدة صاحباتها للصور والأفلام الإباحية، فلماذا؟ لأن جسد المرأة جذاب ومثير حتى للمرأة! هكذا خلقن، وهذا شيء في طبيعة خلقتهن، ولا تسلني أنا عن السبب!!
حقيقة -برغم أن السحاق مثير جنسياً للرجال- أنقم عليها وأكرهها كأي رجل -رجل حقيقي وليس مثل الزوجين إياهما- ولكنها (حقيقة). أنا لا أريد القول بأن هذا حلال أو أنني حين أتزوج سأضغط على زوجتي لممارسة هذا وكشف هذا الجزء من نفسيتها إن كان موجوداً أم لا، أو إن كان مقبولاً أم لا، ولكني أردت الوصول لحقيقة مقنعة بهذا الموضوع، وقد وصلت لها ولا أشعر حالياً بأن هناك حقائق صلبة تقف أمامها. عامةً دراسة كينسي التي أوردتها مرّت عليّ، وإن كنت لا أعتقد أن هذه هي نفسها دراسة 1995، لأن ألفريد كينسي نفسه مات عام 1956. وعامةً، دراسات كينسي قديمة للغاية وقد تمّ إجراؤها في فترات كان المجتمع الأمريكي ما يزال إلى حد كبير متحفظ، بل إن ظهور شواذ جنسياً من الرجال كان شائعاً عن ظهور سحاقيات على الملأ، وفي هذه الفترة ظهر الفنان أندي وارهول وترومان كابوتى يالصحفي مثلاً كشواذ جنسياً على الملأ، بل إن ألفريد كينسي ذاته -الأب الروحي للدراسات الجنسية- هناك احتمالية كبيرة أن يكون Bisexual، والموضوع -من موقع جامعة إنديانا بالولايات المتحدة كما أظن- ولا أعرف مدى تأثير هذا على مصداقية أبحاثه.
أما بخصوص الدراسة التي أوردتها فلم تقابلني من قبل وإن كنت قد قابلت دراسة كينسي التي تورد نتائج مشابهة، وعلى الانترنت وجدت أن الدراسات الأكثر حداثة تؤكد أكثر وجهة نظري، هي لا تقول أن كل النساء لديهن ميولاً، ولكنها تتحدث عن الممارسات الفعلية. وبالمناسبة فحين أرسلت مشكلتي وتأخر الرد عليها من قبل الموقع أو هكذا ظننت أرسلت مشكلتي لطبيب نفسي معروف -ولن أذكر اسمه- على موقعه أطلب رأيه والمشورة ونشر المشكلة على منتداه، وأرسل لي الرد الصاعق على بريدي، هكذا بالحرف: "استنتاجاتك صحيحة إلى حد بعيد وربما يكون العامة في غفلة عن هذا ولكن ما قيمة أن يعرفوه؟ شرعاً جسد المرأة عورة معظمه حتى عن المرأة، لا نجد داعياً للنشر. شكراً لك وتحيات منا"! وشهد شاهد من أهلها! العامة في غفلة عن هذا وما قيمة أن يعرفوه! يا ليتني ظللت من العامة وما بحثت في الموضوع. أنا عرفت حقيقة تكاد تدفعني للانتحار!!.
الجزء الثاني من مشكلتي: أنني بالفعل كما قلت كان لدي حرمان من التعامل مع الجنس الآخر، لا بسبب عيب شكلي ولكن بسبب خجلي الأولي وقلة خبرتي الاجتماعية لفترة طويلة. تغلّبت على هذه المشكلة منذ زمن ولكنها الآن عادت بشكل أكثر حدة بما لا يقاس. في الأول كان حرماني مخلوطاً بشعور من الرغبة، بشعور جميل، باحتياج بريء للجنس الآخر وبنظرة للمرأة كلها حب وتقديس للجمال، برغم الحرمان كان شعوراً جميلاً! الآن بعدما قرأت وبحثت ووصلت، وبعد أن جاءني رد الدكتور انقلب الحال 180 درجة؛ أمشي في الشارع فيتعلق بصري بفتاة جميلة للحظة، ثم ينقلب الإعجاب في اللحظة التالية إلى غلّ وبغض شديدين ورغبة سادية في الإذلال!
