هل يمكن أن أكون طبيعياً...؟
السلام عليكم،
أنا شاب في التاسعة عشر من عمري، بدأت المأساة أو ما لا أجد لها اسماً أو تسمية تصفها في قواميس العالم، فهذه المأساة مرت بثلاث مراحل: أولاً ضرب وتعذيب وأنا في الرابعة، إلى التحرش الجنسي في الخامسة، ثم الاغتصاب وأنا 17 سنة.
حين كنت في الرابعة من عمري كنت في بلد آخر مع عائلتي، وكنت أحيا حياة عادية جداً إلى أن أخذوني معهم لصديق والدي والذي -دون مبرر- بعد أن التقيناه 4 مرات تقريباً أصرّ أن نقيم معه! لا أستطيع حتى الآن حلّ ألغاز عدة في ذلك الرجل؛ كان عصبياً 24 ساعة، ويطاوعه أهلي في كل شيء وإذا تحدثوا عنه لا ينعتوه باسمه الحقيقي بل يقولون "هو"، غير ذلك أنه مسن 40-50 تقريباً وكان يقيم بمفرده، كان يخشى ويخاف أن يعلم أحد أننا معه في شقته، لا أعلم هل هو مجرم أم ماذا! لكن ما صدر منه تجاهي وصمت ورعونة أهلي دمر حياتي.
وصل الأمر به في فترة إقامتنا معه إلى أن يضربني بعصا بعد نزع بنطالي عني أمام أهلي، كان يضربني في جميع أنحاء جسدي ضرباً مبرحاً دون ذنب، وأيضاً له وسائل أخرى كتغطيس رأسي في حوض الاستحمام لفترات متباعدة، كما قام بسكب ماء مغلي على رجليّ أثاره ما زالت باقية على رجلي اليسرى لكن الحمد لله أخف بكثير، فقد ظلت رجلي مشوهة 3 سنوات إلى بدات تتحسن.
أيضاً جاءتني حالة من التبول اللاإرادي؛ ذات مرة ضربني فتبولت فقام بإجباري على أكل فضلات "براز"، لكن وقتها لم يكن أهلي بالمنزل بل تركوني معه -إهمال بالطبع-. كل هذا وأنا طفل لا أفقه شيئاً، ووسط صمت ورعونة من أهل لا يفقهون في التربية شيئاً. مرّت الأيام السوداء إلى أن ذهبت لبلدي الأصلي، وقتها وبسبب مشاكل بشقتنا أقمنا عند أقاربي بشكل دائم، كنا كعائلة واحدة إلى أن آتى يوم مشؤوم تحرش فيه قريبي جنسياً بي؛ كنا نلعب فأخبرني أن هناك لعبة جميلة يجب أن يلعبها الأقارب سوياً، وبعدها تحسس جسدي فلم أفكر بشيء أحسبها لعبة، إلى أن بدأ ينزع ملابسي فقلت له عيب لكنه قال هي لعبة يجب أن يلعبها الأقارب، كان حينها يلامس قضيبه شرجي فقط إلا أنه لم تعجبه الممارسة هكذا فقرر أن يطورها بعد ذلك، بدأ بإدخال إصبعه فتألمت فقلت له أنه كذاب لأني لم أستطع تحمّل الألم وتصورت أن كيف مرّ جميع من حولي بهذه اللعبة؟
فقال أنه يجب أن أتماسك فتحملت إلى أن أدخل إصبعين وهكذا إلى أن أدخل رأس قضيبه بشرجي مما سبب لي ضعفاً بعضلة الشرج وقتها وحتى كبرت. بدأ قضيبه يكبر أيضاً فذات مرة تمكن من تكتيفي وإدخال قضيبه بالكامل وكنت حينها المرحلة الإعدادية، كان عندي ضعفاً تاماً بالشرج وقتها وكنت قد اعتدت على الجنس الشرجي وأصبح إدماناً، فكنت أمارس العادة السرية على أني فتاة أو بنت (هذا ما يؤلمني وأريد الخلاص منه). بالطبع كان في المدرسة شواذ كثر لكني لم أصاحبهم، بل لم أكن صديقاً لأحد، وكنت منبوذاً بينهم.
