السلام عليكم،
إخواني القائمين على هذا الموقع الرائد الذي أصبح ملاذ كل مضيوم ومتنفس كل مكروب بعد رب العزة والجبروت، شكر الله لكم وأثابكم.
لقد عانيت منذ الصغر من اعتداءات جنسية من معلمين وطلبة يكبرونني سناً، بدأت في الرابعة وانتهت في العاشرة تقريباً، ولكن لم يكن هناك إدخال للذكر في الدبر إلا مرة واحدة فقط.
عندما بلغت فعلت اللواط بشخص، وكنت أنا الفاعل دائماً، ولم يكن فعلي هذا محبة للشذوذ ولكنها معصية تغالبت فيها الشهوة مع الشيطان وعدم القدرة على توجيهها بالطريق الصحيح أي الزواج، فما كان مني بعد أن كثر هذا الفعل مني إلا أن أبحث عن فتاة أحبها وأوجه هذه الشهوة في الطريق الصحيح. وجدت الفتاة ولكن حاجز الخجل كان أقوى مني بكثير وابتعدت عنها رغبة في نسيانها ومرضت مرضاً شديداً، ثم استعدت عافيتي من جديد وقررت أن أعيد الكرّة، وبالفعل ولكن الخجل زاد أكثر من السابق حتى بدأت اشك في قدرتي على احتواء هذه العاطفة والأحاسيس، وهنا بدأت لاشعورياً بمحاولة إيجاد تفسير منطقي لما يحدث معي وليتني لم أفعل.
لقد فتح عقلي جميع ملفات الماضي -التي كنت قد نسيتها تماماً وزال تأثيرها عليّ- وربطها بما يحدث معي فازدادت معاناتي سوءاً حتى اضطررت لتفريغ ما في نفسي لأي شخص أثق به وليتني لم أفعل.
حكيت لقريب لي وأنا في لحظة ضعف وانهيار وبشكل سطحي عن أني تعرضت لمشاكل في صغري، فما كان منه إلا أن انهال عليّ بالشتائم والسباب، وكان مفادها أني لست رجلاً (مخنث) لأن الذي يعتدى عليه في صغره ليس برجل، أما الذي يعتدي على الآخرين فهو رجل، وهذه القاعدة بمثابة عرف وعقيدة بالنسبة لبيئتنا السقيمة المنحرفة. كنت تجاوزت هذا التفكير وتغلبت على نفسي حتى رضيت بها ورضيت بي، ولكني بدأت أفكر فيما قاله لي، ولكم أن تتخيلوا مدى الاضطرابات التي مررت بها وأحسستها كخناجر تطعن في قلبي، وزادت حدة الاضطرابات بشدة؛ فمن انعدام التواصل البصري إلى تخبط في المشي إلى فقدان التفكير السليم إلى الشك في الذات... إلخ.
مع كل تلك الاضطرابات كان كلام الشخص يتردد في أذني، ويقويه ويؤكده سلوكي اللاإرادي، وبدأ يتسرب شيئاً فشيئاً حتى بدأت أصدقه في نفسي، ولك أن تتخيل التغيير الكبير في الشخصية والانحطاط في التفكير وانعدام الثقة في النفس تماماً والتشوه العقلي الخطير.
باختصار، أريد أن أصبح شخصاً سويّاً في سلوكي وتفكيري ومعتقداتي، أريد أن أستعيد نفسي، أشتاق لقلبي الضائع المنهوب... المسألة برأيي عقلية بدرجة كبيرة.
أرجوكم أفيدوني كيف أستعيد الثقة بنفسي تماماً في هذا الموضوع وأصبح طبيعياً جداً، هل أدرّب عقلي أم نفسي أم ماذا؟.
تخيلوا أن شخصاً يفعل به اللواط لمدة أربعين عاماً ثم يفضح على مرأى من الناس جميعاً، كيف سيكون سلوكه وتفكيره؟
أنا مثله ولكن مع وقف التنفيذ (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله).
08/03/2009
رد المستشار
الابن العزيز "محمد ا س"،
أهلاً وسهلاً بك. لديك خبرة تحرش جنسي من الذكور في الطفولة قبل بلوغك الحلم، ولديك خبرة جنسية شاذة كنت أنت الفاعل فيها بعد البلوغ، وواضح أنها كانت بسبب غياب الفرصة للوصول إلى أنثى بدليل أنك حاولت دائما الابتعاد عن هذا الشذوذ والتوجه ناحية الإناث.
