كلام في الممنوع: الجنس!!
السلام عليكم،
جزاكم الله خيراً على هذه المجهودات الكبيرة، وفرّج عنكم كرب الدنيا والآخرة كما تفرجون عنا كروبنا.
أنا فتاة في العشرين من عمري، أعاني من مشكلتين أساسيتين وهما:
1- الحب والرغبه في الجنس.
2- الطموح والنجاح إلى أبعد الحدود.
سأبدأ بالمشكلة الأولى؛ فمنذ حوالي ثلاث سنوات بدأت أفكر في الجنس وأشعر في الرغبة في ممارسته، لكن الحمد لله كنت دائماً أتحكم في نفسي ولا أمارس العادة السرية لأنها حرام، وفي الفترة الأخيرة أي منذ حوالي خمس أشهر بدأت هذه الرغبة تزداد بشكل يضايقني جداً لدرجة أنني إذا رأيت زوجين معاً أتخيل كيف تكون العلاقة بينهما، وفي الحال أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من هذه الأفكار، لكنها تعاود وتراودني من جديد.
الذي زاد أنني أصبحت أنظر إلى عورة بعض الرجال الذين أتعامل معهم -طبعاً من فوق الملابس وليس مباشرة- وعندما أفيق بعد النظر أحتقر نفسي إلى أبعد الحدود، حاولت أن أقلل مشكلة النظر تلك وبالفعل بدأت أنجح ولكن ليس بالمعدل الذي أريده. أيضاً أصبحت أثار بأقل شيء؛ مثلاً إذا وضعت يدي على بطني فإني أشعر برعشة في جسمي لم أتعود عليها، أو إذا حكت ملابس صدري، أو إذا رأيت مشهد حب، ومثل هذه الأمور… كل هذه الأشياء بدأت بعد إحساسي بفقد أعز إنسان إلى قلبي بعد الله ورسوله وهو حبيبي السابق، فقد غير كل شيء بي لدرجة أن كل من حولي شهد لي بهذا التغير الجذري في طباعي وردودي وتصرفاتي داخل البيت وخارجه، مع الأهل أو مع الأصحاب، الكل أجمع أني أصبحت إنسانة أكثر من رائعة.
أصبحت هادئة جداً، أستوعب عصبية كل من حولي ومشاكل كل الناس الذين أعرفهم أو لا أعرفهم، أصبحت لدي مقدرة على التسامح لم أعرف نصفها من قبل، وصرت متفوقة جداً في دراستي وتقرّبت أكثر من الله عز وجل، وبت راضية عن نفسي بعد سنوات طويلة من الصراع الداخلي مع نفسي، والخارجي مع كل من حولي حتى أقرب أصدقائي… كل هذا تدمر بمجرد أن حبيبي الذي جعلني أحبه قرر أننا لا نناسب بعضنا لأسباب لا أعرفها.
من أهم أسباب حبي له أنه أعطاني ما ينقصني في البيت من حب وحنان وإحساس بمشاعري، فمن الممكن أن أظل ساعات أبكي لا يشعر بي أحد، بالعكس معه فإذا كنت متضايقة من شيء لا يهدأ حتى يعرف السبب ويجعلني أضحك وأنسى كل ما بي. للعلم كل كلامي أنا وحبيبي ليس فيه كلمة حب واحدة، ولكن كل الموضوع هو أننا نتحدث بالساعات في شتى المجالات -عدا الحب- وذلك لأنني لن أسمح بحدوث ذلك.
شعرت بحرقة في قلبي لم أشعر بها من قبل، وكسرت نفسي كما لم يحصل لها من قبل، لم أعرف كم أنا مستعدة أن أضحي بأي شيء من أجله إلا عندما رحل. كل ما أرجوه من حضراتكم أن تدلوني على طريقة أداوي بها هذا الجرح العميق، كيف أتخلص من هذه الرغبات الشديدة التي تصيبني في بعض الأحيان باكتئاب؟ للعلم قمت بعمل تحليل هرمونات ووجد أن هرموناتي عالية جداً وذلك كان عن طريق طبيبة نساء.
أما مشكلتي الثانية، هي الطموح والرغبة في الوصول إلى أعلى مستويات النجاح في شتى نواحي الحياة. فأنا متفوقة في دراستي ومحبوبة من كل أساتذتي في الكلية ومن جميع زميلاتي، وطموحي ليس له حدود، لكن المشكلة أن إرادتي في تحقيق أهدافي وطموحي قليلة، ومن الممكن إحباطي بمنتهى السهولة. لو سمحتم ممكن تقولوا لي كيف أقوي عزم نفسي وأقوي إرادتي وأحقق أحلامي؟
بالطبع مشكلتي الأولى لها أثر سلبي كبير جداً عليّ في الدراسة، حيث أن حبيبي كان دائماً مصدر تشجعي الوحيد، والوحيد الذي كان يهتم ويسأل عني بعد كل امتحان، ويتابع كل أخبار دراستي ويتضايق إن عرف أني لم أحسن تقديم أحد امتحاناتي، يتضايق مني جداً لدرجة أنه مرة عاتبني عتاباً شديداً بكيت معه.