أشعرني ذلك بالنقص وعدم الثقة بنفسي وكنت فقط مع قريبي، فقد درست عن الإيدز ومخاطره وتلك الأمراض، وبعد ممارسة العادة الجنسية كرهت الممارسة الفعلية وبدأت أكره الجنس رويداً رويداً إلى أن سافرت مرة أخرى لأدرس الثانوية خارج بلدي. هناك مرت السنة الأولى والثانية بسلام تام حتى نهاية الفصل الدراسي الأول من السنة الثالثة، وبدأت المشكلة في الفصل الدراسي الثاني، حيث بدأت مجموعة من زملائي في الفصل بالعراك معي بدعوى أني سببت شخصاً في غيابه سباباً شنيعاً -لكن هذا لم يحدث طبعاً-، وفي فترة الانصراف وجدتهم متجمعين بنية الشجار معي لكني استطعت الدفاع بشكل جيد، وقمت بضرب ذلك الشخص ثم هربت منهم بعد أن تركتهم وأرادوا الانتقام، وذهبت منزلي بشكل عادي بعد أن كنت أعاني من ضربات بجميع جسمي، فعددهم أكثر5-7 أشخاص.
اليوم التالي حدث شيء عجيب؛ وجدت ثلاثة رجال اجتمعوا، وحين رأوا ذلك الشخص يريد الشجار مرة أخرى انضموا إليّ وقمنا بضربه ومن معه، وانتهى الأمر، فسألتهم من أنتم قالوا أنهم يكرهون هذا الشخص الذي يحسب نفسه قوياً وقد ضربوه سابقاً، فشكرتهم وأخبروني لو واجهت مشكلة معه أن أخبرهم، فشكرتهم مرة أخرى وسلمت عليهم واتجهت لمنزلي بشكل عادي جداً. في آخر يوم دراسي بالأسبوع وجدت شخصاً آخر يناديني فذهبت إليه فسألني عن حالي وأخباري وإن كنت تعرضت لمقايقة من أحد، والمزيد من الأسئلة وهذا الحديث، فأجبته وشكرته على ما فعله هؤلاء الثلاثة، وودعته أن ارحل، لكنه طلب البقاء معي فأخبرته بأني مستعجل وذاهب لمنزلي فاقترح أن يتمشى معي.
أخذنا نتمشى في شوارع مزرية (كان الحي مقززاً)، فدعاني لمنزله فشكرته وتعللت باستعجالي فأصر، فقلت له: "خمسة دقائق وأذهب"، فقال لي: "موافق" فذهبت معه وبدأ يتحدث معي بشكل عادي إلى أن فجأة بدأ يتحسس جسدي من صدري أولاً فدفعت يده وقمت فسحبني من يدي وأخبرني أن هناك المزيد بالخارج وأنه سيخبر الجميع بضربي وأشياء من هذا القبيل إن لم أوافق، وليس هذا فقط بل سيتناوبون في ممارسة هذا الشيء بي فأخبرني أنه لن يخبر أحداً وأقسم على ذلك فرضخت لطلبه وقلت لنفسي خسارة واحدة خير من ألف.
طلب مني أن أتخذ وضع القرفصاء فوافقت، وأنزلت الجزء الأسفل من ملابسي، وبدأ يدقق النظر بفتحة شرجي ثم قال لي أنت "مفتوح” أي مارس معي شخص من قبل فأجبته بالنفي فاتهمني بالكذب، وأخرج قضيبه وبدأ يبلله ثم بدأ بإدخال قضيبه في شرجي إلى أن أفرغ منيه بداخلي، كنت وقتها أشعر بالذل والمهانة وأني مكسور النفس، وبالرغم من أن ميولي شاذة إلا أني لا أحب تلك الممارسة فقمت بعد أن أنتهي وخرجت لأقرب حمام لكي أنظّف نفسي، ثم بدأت أعاود البحث إلى أن وجدته بعد رحلة بحث طويلة لكن وجدت حوله تجمع كبير من أصدقائه فسار مسرعاً وساروا معه جميعاً إلا اثنين، فقررت أن أذهب لمنزلي أفضل إلا أنه آتى واحد من الاثنين وأخبرني أذهب معه فرفضت وقلت له أني لا أعرفه وأن يتركني بحالي لكنه أصر أن أذهب معه بهدوء، مع الإصرار عرفت ما يعرفه وبالطبع أصابني الجنون، لكن قلت ما دام هذا فقط وصديقه أفضل أن أساير الموقف وينتهي الموضوع اليوم، وأخذوني لمنزل مهجور كله قذورات ورائحته لعينة وقرروا تركي هناك.
عدت لمنزلي وطوال الطريق التفكير يعصف بي: هل هذا الشخص مريض بمرض معدٍ مثلاً؟ وهل سينتقل لي المرض؟ بالإضافة للاكتئاب والمزيد من الأحاسيس المحبطة... دخلت غرفتي أفكر من السبب من جعل شخص كهذا يسبني؟ وهكذا بدأ شريط حياتي يدور أمامي، وطبعاً شريط كهذا كله سواد؛ فلم أشعر أني قوي ذات يوم أو أني رجل كأي رجل، وكلها أشياء محبطة، استسلمت لأني عديم الفائدة في الحياة، وكان حلمي أن يتسني لي فرصة للانتحار ففكرت في الأمر بجدية، إلا أن الحياة أرحم من عذاب جهنم! فاستسلمت لضعفي حتى موعد الغداء فتغديت ونمت مستسلماً لتعبي وضعفي. صحوت مساءً لأعاود التفكير في الأمر، كل مراحل تفكيري لم تهدني لشيء غير أن وساوس الشيطان تخبرني أني شاذ وهذا الاغتصاب هو .