أرى قلقك ومخاوفك وخجلك المفرط من الإناث وتأثرك البالغ بأفكار قريبك وردة فعله تجاهك وإعطاء ذلك أهمية مفرطة من جانبك، هذه هي محركات مشكلتك الحالية، أرى أنك تحتاج بعض جلسات العلاج المعرفي السلوكي للتعامل مع خجل أو رهاب الإناث الذي يبدو عائقاً متكرراً يفسد محاولاتك التقرب من الإناث بغرض الزواج. ولا ندري هل تقتصر الأعراض التي تصفها بقولك: (زادت حدة الاضطرابات بشدة؛ فمن انعدام التواصل البصري إلى تخبط في المشي إلى فقدان التفكير السليم إلى الشك في الذات... إلخ.) على التواصل مع الإناث أم هي متعممة؟.
أيضاً، ما معنى أن كلام الشخص يتردد في أذنك؟ هل تقصد أنه يتردد كصوتٍ تسمعه في أذنيك أم تقصد الكناية فقط عن تذكر كلماته وآرائه؟؟ مهم أن نعرف المعنى. على كلٍّ ليست صحيحة آراء قريبك ولا مفاهيمه عافاه الله وأصلح حاله، ولا يصح منك أن تتأثر بها إلى هذا الحد يا ولدي.
راجحة عندي سلامتك العقلية يا "محمد ا س"، وواضح عندي كذلك سلامة توجهك الجنسي، أنت تعرف أن مجتمعاتنا فيها كثير من المفاهيم المغلوطة خاصة فيما يتعلق بالحياة الجنسية للناس أطفالاً وكباراً وليس يجديك أن تشغل نفسك بكلام قريبك ذاك.
كثيراً ما تتسلط الأفكار المولدة للقلق والخوف -وربما معها بعض الأعراض الجسدية- على الراغبين في التخلص من شذوذهم بأي شكل يحول بينهم وبين المضي في الطريق الصحيح، فهناك من يشعر بالضيق والاختناق مثلاً عند زيارة العروس أو التواصل معها عبر الهاتف، وهناك من يحدث له ذلك عند مواجهة الإناث أو محاولة التواصل معهن، أو غيره من أعراض القلق والتوتر، وهناك من ينشغل بأنه لا يشعر بالإثارة الجنسية في وجود العروس، وهناك من تتسلط عليه فكرة أنه سيعجز عن الأداء كرجل أو كذكر، وهكذا... ولكن كل هذا وغيره قابل للعلاج يا ولدي.
ما يقلقني هو تشبيهك الأخير والذي تشير فيه إلى الفضيحة، هل تخاف من الفضيحة أي أن يفضحك قريبك؟،
غير واضح بالنسبة لي كذلك ما هو سلوكك اللاإرادي الذي يؤكد كلام ذاك الشخص؟ وما معنى أنه بدأ يتسرب إلى نفسك وبدأت تصدقه؟.
تستطيع بكل تأكيد أن تستعيد ثقتك بنفسك وسلامة سلوكك، ولكن لا بد من زيارة لطبيب نفساني ذي خبرة بالعلاج المعرفي السلوكي لتشخيص وعلاج حالتك.
واقرأ على مجانين:
ليس شذوذا جنسيا بل وسواس قهري م
ليس شذوذا بل؟: مرة أخرى!
صدقت في قولك: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"، ليتك تنفذ الأمر الموجود في الآية فلا تطع إلا اتجاه سبيل الله، ومنه أن تحرص على العلاج الناجح لحالتك على أن تهمل كل الآراء القائلة بعدم جدوى العلاج، ومنه أن تهمل -إن استطعت- كل ما حكيته لنا من اضطرابات ومخاوف، وتطرح كل الآراء القائلة بعجزك وتتزوج فالزواج سيساعدك كثيراً إن شاء الله، فإن وجدت أنك عاجز عن مواصلة الطريق وحدك دون مساعدة راجع طبيباً نفسانياً،
أهلا وسهلا بك وتابعنا بأخبارك.