مساء الخير؛
أتمنى أن أجد حلا لمشكلتي لديكم.
أنا طالب في السنة الأولي من الثانوية العامة، تعرفت على زميلة على النت وأحببتها جدا وهي أيضًا على ما أظن. لكنني من كثرة تفكيري فيها أهملت المذاكرة تماما ولم أعد أدري ماذا أفعل؟؟؟
وهي أيضًا مسلمة وأنا مسيحي!
فما هو الحل مع أن أنا أحبها جدا؟؟؟؟
13/12/2003
رد المستشار
ابني الكريم: أهلا وسهلا بك زائرا لموقعنا مجانين، ونشكرك على حسن ثقتك بنا، وأسمح لي أن أرحب بك ترحيبا مكثفا لعدة أسباب:
أولها: أنك حسب ما ذكرت من بياناتك من نفس بلدتي، وأن سنك مثل سن ابني عبد الرحمن، ولذلك فقد شعرت وأنا أقرأ رسالتك وأنا أكتب لك أنني أحاور وأناقش ابني الحبيب وصديقي المقرب، المهم أنني عندما تلقيت رسالتك رجعت سنوات للوراء وقلت: آه، إنها نفس المشاعر الغضة البريئة، مشاعر الشباب حينما يقرص قلوبهم الحب ولأول مرة، فما هو الحب؟ وما كنهه؟ وكيف يصيب القلب بدون أن يعي القلب ما يحدث به؟
أسئلة حار في الإجابة عنها العقلاء والحكماء، ليبقى الحب لغزا من الألغاز لا يخضع لمنطق ولا يستسلم لضوابط العقل، وليبقى يدغدغ قلوب من هم في مثل سنكم ويؤرق مضاجعهم ويمنع النوم عن عيونهم، ولكن لأن الله خلق الإنسان وميزه بالعقل، هذا العقل القادر على الاستنباط والذي ميزه الله بالقدرة على الاستفادة من تجارب السابقين عليه أن يحاول ضبط القلب وكبح جماحه وذلك بأن يعلمه من حقائق الحياة ما غاب عنه، ومن هذه الحقائق ما يمكننا أن نلخصه في النقاط التالية:
1. أنت الآن تمر بمرحلة يسمونها مرحلة المراهقة (وإن كنت لا أحب هذه التسمية لأنها مشتقة من رهق أو أتعب، والشاب في مثل سنك لا يكون مرهقا ومتعبا إلا إذا لم نحسن التعامل معه)، والمهم أن هذه المرحلة تتميز بالميل للجنس الآخر، وبمعنى أوضح أنك سوف تحب كل من تلتقي بها وتعجبك صفاتها، فاليوم ستحب فلانة وغدا ستحب أخرى، وهكذا حتى يستقر القلب على الاختيار الأنسب.
2. تقول أنك تعرفت على فتاة عن طريق النت، وأنك أحببتها حبا ملك عليك جماع قلبك، ونحن قد أكدنا مرارا وتكرارا على أن النت لا تصلح وسيلة للتعارف وإقامة العلاقات العاطفية، لأن الإنسان منا على النت سواء تعمد ذلك أو لم يتعمد يكون في الأغلب شخصية مختلفة عن شخصيته الحقيقية، فالإنسان الانطوائي يتحول إلى إنسان اجتماعي والإنسان المتحفظ يتحول إلى إنسان رقيق وحالم ورومانسي ومجامل ولقد فصلنا في هذا في استشارات متعددة منها:
"الانترنت والهاتف وسائل اتصال لا تواصل"، وهذا إذا كان الطرف الآخر صادقا في كل ما يدعيه عن نفسه، وفي المقابل نجد ضعاف النفوس يتقمصون شخصيات غير شخصياتهم؛ فالرجال يدخلون لهذا العالم ويزعمون أنهم نساء والزوجات يزعمن أنهن فتيات مراهقات، والمهم أنه عالم غريب ولعبة جديدة عليك ولابد أن تدرك قواعدها قبل أن تقرر أن تلعبها. وقد فصلنا في شرح قواعد اللعبة هذه في إجابة سابقة على صفحة مشاكل وحلول للشباب بعنوان إنقاذ ضحايا الشات.
3. إذا فرضنا جدلا أننا تخطينا عقبة تغير القلب الذي تتميز به سنوات المراهقة وأننا تخطينا عقبة التعارف عبر الانترنت، فما هي خططك المستقبلية؟ هل يمكنك أن تتزوج من هذه الفتاة الآن؟ هل أنت وهى مؤهلان للقيام بأعباء بيت وأسرة؟ أم أنك تريد أن تلهو معها وتشبع بعضا من احتياجاتك العاطفية والجنسية ثم تتركها بعد ذلك؟!!!! وهل ترتضى هذا المسلك لأختك أو لمن يهمك أمره من قريباتك؟!!!!.
4. أما بالنسبة لعقبة اختلاف الديانة بين الزوجين فهي عقبة قوية وذلك لأن منطق الحب يختلف تماما عن منطق الزواج، ولن أفصل في تفنيد هذه النقطة ولكن يمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية وعنوانها: الحب والزواج: المنطق مختلف والديانة ويكفيني دليلا على ما ذكر في هذه الاستشارة أن أقص عليك قصة إحدى معارفنا والتي تزوجت من زميلها المسيحي رغم معارضة الأهل من الطرفين، وتركت لأجله منزلها وأهلها، وبعد سنوات قليلة جدا وبعد مشاكل لا يمكن أن تحصى (ورغم عدم تدخل الأهل) انتهى الأمر بانفصال الزوجين، وليأخذ الأب الابن ليربيه وتأخذ الأم الابنة لتربيها وانتهى حلم الحب الجميل.
ابني الكريم: خلاصة ما أردت أن أقوله لك هو ألا تشغل نفسك الآن بقصة الحب هذه، وحاول أن تنشغل بدراستك، وتوقف عن الاتصال بهذه الفتاة لأن هذا التوقف يعينك على أن تنساها، واصنع مستقبلك حتى تكون جديرا بمن يختارها قلبك وتكون الأنسب لك، وتابعنا بالتطورات.