مرت الأيام وهذا التفكير العقيم لا يتركني، في نهاية الأسبوع التالي خرجت من مدرستي كالمعتاد فإذا بزعيم هؤلاء الأوباش بانتظاري وطلب مني مرافقته، قلت له: "ماذا تريد؟" فرد بأني أعلم جيداً ماذا يريد. ذهبت معه بالطبع فلا طاقة لي بالشجار مع شخص كسر ذراع الكثير ويحمل سكيناً دائماً ويتعاطى المخدرات مثلهم… إلخ. طلب مني أن أنحني على ذراع كنبة بمذلة ثم ذهب دقائق وعاد بعلبة من الكريم "الفازلين"، أنزل الجزء السفلي من ملابسي ودهن قضيبه إلى أن انتهى وأنزل منيه بداخلي، طلبت منه الذهاب إلى الحمام فرفض وبدأت أرتدي ملابسي استعداداً للذهاب إلى منزلي فرفض أيضاً، قلت له: ماذا تريد؟ قال: "انتظر دقائق وسأعود" ظننت أنه يريد التأكد من خلو الصالة مثلاً فانتظرت إلى أن دخل عليّ شخص فارع الطول طلب مني أن أنام على بطني فرفضت وبدأت أصرخ به لكن لا مفر، فقام أيضاً بممارسة ذلك الشيء معي -كل هؤلاء لا يرتدون واقياً طبعاً مما يجعلني أيضاً أخاف من الأمراض- حتى انتهى وإذا بهم يأتون بثالث ورابع وخامس حتى تناوب عليّ كل من كان البيت.
ذهبت لمنزلي والحسرة تحرقني، أريد أن أنتهي من الحياة كلها، وفي اليوم التالي أتاني الشخص فارع الطول وقام بإيصالي لمنزل شخص آخر فعل بي هو وإخوته وصديق لهم -ومنهم مدرس "تربية إسلامية" للأسف- واستمر ذلك الحال لنهاية الدراسة بالثانوية بين الحين والآخر بشكل شبه يومي؛ يجبرونني على ممارسة جميع أنواع الجنس معهم، منهم من يدخل قضيبه بشرجي، ومنهم من يطلب أن أمص قضيبه، ومنهم من يدخل أشياء بدبري... هم مرضى نفسيون.
في البداية حين مورس معي هذا الشيء كنت أشعر بالألم في الشرج وتسبب في تشققات إلى أن اتسعت عندي فتحة الشرج وأصبحت لا أشعر بها، فما كانوا يفعلونه بي وعدد الممارسات اليومي والأشياء التي يدخلونها بي مثل جزء كبير من شماعة ملابس... إلخ قتلت إحساسي بالألم في تلك المنطقة. استسلمت إلى أني شاذ، كما تراودني أحلام اليقظة وأنا غير نائم، أعيش على أني مع أناس طيبين يحبونني وأحبهم وأساعدهم ويساعدونني لكن كله سراب.
حين كنت بالابتدائي -أول سنة- كنت طالباً متفوقاً وتم تكريمي بعد أن كان معدلي 100% لأني لم أبالي بالتحرش، وكنت على خلق وأقيم صلاتي وأقرأ القرآن، لكن الآن بعد أن أفسدني ذلك الشخص انتهت حياتي للأبد، فمهما أصلحت لن أكون أبداً كالماضي للأسف. منذ أيام الاغتصاب تلك وأنا أشعر برهبة من الإصابة بالإيدز والموت والعذاب فقررت أن أخبر أهلي بموضوع قريبي لأني أخشى أن يتكرر هذا الشيء لأخي الصغير بعدما رأيت علامات لا تريحني في تصرفاته، كما أني تعبت جداً وأعاني اكتئاباً شديداً، أريد أن أذهب لطبيب نفسي وجسدي، فأنا الآن أجد منياً يخرج من شرجي دون سبب!
