عتاب وشكوى
سيدي الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، السادة الأساتذة الأطباء الأفاضل؛
كم أنا في غاية السعادة لأني وجدت موقع مثل موقعكم، الذي أصبحت من مدمنيه بشكل مباشر وأصبح عندي أول صفحة أقوم بفتحها كل صباح وأتابع الجديد فيها أولا بأول.
أساتذتي،،،، حسب المثل القائل "الزين ما يكمل"،
اسمحوا لي بالنقد لكم كأحد القراء الذين يسترشدون بكم في الطرق الضالة ويستنير بكم في الطرق المستقيمة وأصبحت من حبي الشديد للإطلاع على موقعكم بشكل مستمر أصبحت ممن يخافون عليكم وينشد فيكم المثل الضائعة في زمننا هذا.
جعلتم أنفسكم المتنفس لآلاف بل الملايين من مرتادي موقعكم ونسيتم أن كل من يكتب إليكم إنما يكتب إلى متخصصين ولكن ليس بهذا الاعتبار يكتب وإنما يبحث عن ضالته مع من يقدر ويعرف أن ما يجول بخاطره وما يؤرق منامه ليست مجرد أفكار رديئة أو خبيثة وإنما فعلا حقائق باعتباركم على الدراية الكاملة بكل مريض نفسي وكم الضغوط التي يتعرض لها فلا تكونوا بين صفوف من يعتبر نفسه عاقل وتواجهون الشاكي باللوم من أول تعليق إلى آخر تعليق حول مشكلته كأنه يفتري بأقواله،،، واسمحوا لي أن اطرح عليكم بعض الملاحظات:-
1- رأيت في بعض الردود على مشاكل بعض القراء الاستهانة الكاملة بمجرد طرح مشكلته واعتبارهم مبالغين أو يتهيئون مما يعكس بكل تأكيد نتائج سلبية على نفوس البعض منهم.
2- عندما تأتي المشكلة مقتضبة غالبا ما تقابلونها بطلب التفاصيل وتقومون بشرح عدة احتمالات للحلول وهذا كرم منكم،،، وعندما تأتي المشكلة في غاية التفاصيل تقومون بالرد باقتضاب كأنكم تطبقون مثل "الممنوع مرغوب"!!!!!!
3- ألاحظ أحيانا العصبية المفرطة من قبل بعض الأساتذة في الردود وهذا على غير التوقع تماماً لأنكم الملجأ الوحيد للعديد ممن يشكون الاستهجان لتصرفاتهم.
4- نصائح بعض الأطباء تنحصر جميعها في نصائح دينية على الرغم من أن مرسل المشكلة يعلم تماما أي نتائج سلبية أو موقف موضوعه من الحرام والحلال وإنما مجرد أن طرق بابكم وطرح عليكم مشكلته فلا تكون إلا من رغبة صادقة لنية الخلاص منها (الميول المثلية) على سبيل المثال.
اسمحوا لي أن اطرح عليكم مشكلتي باقتضاب لعلي أجد ردًّا مستفيضا من قبلكم (اسمحوا لي بالمزاح):
أنا رجل متزوج ولي أولاد والحمد لله،، تنحصر مشكلتي في أنني شخص غاية في الحساسية أي أني أترجم الإيماءة إلى أقوال وأترجم كل تصرف يصدر أمامي بمبالغة،،، عصبي،، اخترت زوجتي بعناية، وأحمد الله على ذلك،، زوجة مخلصة حنونة طيبة وجميلة،،
أنا أواجه مشكلة مستمرة في رغبتي فيها جنسياً حيث أنني أشكو منذ زمن بعيد من ميول مثلية (للأسف الشديد) ولا أفعل أي شي وإنما فقط تشغل الميول المثلية ومنظر الرجل كل تفكيري وقد تجولت في بعض المواقع الخاصة بالشواذ في الإنترنت وأستمتع بتصفحها وما بها من صور أو كلبات وخلافه،، وإنما على الرغم من جمال زوجتي فأنا لا ارغب فيها جنسيا وإنما أتغلب على ذلك بالعديد من التهيئات حتى أجامعها (كواجب شرعي) وليس كرغبة مني....
أشعر أني أظلمها ولكنها تحبني ولم تشعر لحظة واحدة بأني لدي هذه الميول الخبيثة... كثيرا ما أخشى على حياتي الزوجية وأفكر فيها ملياً حيث أنني أتوقع أن أتوقف عن ممارسة الحب معها مع الوقت،، ولا أعلم كيف أعالج هذه المشكلة،، علما بأنني لدي طاقة جنسية كبيرة ولا أمارس الجنس مع غيرها إطلاقا ولا أعطي نفسي الفرصة لممارسة الميول المثلية هذه،،، فأشعر بأني مكبوت (ما هو متاح لدي غير مرغوب فيه) والمرغوب حرام وأعلم ذلك وأجاهد في حماية نفسي منه.......
