السلام عليكم ورحمة الله،
من أبدأ في شرح مشكلتي؟! فأنا لا أعرف الآن وأنا أكتب ماذا أريد أن أكتب! أنا تقريباً أعيش حياتي كلها من صغري في نفس الألم، وكلما كبرت زاد ألمي.
عمري الآن 21 سنة، في كلية الطب وكان عندي مشاكل أسرية صعبة جداً. منذ أن أبصرت نور الحياة وأنا أفتح عيناي على ظلم وجبروت إنسان لا يرحم أحداً، المفروض أنه والدي، لن أستطيع سرد أحداث 21 سنة من العذاب.
أحس بأعراض غريبة من سنين طويلة، وتتغير مع السنين؛ كنت في الإعدادي أحس أني أرى وأسمع أصواتاً، ومرت عليّ الأعراض النفسية... وأخيراً صرت أحس أني لا أعرف نفسي ولا أعرف من حوالي، أحس في لحظة أني غريبة عن كل شيء وأسأل نفسي أين أنا؟ ومن هؤلاء... هل يعرف من أين؟ كيف أعرف نفسي؟ كل هذا في لحظات.
أحياناً وأنا أمشي في الشارع أسأل نفسي لم هذا الشارع شارعنا؟ لم هذا بيتنا؟ لم اخترت أن أفتح هذا الباب بهذا المفتاح؟ كل ذلك في لحظات أيضاً ثم أسترد وعيي ثانية!.
مشكلة أخرى أني أفكر في أشياء غريبة ثم أجدها تتحقق؛ يعني مثلاً أسال نفسي: لم لا يصنعون شكولاته بمواصفات معينة غريبة؟ لأجدها أمامي بعدها بأيام! أفكر في أي شيء غريب فأجد أختي مثلاً قد أحضرته لي رغم أنه فعلاً غريب لم يسبق لنا شراؤه مطلقاً! أحياناً أحس أن هناك طيفاً يمر بجانبي فألتفت بسرعة نحوه رغم أني متأكدة أني لن أجده، وهذا ما يحصل بالفعل أني لا أجده... وقد أفزع منه جداً حين أتخيله حشرة مثلاً أو فاراً وألتفت برأسي بسرعة ولا يكون هناك شيء.
منذ حوالي الشهرين وأنا كل يوم عند طبيب ما لأني أعاني دوخة شديدة متواصلة تمنعني من المذاكرة، دون أن يجدوا شيئاً يستدعي التشخيص!
بعض الناس قالوا أن السبب هو العصبية، وقال آخرون أنها تهيؤات... المهم أنها دوخة وإحساس بالغثيان، وهو ربما ما دفعني لدخول موقعكم لأبعث مشكلتي، هل للدوخة علاقة بحالتي النفسية؟ فنفسيتي تعبانة حقاً وأعاني دائماً -من سنوات- من لغط في ضربات القلب، وعندي انقباضات عضلية في كل جسمي متواصل منذ سنين، لم أحاول علاجها لأني أكيدة من منشأها النفسي.
R03;وأخيراً: هل من المستحسن أن أزور طبيباً نفسياً؟ أم أن الحال كما نسمع ليس من طب نفسي في مصر وكل ما سيعطيني إياه الطبيب القليل من المهدئات لتنويمي فقط؟
وشكراً جزيلاً. آسفة على الإطالة.
08/03/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "أمة الله"،
في بداية استشارتك لنا تخبريننا بأنك تجهلين سبب الكتابة إلينا حيث تقولين: "لا أعرف الآن وأنا أكتب ماذا أريد أن أكتب!" وتنهين استشارتك بسؤال:"هل من المستحسن أن أزور طبيباً نفسياً؟"، وبينهما قدر من المعاناة بدأ من فترة بعيدة ويستمر إلى الآن. كما أخبرتِ، لا شك أن ما وصفته من أعراض ينبئ عن اضطراب نفسي، والاضطراب النفسي مرض، والمرض النفسي يصيب المسلم والكافر، البر والفاجر، وليس علامة على نقص الإيمان، أو الذكاء، أو.. إلخ.
أختنا الكريمة،
لو شعرت بصداع لمدة يومين أو ثلاثة ماذا تفعلين؟ لو شعرت بمغص أو ألم في البطن –عافاك الله من هذا– ماذا تفعلين؟ الإجابة المنطقية أنك ستذهبين للطبيب المختص، ولو كان التحسن بعدها جزئياً لذهبت لطبيب آخر، ولأن ثقافتنا تضع هالة من الخوف والتردد حول الأمراض النفسية نترك أنفسنا فريسة للألم النفسي أعواماً طويلة.
بعدها يأتي تساؤلك: "أن الحال كما نسمع ليس من طب نفسي في مصر وكل ما سيعطيني إياه الطبيب القليل من المهدئات لتنويمي فقط؟" اذهبي للطبيب النفسي مباشرة وتابعي واصبري، مصر تشرف بكفاءات عالية من الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين المهرة.
اقرئي على مجانين:
6 سنوات عرض اختلال إنية في نوبات
خلطة القلق وقليل من الاكتئاب
خلطة قلق واكتئاب عمليات إدامة المشكلة
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب مشاركة
لا تتركي نفسك وحيدة أمام أعراض المرض النفسي، بل تحصني بطبيبك، ولا تنسي حظك من الوقوف أمام باب الله فهو الذي جعل الداء والدواء.
وفقك الله.