أريد أن أصلح نفسي وأصلي وأكون شخصاً جيداً لعلي أكسب الآخرة، فقد شلّ تفكيري: هل أخبرهم؟ خصوصاً أن والدي مريض ووالدتي تعافت من مرض لعين بعد استئصالات وأشياء أخرى، أريد أن أصلح كل شيء، بالإضافة إلى أني أكرههما فعلاً وأرفض أي شيء منهما، فعدا عن الإهمال في تربيتي يبخلان عليّ بأي شيء، يشتريان لنفسيهما مكيفاً جديداً وغرفة نوم جديدة، وأنا أنام على سرير مكسور في الحر الشديد هنا في هذا البلد، مكيفي قديم من 15 عاماً والمرتبة للسرير ممزق... أعيش عيشة قذرة معهما، فمن قراراتي أن أتخرج وأن أبني نفسي بنفسي، وأتعالج وأتزوج وأحيا حياة طيبة بمالي الخاص، فعائلة كهذه أقذر ما ما رأيت في حياتي.
أريد منكم النصح والتوجيه، هل أخبر أهلي بموضوع قريبي؟ هل أنفصل وأعيش ببلدي من الآن وأتركهم؟ لأني سئمت الحياة معهم وهم يرفضون أن أنفصل لكن سأخبرهم لو لزم الأمر، هل يمكن علاجي الجسدي والنفسي أم أني حالة ميؤس منها؟ علماً بأن مستواي الدراسي متدهور جداً من سنة أولى بالجامعة لثاني سنة، وبقي لي عامان. أريد أن أبتعد عن أهلي فهم المتسببين في ذلك بسبب إهمالهم، فطوال عمري أخشى إخبارهم بشيء لئلا يعنفاني، لكن قررت كسر هذا الشيء ولو قام أحد برفع صوته بوجهي أن أردعه وأن أكتفي بما مرّ من الضعف، لكن هل إخبارهم صواب أم لا؟
أرجو الإجابة بشكل عاجل، هل يمكن أن أكون طبيعياً؟ وكيف؟ أأخبرهم أم لا؟.
جزاكم الله خيراً، "أرجو الرد العاجل لأني أحتاجه بشدة لصنع قراري النهائي بشأن الموضوع".
08/03/2009
رد المستشار
الأخ الكريم، السلام عليك ورحمته وبركاته،
استشارتك لنا تحتوي على أربعة أقسام رئيسية:
الأول: علاقاتك الأسرية.
الثاني: المثلية الجنسية.
الثالث: بعض المظاهر المرضية النفسية مثل خروج مني من فتحة الشرج، والخوف من العدوى بالإيدز وخلافه.
الرابع: رغبتك في الذهاب لطبيب نفسي وإصلاح نفسك.
أخي الكريم،
أنت عرفت اللذة من خلال الممارسة الشاذة التي شذّت عمّا غرسه الله فينا من غريزة يرتبط إشباعها السويّ بمتعة ولذة جسدية ونفسية، وأن هذه المتعة واللذة ليست غاية في حد ذاتها ولكنها هدف للتناسل الذي يحافظ على بقائنا كجنس بشري خلقه الله لعبادته.
وسواء كان خروجك على النص الفطري جاء بأخطاء تربوية أو إهمال من الأهل -وقد أسهبت في سرد ذلك- فالنتيجة أنك اعتدت على هذه الممارسة، ثم تطور الأمر حتى قلت "فاستسلمت أني شاذ"، و"اعتدت على الجنس الشرجي وأصبح إدماناً، فكنت أمارس العادة السرية كأني فتاة أو بنت". ثم الإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس، ثم رضوخك للعلاقات التي وصفتها وصفاً قد يحتاج إلى مراجعات كثيرة من طبيبك النفسي الذي ستذهب إليه –إن شاء الله-.
لو عدنا إلى الأقسام الأربعة التي قسمنا بها استشارتك الطويلة وسألتك عن أهم قسم تبدأ به رحلة العودة فماذا تختار؟! طبعاً الاختيار الرابع وهو الطبيب النفسي.
أخي الكريم،
أنت الآن كشخص قصد في سفره الإسكندرية واستقل القطار بالفعل ثم حدثت له ظروف سيئة ووجد نفسه في أسوان، والعودة إلى الطريق الأول السوي والصحيح يحتاج إلى مرشد، والمرشد هنا هو الطبيب النفسي الذي سيبدأ معك رحلة لسرد ذكرياتك وتفاصيل حياتك من البداية، ويستوثق من أصل الحكايات، ثم يبدأ معك رحلة العودة محطة محطة، حتى ترجع إلى المسار الصحيح.
أما باقي الأقسام التي ذكرتها -ورغم أهميتها- لا يمكن لها أن تناقش فرادى بعيداً عن العلاج النفسي الفردي. فلا تدخل نفسك الآن في تفاصيل، وأعدّ العدة للذهاب لطبيب نفسي ليساعدك في اتخاذ القرارات المناسبة.
كنت آمل أن أمد لك يد المساعدة أو النصح، ولكني لا أملك لك صدقأً نصيحة أفضل من الإسراع للطبيب،
وسنسعد لسماع أخبارك السارة قريباً.
والله الموفق...