بخاف من البنت دي بالذات
مساء الخير
أحببت بشدة أن أشارك الأخ الكريم في مشكلته، فعندما كنت أقرأ عباراته شعرت وكأنه أنا، باختلاف نوعية الجنس، كما لو كان نظيراً!.
فتقريباً معظم أحاسيسه والأحداث التي عاشها مررت بها وعشتها بتفاصيلها المؤلمة والمحطمة؛ نفس الخجل، أو بالأحرى الرهاب المتمركز من شخص معين، على الرغم من أن نفس الآخرين قد لا يحركوا بي شعرة.
نفس الخوف من الله من فعل شيء محرم يغضبه. نفس الطرف الآخر الذي تكاد تقسم أنه يحبك لكنه يواجهك ببرود شديد. نفس التراجع في الدراسة، ونفس الطاقة الكامنة التي يجثم فوقها الاكتئاب. نفس النظرات المختلسه للحبيب، ونفس الانتظار الممل الذي لا أمل من ورائه، انتظار خروج أو دخول الحبيب لمكان ما.
أخي الكريم،
ما تعانيه صعب، وأنا خير مجرب لهذه الأحداث، فكما قالت لك الأستاذة أميرة عليك بالعلاج النفسي، حيث أنه كان نفس مصيري إلى لحظة كتابتي لهذه السطور.
كما أن هناك طريقة، وإن فيها صعوبة، لكني لجأت إليها أمام خجلي من الطرف الآخر؛ تستطيع أن تكتب لها رسالة تصارحها فيها بكل شيء، وأنك تريدها بالشرع وليس مجرد علاقة لا يقرها الدين، واختمها إن كان جوابها بنعم فلتترك لك الرد على إيميل أو بمكتوب تتركه لك في مكان معين، كأن يكون نفس الكتاب الذي أعطيتها إياه وبداخله الرسالة، وإن كان جوابها "لا" فلترد لك الكتاب فارغاً بلا رسائل أو تقول لك ذلك صراحةً، ووأخاف أن يكون هذا جوابها الآخير، لأنه تقريباً نفس ما حدث لي، لكن كن مستعداً للأسوأ إن كان كذلك فقد تتحطم نفسياً واجتماعياً بشدة كما حصل لي.
وشكراً
أختك في الله: حطام فتاة.
5/2/2009
رد المستشار
سلمت من الحطام يا ابنتي،
لقد أفاض الله عليه سبحانه بنعم كثيرة منها نعمة الإرادة ونعمة التغيير، وكذلك نعمة التقدم العلمي في الناحية النفسية التي باتت تنقذ الكثيرين من البشر بفضله وحده، فلا تيأسي واعزمي على التغيير، واذكري أن التغيير يحتاج لوقت وجهد ولكنه يؤتي بثماره ولو بعد حين. في الحقيقة لا أحبذ فكرة الرسالة لأن المهم ليس فقط القدرة على التعبير والتواصل ولكن الأهم ماذا بعد الاعتراف؟ هل هناك استعداد للزواج أم ستتحول تلك المشاعر لقصة حب مطوية سببت لنا الكثير من الآلام.