أستغفر الله العلي العظيم كثير ما اسأل لماذا خلقني الله هكذا وكأنني منبوذ من رحمته وأشعر بالدونية فيما بيني وبين نفسي أما أمام المجتمع والناس والعائلة فأنا والحمد لله شخص سوي وطبيعي وأتميز بالكثير من المميزات التي تتمناها الأسر الكريمة........
أمنيتي أن احصل على سعة صدركم والتحدث إلي كصديق أو كأخ وليس كطبيب....
أمنيتي لكم بالتوفيق المستمر.
27/12/2003
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، كالعادة، المشاكل المقتضبة تستدعى سرد الاحتمالات ولو على سبيل المثال وليس الحصر، فإليك بعضها:
أعتقد أن سبب كل هذا هو أحاسيس مرهفة مع فقدان الإحساس بالأمان العاطفي مع والدك وبالقبول منه خصوصا لو كان غائباً عنك وجدانياً وعاطفياً في الطفولة... من الممكن أن يكون موجوداً بجسده في نفس الغرفة ولكنه لا يعطى أي مشاعر لأحد، وإذا أنت افتقدت هذا، ولكي تعوض نفسك عن هذا، ولأن هذا صعب المنال في مجتمع شرقي يقول للرجال أن واجبهم هو المشاعر الجافة، آثرت الحلم بالتقارب الملموس المحسوس مع الذكور... وهذا أعطاك بشكل أو بآخر بديلا عن نشوة القرب..
فأدمنت النشوة قليلا وتحلم بتحقيقها في الواقع ولكنك اصطدمت بقوانين الدين والمجتمع... والمأساة الحقيقية هي أن الإشباع الحقيقي لا يمكن الحصول عليه من أحد غير الوالد وحنانه والذي تحول عندك إلى رغبة في الجنسية المثلية (كبديل عن مشاعر الحب من الرجل الأول في حياتك: والدك).
ولهذا فإن المحرك الأساسي للرغبة هنا هو محاولة شراء الحب من أبيك... ولأنه لا يوجد في الأرض من يمكنه تعويضك عن هذا (إن كنت تريده من أبيك) فلن تحس بالإشباع في أي من هذه العلاقات إذا حدثت فعلا.
من جانب آخر، من الممكن أن تكون لديك مشاعر عدوانية ناحية المرأة (ربما بسبب والدتك) والتي تظهر في عدم رغبتك جنسيا في زوجتك.. هل تشبه والدتك في أي شيء؟؟ شكلا؟ أو في طريقة التصرفات؟ أي شيء؟
هل كان هناك ما يتعبك في المعاملة مع والدتك؟؟ هل يحدث نفس الشيء أو شبيهه مع زوجتك؟؟
والسؤال الذي سوف يلقى بعض الضوء على هذا هو ما إذا كنت تريد أن تلعب دور الرجل أم دور المرأة في العلاقة المثلية الخيالية.. أي منهما تريد أن تتمثل به؟
إذا كنت تريد أن تلعب دور الرجل فقد يكون هذا بسبب محاولتك لإعطاء الحب لرجل آخر مع السيطرة أو التسيد عليه وربما إهانته... وإذا كنت تريد أن تلعب دور المرأة فقد يكون هذا بسبب أنك تريد الحصول على الحب من الرجل الآخر(بديل الأب.. ولا أعني أنك تريد ممارسة الجنس مع أبيك).. أيضا المرأة كثيرا ما تستغل الجنس في الحصول على الحب وعلى مزايا أخرى من الرجل إن لم تكن تحبه... احتمالات كثيرة ولهذا نطلب المزيد من المعلومات.
أيضا ليس في خطابك ما يوحى بأنك تحبها على الإطلاق... لماذا تزوجت بها؟؟؟؟ بما أنك تمارس الجنس معها فإنك ولا شك لديك ميول إلى الجنسين.. لذلك لا أظنك سوف تتوقف عن ممارسة الجنس معها... أقول الجنس ولا أقول الحب... أما ممارسة الحب فشيء آخر أعمق وأروع من مجرد ما يمارسه الجسد...
ممارسة الحب تتطلب أن يحتضن الروحان بعضهما البعض ويكون احتضان الجسدين والتحامهما وتناغمهما في الحركة نتيجة ثانوية ومكملة لهذا التعبير.... وهذا يمكن حدوثه على مختلف الأشكال.