أمشي فأشعر أن كل المحتشمات لو أتيحت لهن الفرصة فسيكن عاهرات وأن التدين ستار لنفس خبيثة شريرة شهوانية، إنهن لا يرفضن هذا ولكنهن يكبتنه! وأن غير المحتشمات -في الغالب- يمارسن هذا ويحببنه أو على الأقل يرغبن فيه. علاقتي بالله لم تكن قوية منذ عدة سنوات، بين شدّ وجذب وإن كان الغالب عليها هو التفريط، لكن الأول كان هناك الشوق والرغبة في التقرب وإن هانت العزيمة، أما الآن... برود شديد وعدم رغبة في التقرب، وشعور بأن الله قد خدعنا -كرجال أولاً وكبشر ثانياً-!! شعور بأنه وضع في هذه النقطة شيء غريب وغامض وكئيب وقاتم في ذات الوقت، وأنني بشكل ما لا أفهمه ولا أفهم لماذا وضع فيهن الطبيعة التي أتحدث عنها. وأشعر أن الأصل فيها هو الشر أما الخير فهو كبت للشر وليس طبيعة أصيلة ومضادة ولا أشعر بهذا سوى في مجال النساء والجنس فقط.
أرجو أن أجد الردّ على بريدي (إن سنحت الفرصة لوقتكم الغالي) إن لم ترغبوا في النشر. ومن يدري ربما أتأكد بشكل نهائي مثلما أكد لي الطبيب النفسي مشكوراً في السر الحقيقة المرة، أنا فقط سعيت وراء الحقيقة.
ملحوظة هامة:
إن لم تريدوا نشر هذه الرسالة على الملأ فأنا أتفهم تماماً، أتفهم ربما أكثر مما تتصورون! لا أريد لمشاكلي وأفكاري السوداء أن تعدي أحداً، أفضّل أن تبقى العامة في غفلتها على أن تطلع على ما بحثت فيه.
أشكركم ولكم فائق الاحترام والتقدير.
8/3/2009
رد المستشار
الأخ السائل،
بالرغم من غرابة زعمك وبعده عن الواقع والمشاهدات والفطرة السليمة سأناقش معك بعض الأمور يخبرنا ديننا بها عن طبيعة العلاقة بين الجنسين سواء في الكتاب أو السنة:
يقول تبارك وتعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]. كتب عبد الدايم الكحيل بخصوص هذه الآية في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: إنها آية عظيمة تستحق منا أن نتفكر فيها وبدلالاتها ومعانيها، ولذلك فإن هذه الآية خُتمت بقوله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج إلى زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وهذا هو السر الذي أودعه الله تبارك وتعالى في الزوجين، ويجعل وجود الزوج بقرب زوجته يخفف من التوتر النفسي، وتخفف القلق والإحباط لدى الطرفين.
ورأيي أن الاختلاف في الخلق بين آدم وحواء هذا ما قصدته سابقاً بقولي (أنه تعالى خلق الرجل والمرأة ولم يخلق امرأتين)، أنه سبحانه وتعالى له في الاختلاف الجسدي والطبيعة النفسية حكمة تسبب القرب والميل بينهما في أصل الأمر، فكل منهما يحتاج لهذا الاختلاف كي ينجذب للآخر -والكلام على الإطلاق وليس الاستثناء- مثلاً كون المرأة أكثر عاطفية وكون الرجل أكثر إقداماً. كما تتضمن هذه الحكمة إعمار الأرض الذي هو من أسباب الخلق. وبمنطقك هذا تظل المرأة تحارب رغبات مثلية وتكبتها بمعاشرتها للرجل وتكوين أسر وتربية أجيال، وهو ما نجحت فيه المرأة على مدى العصور، فبم تفسر عطاء المرأة هذا؟ هل ينتج عن مخلوق مريض مقهور؟! أم عن رضىً وقناعة وحب أودعها الله المرأة حتى تقوم بما خلقت له! إن ما تعتقده يخالف حكمته تعالى في خلقه (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [المؤمنون: 89].
أما الاستثناء والمرض فهو ميل الرجل للرجل وميل المرأة للمرأة، فهو موجود ولا داعي أبداً لنفرق بين الأمرين فكلاهما غير مقبول: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
أمّا حفظ عورة المرأة عن المرأة هو ما بين السرة والركبة وذلك حفظاً لكرامة الإنسان والحياء شطر الإيمان، وليس لميول جنسية بين النساء!.
وتمتلئ رسالتك بعد ذلك بالاعتقادات الخاطئة المدمرة والتفسيرات المبالغ فيها. وأنصحك باللجوء للطبيب النفسي.
ويتبع .............: أغلب النساء لديهن ميول مثلية شفا جرف الوهام