السلام عليكم ورحمة الله
أنا ماسوشي من الناحية الجنسية، وقد قرأت كل ما جاء في موقعكم الجميل عن هذا الموضوع ووجدته ينطبق عليّ، مع العلم أنني لم أمارس الجنس قبل الزواج، أو حتى بعده!!! كل ما كنت أفعله من الطفولة حتى الآن مجرد تخيلات قبل ممارسة العادة السرية.
تزوجت ولكن لم أمارس الجنس مع زوجتي حتى الآن لعدم حدوث انتصاب، فأنا لم أشعر بالإثارة من الوضع الطبيعي. كل الفحوص الهرمونية والأشعة على القضيب أظهرت أنني سليم 100% من الناحية العضوية، ولكن أنا أعرف مشكلتي ويبدو أنها تطورت مع الوقت حتى أصبحت كارثة. قد سافرت إلى العمل دون أن أجامع زوجتي مع اختلاق الكثير من المبررات الواهية حتى نلتقي مرة أخرى.
هل من علاج لحالتي؟
أم أن الحالة أصبحت متأخرة بسبب عدم الانتصاب إلا بتخيل وضع ماسوشي مع امرأة؟.
22/03/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك يا حضرة المهندس "محمد" على مجانين. دائماً هناك أملٌ إن شاء الله في العلاج، ونجاح العلاج من عدمه يعتمد على وجود الرغبة الحقيقية فيه والاستعداد للصبر والمثابرة. أقول لك الرغبة الحقيقية في العلاج لأن من رأيتهم في مثل وضعك -أي بعد الزواج- من المازوخيين غالباً ما يكونون أقرب إلى الرغبة في إشراك الزوجة في تخيلاتهم ورغباتهم المازوخية منهم للرغبة في العلاج، فأرجو ألا تكون مثلهم، ومن المهم أن تعرف أنت وزوجتك أن مشوار العلاج طويل وصعب وليس مضمون النتائج لأن هذه هي طبيعة الاضطرابات الجنسية الاندفاعية.
جرت العادة فقهياً عندما يسأل الفقيه عن حكم المازوخية أو السادية أن تكون الفتوى بالإباحة ما دام هناك رضا متبادلاً من الطرفين، وما دام هناك اجتناب للحرام (الاتيان في الدبر والإيلاج أثناء الحيض)، ولأن الفقهاء القدماء لم يتطرقوا لمثل هذه الحالات من المازوخية والسادية والأثرية وغيرها -ربما لأنها لم تكن موجودة، وربما لأن أصحابها كانوا لا يصرحون بها-، وكنا نرد على السائل بأن ما تفعلهُ أنت وزوجتك في غرفة نومكما هو شأن خاصٌ بكما ولكن لذلك شروط أهمها: أن تقتصر علاقتك الخاصة جداً مع زوجتك عليها وحدها، وأن تجتنبا الحرام المعروف في العلاقة الجنسية.
إلا أنني بعد سنوات من العمل كطبيب نفسي ومستشار إليكتروني أجد أن آراء الفقهاء هذه تحتاج إلى مراجعة، فما غفل عنه رأيهم هذا ليس أمراً هيناً بأي حال، ذلك لأن خبرتنا العملية تفيد وتثبت أن الاستسلام لأي من تلك الانحرافات دائماً ما يؤدي بصاحبه إلى الانزلاق إلى غيره، وغالباً ما يصل به إلى الحرام أو ما تستنكفه النفس السوية. بكلمات أخرى تحتاج المسألة إلى ضبط فقهي أكثر إلماماً بطبيعة تلك الانحرافات الجنسية ومآلاتها المرضية، وهذا ما أغفله الحكم القديم الذي اعتمد على قاعدة أن الأصل في الأشياء أنها حلال والأصل في علاقة الزوجين أن تشبع الطرفين دون الوقوع في الحرام المعروف، هذا غير كاف من وجهة نظر الطب النفسي.
ومن المهم أيضاً أن تكون على وعي بأن المشكلة لن تقتصر بالتأكيد على المازوخية لأن المعتاد والشائع الغالب ليس أن توجد المازوخية أو أيٌّ من اضطرابات التفضيل الجنسي منفردة، بمعنى اضطراباً واحداً في المريض الواحد، وإنما الشائع هو أن تجتمع خلطة اضطرابات تفضيل جنسي في كل مريض، وعادة لا تقل عن اضطرابَيّ تفضيل جنسي في المريض الواحد، وتصل أحياناً إلى خمسة اضطرابات تفضيل جنسي في كل مريض.
إذن، ليس معنى أنك لم تمارس الجنس قبل الزواج أن المشكلة بسيطة! ذلك أن استمرارك واستمراءك لتلك التخيلات أثناء مراهقتك وما تلاها ليس بذي التأثير الهين على مخيلتك الجنسية، ولا أظنك ستقول لي كنت أحسب هذا أمراً عادياً، فأنت بالتأكيد كنت تعرف أن هناك انحرافاً ما ولم يكن من العدل أن تخفي ذلك عمّن اتخذتها زوجة، فما يبدو لي وأخمنه -بناء على خبرتي مع عديد من الحالات- هو أنك لم تذكر شيئاً لزوجتك حتى رغم حدوث الفشل في الانتصاب في فترة الزواج الأولى، بدوت بريئاً مصدوماً وبدأت في رحلة الفحوص الطبية التي تثبت أنك سليم من الناحية العضوية، كان الأصح أن تخبرها منذ البداية وتطلب العلاج.
على كل أرى أن تخبرها بالحقيقة كاملة ولها أن تختار، وعليك بعد ذلك أن تسارع في طلب العلاج.