ما هو تحديدا الذي يمتعك في المواقع التي تشاهدها على الشبكة (الإنترنت)؟؟ هل مارست الجنس أو ما شابه مع رجل آخر في الطفولة؟
أما عن العصبية والمبالغة في التأويل السيئ فهي تنتج عن رؤيتك السلبية لنفسك وللعالم من حولك (صورة من صور العدوان على كليهما).. وهي أيضا وسيلة للتحكم في الآخرين وإرغامهم على إثبات كم حبهم لك واهتمامهم بك، أرجو أن تتابع معنا، وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز السائل أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الأستاذ علاء مرسي، هو التعليق على الجزء الأول من إفادتك فأشكرك على إطرائك للموقع، كما أشكرك أكثر على الانتقاد الذي عبرت فيه عن أوجه القصور في موقعنا، والذي وضعته في نقاط سأقوم بالتعليق عليها باختصار شديد إلى أن تذكرَ لي الأمثلة:
0 فأما الاستهانة فلا أظنها ممكنة الحدوث وأطلب منك الأمثلة عليها لعل لما اعتبرته أنت استهانة سببا آخر أو تفسيرا آخر من قبلنا.
0 وأما الرد على المشكلة التي تصلنا مختصرة أو مقتضبةً بإسهاب، فعادةً ما يكونُ بسبب اهتمام المستشار بالموضوع فقد تكونُ المشكلة المقتضبة مثلا موضع بحث واهتمام من قبل المستشار كما أننا كثيرا ما نجدُ أنفسنا في حاجة إلى شرح عن المرض بالعربية لأننا نعرف جيدًا أننا أول موقع متخصص في الطب النفسي الإسلامي بعد أن تمت تربيتنا (وأنا أقصد وأعي جيدا ما أقول) في إسلام أون لاين وبالأخص صفحة مشاكل وحلول للشباب، وبالتالي فنحن نشعر أن القارئ العربي المسلم من حقه أن يعرف، فيسهب المستشار في الرد ليعرض الاحتمالات المختلفة لعل صاحب المشكلة يستطيع المتابعة وقد أصبح أكثر وعيا وإدراكا بالأعراض النفسية.
0 وأما أن يتم الرد باختصار على المشكلة التي يستفيض صاحبها في عرضها فسببه هو أن السائل أكرمه الله قد أراح المستشار من ضرورة العرض للمعلومات الطبية.
0 وأما العصبية التي تراها في بعض ردود المستشارين، وأنا أقر بأنها قد تحدث فعلا لكنها لها دائما ما يبررها، وإذا أعطيتنا الأمثلة سنعطيك التبرير.
0 وأما أن يشتمل الرد على نصائح دينية فهذا ما نراه جزءًا من رسالة هذا الموقع الذي نريد أن يكونَ المعروض فيه نواة تتراكم حولها المعرفة لكي نستكمل ما نستطيع تسميته بالطب النفسي الإسلامي، فنحن ننطلق من رؤية للإنسان وللكون تختلف عن الرؤية الغربية، بل وتنفرد عن كل الرؤى بشموليتها لكل جوانب الحياة الإنسانية، وهذا ما يتأكد لنا كل يوم، ونحن ندعو في هذه المرحلة إلى أهمية أن يلم الطبيب النفسي المسلم بأصول الفقه خاصة وبعلوم الشريعة الإسلامية عامة لكي يستطيع ممارسة عمله مع المسلمين، ونرفض الطبيب النفسي الذي يرطن كلمات ومفاهيم ليست منا ولا نحن منها.
بقي فقط أن أحيلك إلى ما ورد على صفحتنا استشارات مجانين، من إجابات تتعلق بالجنسية المثلية في الذكور والتي نحاول ما زلنا أن نصمم برنامج علاج لها يصلح للتطبيق في ثقافتنا الإسلامية، فانقر العناوين التالية:
الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن!
الميول المثلية ووساوس من فقه السنة م
الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء
سجن الميول المثلية: قضبان وهمية!
الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا! م1
الجنس الثالث والنفس اللوامة
تخيلات أم ميولٌ مثلية بعد الخمسين؟
فيتشية القدم والميول المثلية م1
الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم
الخروج من سجن المثلية: د. وائل يتعب نفسيا، م
علي ظهر الخيل: صورة متنوعة لانحراف الرغبة
وفي النهاية ندعوك إلى المشاركة الدائمة معنا، وإلى مناقشة ما تراه في الموقع من أوجه القصور، كما ندعوك إلى مشاركتنا برأيك أنت شخصيا في موضوع الميول المثلية بعد أن تقرأ ما أحلناك إليه من ردود سابقة وأهلا وسهلا بك دائما.
ويتبع >>>>>>>: عتاب وشكوى وميول مثلية م