أنا فتاة ملتزمة دينياً بحق، وأحاول دائماً الدعاء وتلاوة القرآن وكثرة الذكر، لكن الشيطان يجري منا مجرى الدم، أنا لا أبرر بل أعترف بضعفي وبنفسي الأمارة بالسوء. بالله عليكم أعينوني على التخلص من هذه الرغبات حتى يأتي الوقت المناسب لخروجها، وإثبات أن الملتزمين ناجحون في الحياة، وأن العودة للدين الإسلامي هو الحل لجميع مشاكلنا.
08/03/2009
رد المستشار
السلام عليكم، أختي الغالية،
أشكرك أولاً على مشاعرك الطيبة وأرجو أن نكون عند حسن الظن دائماً.
بالنسبة لقضية زيادة رغبتك في الجنس، فمعروف أن أصل هذه الرغبة أمر طبيعي أما زيادتها زيادة مزعجة، فغالباً أن هذا بسبب زيادة الهرمونات عندك، ومن الأفضل أن تذهبي إلى طبيب غدد لمتابعة الفحوصات والعلاج حتى لا يسبب لك هذا الارتفاع مشكلات أخرى.
كذلك فإن تعرفك على الشاب الذي ذكرته في رسالتك سبب لزيادة تلك المشاعر، عندك فإن هذه العلاقة الزائدة بينكما لها تأثير على ذلك وإن لم تتكلما في قضية الحب، بدليل أنك شعرت بفقده في قلبك على هذا النحو. فدواؤك إذن يكون بالعلاج الطبي، والابتعاد عن المثيرات مع الانشغال بأمور أخرى محببة لك، والزمن كفيل بمداواة قلبك، وأسأل الله تعالى أن يكرمك بزوج صالح. احرصي على أن تكوني معتدلة في تعلقك بالآخرين في المستقبل، وأن تضعي حداً لمشاعرك حتى لا تكثر جراحك، وقد جاء في الحديث: ((أحبب من شئت فإنك مفارقه)).
أما مشكلة ضعف إرادتك في تحقيق طموحك؛ فطبعاً لإنسان إذا أحب شخصاً يهتم به ويشجعه، فسيكون له أثر كبير على زيادة نشاطه في العمل وعلى عدم الشعور بصعوباته، ومن الطبيعي أن يحس بالتراجع في همته عند فقد ذلك الشخص. ولكن العاقل لا يدع نفسه تنهزم أو يصيبها الهمود والملل، بل يستعين بالله ويعلم أنه يعمل لإرضاء الله ولتحصيل مصالحه في الدارين وليس من أجل فلان وفلان...
ويمكنك أن تشحذي من همتك وتقوي إرادتك من خلال أمور:
1- تحديد أهدافك وباعثك عليها جيداً، وإخلاص نيتك لله، وتذكري أن من اتصل بالله لا يغلبه شيء.
2- حاولي تخيل نفسك وقد حققت تلك الأهداف وعيشي شعور السعادة والراحة الذي سيغمرك عند تحقيقها.
3- اعملي على تجزيء الصعوبات وقسمي أهدافك إلى خطوات ومراحل حتى لا يكبر همّ العمل في قلبك ولكي تشعري بالسعادة والنشاط عند انتهاء كل مرحلة، مما يساعدك على مباشرة المرحلة التالية بهمة أكبر.
4- أكثري من قراءة السيرة المشرفة وتأملي في أخلاقه –صلى الله عليه وسلم- وعطفه وحنانه على أصحابه وأمته عامة إلى يوم الدين، وأكثري من الصلاة عليه بقلب حاضر، وقوي صلتك به وتخيليه ناظر إلى أعمالك فرح لإنجازك، يحزنه تكاسلك وتباطؤك. قال تعالى: ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((حياتي خير لكم تحدثون ويُحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم)). فإذا فقدت من كان يشجعك وينتظر نتائجك، فاعلمي أن سيد الخلق يعلم أعمالك وينتظرك على الحوض، فلا تخيبي أمله فيك...
5- وقبل كل شيء ومعه وبعده استمري على الإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والتمسك بشرعه، فهو ولي المتقين.
وفقك الله وفرّج همك وأخذ بيدك إلى كل خير...