آسفة لكن أحبه بجنون
أنا فتاة في ال16 من عمري أحب من طرف واحد وأموت بالذي أحبه؟؟؟؟
لكن لا أعلم أي مشاعر منه تجاهي لا أستطيع الدراسة من قدر الكم الهائل في التفكير به هو حبي هو فارس أحلامي في الصفات التي أحلم بها ماذا أفعل إذا يوما ما تزوج غيري لا أتخيل نفسي إلا جننت جننت!!!!!!!
أنا آسفة إذا كانت مشكلتي سخيفة وسطحية لكن أحبه !!!!
12/04/2009
رد المستشار
السلام عليكم:
الغالية راما، أهلاً وسهلاً بك على صفحات مجانين، وبعيداً عن الأجوبة السطحية أقول لك: إن مشكلتك ليست سخيفة وليست سطحية، ولكنها حالة مكررة تعبر عن واقع اجتماعي متدهور يا عزيزتي، وأجيبك وأكرم عقلك فأخاطبه وأقول: هناك فلسفة تاريخية تقول: إن كل مجتمع يتكون من ثلاثة مكونات هي: الأفكار، والأشخاص، والأشياء، وأن المجتمع يكون في قمة صحته عندما يدور الأشخاص والأشياء في فلك الأفكار الصائبة، أي عندما يقوم الأشخاص بتسخير أنفسهم وتسخير الأشياء من حولهم لخدمة الأفكار الصائبة والسامية وتطبيقها وجعلها واقعاً في الحياة. فإذا دارت الأفكار والأشياء في فلك الأشخاص نعلم أن الوهن بدأ يدب في المجتمع، أي عندما نجد أن الناس بدؤوا يعظمون شخصيات معينة لذاتها بغض النظر عما تحمله من أفكار، ويضحون بمبادئهم وما يملكونه في سبيل نصرتها. فإذا دارت الأفكار والأشخاص في فلك الأشياء فاعلمي أن المجتمع أصبح في حالة الوفاة.
وبعبارة أخرى إذا أصبحت الأشياء من حولنا تحمل القيمة الأكبر في حياتنا بحيث يصبح كل شيء تابعاً لها فالمجتمع قد مات، فمثلاً: عندما نضحي بالمبادئ والناس في سبيل المال فاعلمي أن المجتمع قد مات!
والمشكلة التي في رسالتك ليست هي الرغبة في الزواج من شاب أعجبك فهذه فطرة بشرية وأحاسيس لا بد أن تشعري بها عندما تبدأ تدب فيك في هذا العمر، ولكن المشكلة (ولا أتكلم عنك وحدك وإنما أقرأ مجتمعاً) أن أفكار الشباب وطاقاتهم وما يملكون كلها تدور حول شخص ما يتعلقون به، سواء كان هذا الشخص ممن يستحق التقدير أم لا طالما أن النفس اتجهت إليه بالإعجاب والشهوة!! ومنهم من جعل فكره ونفسه تتجه بكليتها نحو شيء تافه يحلم به كهاتف محمول، أو سيارة موديل حديث، أو حتى ثوب وحذاء.
المشكلة -يا غاليتي- أنه لا يوجد فكرة –أصلاً- تسكن العقل ليقوم شبابنا بخدمتها والتضحية بأنفسهم وما يملكون من أجلها....
عندما يحمل الإنسان فكرة لا يتنازل عنها، ويعتنق مبدءاً يقول له: إن عليك أن تغض طرفك عن الجنس الآخر منذ أن تدخل سن التكليف، وعليك أن تمنع نفسك في التفكير عما لا يحل لك، وإذا شعرت أن قلبك يميل إلى شخص لا يحل لك فعليك أن تبتعد عنه وعن مقابلته ضماناً لراحتك وسعادتك في الدنيا والآخرة. عندما يعتنق الإنسان الإسلام الذي يقول له ذلك، أتراه يصل إلى مرحلة تتعطل فيه قواه العقلية ويصبح مستقبله في خطر إذا أحس بمشاعره تتجه نحو شخص ما؟؟لا طبعاً وأقولها بكل ثقة، فكل ما يعانيه صاحب المبدأ عند وقوعه في شباك هذه المشاعر، وكل تضحياته بمشاعره في سبيل مبدئه سيرفعه أكثر فأكثر عند الله تعالى ويدفعه للتحلي بمزيد من الصفات الحميدة النادرة، سيشعر بضعفه وعظمة الله، سيتعلم الصبر وتتهذب نفسه، سيصبح حاكماً على شهواته بدل أن تحكمه، سيتعلم الإبداع؛ إذ يتجه فكره لإبداع حلول جديدة لحل مشكلته بالحلال بدل أن يقنع بحل الوقوع في الحرام.... وعددي ما شئت أن تعددي....
وكلامي ليس بخيال ولا صعب المنال، وإنما هو الإيمان بفكرة ومعرفة الهدف والغاية...، ترى لما سارع حنظلة -رضي الله تعالى عنه- إلى غزوة أحد قبل أن يغتسل من ليلة عرسه، ترى، هل كان لا يشعر بما يشعر به الرجال من الشوق لعروسه في ليلة عرسه؟ أم كان يكره عروسه فخرج لينتحر ويتخلص من صحبتها؟!! لا هذا ولا ذاك! إنه المبدأ والفكرة والعقيدة التي جعلته يضحي بشهوته ومشاعره من أجلها. وما كانت النتيجة؟ أكرمه الله بالشهادة وغسلته الملائكة إذ خرج جُنباً إلى المعركة، فلقب بـ:"غسيل الملائكة".
فأين هذا يا أختي الغالية مما يؤرقك؟ أين هذا مما جعلك تتوقعين الجنون إن لم ترتبطي بشخص قد تكونين لا تخطرين له على بال؟! أين إيمانك بالله؟ أين معرفتك بأن قدر الله لا تغيره أحلامك المتقلبة؟
آمل منك وأنت مسلمة ملتزمة –كما قلتِ- أن تبتعدي عما يثيرك ويشغل فكرك، وأن تشغلي عقلك ووقتك بما يجلب الخير لك ولأمتك، وكوني موقنة يقيناً أشد من يقينك من أن الليل يأتي بعد النهار، كوني موقنة بأن الله تعالى عندما يرى منك الصدق في ترك ما تشتهينه من أجله سيمنحك الهدوء والطمأنينة وصفاء البال، وسيكافئك ويربطك برجل يحبك ويسعدك –سواء كان هو هذا الذي تعلقت به أم غيره- وهو أعلم بمن يسعدك، فاستعيني بالله وقوي علاقتك به وحبك له بالصلاة والذكر والصحبة الصالحة، وتمسكي بما أمرك به، وإلا فتحملي وحدك آلام الحب الطائش ونتائجه –وأنت تعرفينها- ولن يملك أحد لك حلاً بعد هذا.
فهل ستنفذين هذا الحل أما ما زلت تقولين: (شو ساوي؟ بحبو مو بإيدي)!!!!
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>آسفة ولكن أحبه بجنون مشاركة 1