مشكلتي أو مشكلاتي
مشكلتي عويصة جدا وتتمثل في ثلاثة جوانب وقد حاولت مراراً التخلص منها بلا جدوى وهي:
أولا: الاختلاق فدوما أختلق أشياء ومواقف وقصص لأعزز موقفي وأثبت صحة كلامي حتى أنني أحيانا ألفق كلاما أو أفعالا لأشخاص لأعزز كلامي في أي موقف سواء كان هذا مجديا أم لا فأحيانا أجد أنى أفعل ذلك بلا مبرر أو داعي وقد يحدث في بعض الأحيان أن ينقلب الموقف ضدي وليس لصالحي فأجد أنني أندم ولا أستطيع إصلاح الموقف.
ثانيا: الشك فأنا أشك كثيرا في خطيبي، الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان لأن نصل إلى درجة الإنفصال مع أنه بشهادتي الشخصية لا يخدعني ويخبرني بتفاصيل كل شيء ولكن لا أعرف كيف أدفع عن نفسي هذا الشك وقد حاولت كثيراً بلا جدوى، الأمر الذي أدى به للانفصال عنى لأنه لا يستطيع العيش مع زوجة لا تثق به ودوما تتشاجر معه لأسباب وهمية بسبب شك وغيرة لا أصل لها.
ثالثا: الكذب فأجدنى أحيانا أكذب بلا داعي حتى أنني كثيرا ما أكتشف أنه يا ليتني قلت الحقيقة لكانت أنقذتني، ومشكلتي أنني أفعل كل ذلك لا إراديا حتى أنني أصبحت أفعله تلقائيا ودون أي تفكير، أنا أتمزق بسبب هذه الآفات القاتلة وأريد التخلص منها وأريد أي وسيلة تجعلني أتروى وأفكر مليا قبل أن أفعل أي شيء يضرني ويضر المجتمع،
ساعدوني
جزاكم الله عني خيرا إن شاء الله.
15/8/2003
رد المستشار
لستُ أدري أيتها الأخت السائلة، أي حالةٍ من حالاتك تلك التي كتبت فيها إفادتك وبعثتها إلينا في مجانين، هل هيَ لحظةٌ من لحظات الندم؟ أم هيَ لحظةٌ من لحظات الصدق العابر مع النفس؟ لستُ أدري بالفعل، ولست أدري أيضًا كيف ستكونين عند قراءة ردي على إفادتك،
لكنني على أيةِ حالٍ سأكونُ صادقًا معك بالرغم من عدم ثقتي في صدقك أنت مع نفسك، وليسَ فقط مع الآخرين كما تظنين،
* أنت أشتكيت أولاً من ما تسمينه بالإختلاق وهو كذبةٌ تبني على كذبة، وأشتكيت ثانيًا من الشك الذي هو افتراض كذب الآخرين، وأشتكيت ثالثًا من الكذب الذي هو أولاً وثانيًا وثالثًا في حقيقة الأمر.
وبعد كل هذا الكذب، تقولين في إفادتك (ومشكلتي أنني أفعل كل ذلك لا إراديا حتى أنني أصبحت أفعله تلقائيا و دون أي تفكير)، وأنا معك في أنك أصبحت تفعلين الكذب تلقائيا ومعك في أنك تفعلينهُ دونَ أي تفكير، لكنني أرفضُ تمامًا كونهُ غير إرادي، فأنت لا تتكلمين عن الكذب القهري، وإنما تتكلمين عن عادةٍ عودت نفسك عليها وتستطيعين التوقفَ عنها إذا أردت،
هذا إن لم تكن لديك مشاكلُ أخرى في شخصيتك مثل اضطراب الشخصية المستهينة بالمجتمع، وهذا ما يستطيع الطبيبُ النفسي الذي يجري معك عدة جلسات أن يعرفه،
وبإختصارٍ شديد أنت تحتاجين إلى مساعدةٍ طويلة المدى من طبيبٍ نفسي متخصصٍ في العلاج الجمعي لأن علاجك يكونُ أفضل وسط مجموعةٍ من مثيلاتك، وتابعيني بأخبارك.