قاطعة لرحمي ومنتقبة وأحب على النت!!
أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة في المرحلة الأولى الجامعية، أبي وأمي منفصلان عن بعضهما مذ كان عمري 4 سنوات، حياتي مهددة ومشتتة بينهما وأحس دائماً أني وحيدة، بل رغم أن لدي أخ أكبر مني ولكن معاملته لي قاسية جداً ولا أدري ما السبب! لم يكن لي أصدقاء، بل رغم أني اجتماعية جداً. أبي متدين جداً، جعلني أرتدي النقاب من ثلاث سنوات رغم عدم اقتناعي، ولا أدري أسمع كلام من: من يقولون واجب أم من يقول فضل؟.
أبي هو سبب عذابي في حياتي؛ عصبي جداً وبعيد عني دائماً، ليس مهتم بي ولا يسأل عليّ في حين أني من يسأل عنه، وبسبب بعده عني أنسى أن لي أب، رغم من تحكمه بي. مشكلتي أني أشعر دوماً بالذنب نحوه وأني قاطعة لرحمي لأبي وأقاربي وجدتي وعماتي، لكنهم لا يحبونني ويكرهون أمي، بل هم أحد أسباب انفصال أبي عن أمي. بصراحة أنا لا أعرف كيف أكره أحداً لكني لا أحبهم، هذه هي مشكلتي الأولى: أني قاطعة لرحمي بهم، ولا أدري ماذا أفعل؟.
أما مشكلتي الأخرى؛ دائماً أحس أني وحيدة، أجد الانترنت بمثابة صديقي، لكن الحمد لله أنا لا أستخدمه بشكل سلبي. تعرّفت على شاب عن طريق الشات؛ هذا الشاب يحبني كثيراً، بل رغم أنه لم يرني لأني منتقبة، لكن دائماً أحس معه بأمان والحب، لكن المشكلة أني خائفة من ربي لأني أعرف أن الصحبة بين ولد وبنت حرام، لكننا متفقان على الزواج وأحبه جداً، لكن أنا لا أستطيع أن أقول لأبي أني أعرف شخصاً وأني تعرفت عليه على الشات، مستحيل أن أقول له ذلك، لكن لا أدري ماذا أفعل؟!
أنا لا أريد إغضاب الله، ولا أريد أن أبعد عنه وأبدأ حياتي بكذبة: أن أقول أني عرفته مثلاً عن طريق أقربائي، لأنه من بلد أخرى غير بلدي. هو يريد رؤيتي ليعرف شكل التي سيتزوجها، لكن لا أدري ماذا أفعل؟ أحس أن بسبب حياتي المشتتة هذه أن ليس عندي أي ثقة في نفسي وأني عديمة الشخصية، فهل من كلمة لديكم؟
لا أريد عرض رسالتي، لكن أريد ردّاً في أقرب فرصة علي بريدي الإلكتروني ………@hotmail.com وأكون شاكرة لكم لو دللتموني على الطريق الصحيح، لكن لا أريد البعد عن حبيبي.
وشكراً لكم.
22/3/2009
رد المستشار
أهلاً بك ابنتي، أنت لست وحيدة بإذن الله فكلنا أخواتك ونحبك ونتمنى لك كل الخير. سأعرض إجابتي عليك في عدة نقاط وأرجو أن تستمعي إليّ جيداً:
1- مشكلة صلة الرحم هذه بسيطة جداً، وأرجو أن تتعاملي معها بهدوء أكثر من هذا.
2- اسألي نفسك سؤالين: لماذا أنا مضطرة أن أصل رحمي وكيف أصل رحمي؟.
والإجابة هي: نحن نصل أرحامنا ابتغاء لرضى الله عزّ وجلّ ونتكبد المشقة النفسية لهذه الصلة طمعاً في ثوابه سبحانه، ولا نريد جزاءً ولا شكوراً من هؤلاء الذين نصلهم، وإنما نريد فقط وجه الله تعالى لأننا أحوج ما يكون للحسنات يوم القيامة. أما كيف نصلهم فهذا أمر بسيط، فهناك حد أدنى للزيارات والاتصالات وحسن المعاملة، وإذا كانوا لا يحبون أمك فهذا أمر بينهم وبين الله ولا دخل لك به، والله تعالى هو الذي سيحاسبهم عنه إن شراً فشر وإن خيراً فخير.
3- مشكلة الوحدة تحتاج منك تغييراً شاملاً لنظرتك في الحياة وتطويراً واسعاً لشخصيتك واهتماماتك، فالشعور بالوحدة ينشأ عن الفراغ والفراغ الذي أقصده ليس فراغ الوقت بل فراغ الذهن من الخطط والأهداف التي تملأ على الإنسان حياته، تقولين أنك اجتماعية، ترى ما هو النشاط الذي يجمعك بصديقاتك؟ هل هناك شيء سوى الكلام العادي المكرر المعاد؟.
4- أدعوك لمشاهدة برامج الدعاة الجدد على الفضائيات المختلفة لعل ذلك يساعدك أن تكتشف نفسك وتصنعي شخصيتك وتصنعي الحياة من حولك هنا من أعمال الخير التي تنفع الناس الكثير والكثير تحتاج لمثلك، أقول لك إذا استطعت أن تصنعي لنفسك دائرة من الأصدقاء وأن تجتمعوا حول نشاط أو هدف فلن تشعري بالوحدة إن شاء الله.
5- أما عن مشكلة علاقتك بالشات، فأرجو أن تفسحي صدرك وتستمعي إليّ جيداً: هذا الذي بينك وبينه لا يمكننا أبداً أن نعتبره حباً حقيقاً يمكن أن يقوم عليه زواج، أنا آسفة لأني أصدمك بهذه الحقيقة، ولعلك إذا اطلعت على مشكلة بعنوان "إنقاذ ضحايا الشات" تعرفي خلاصة تجربتنا في هذا الأمر، فأنت على الشات تكونين شخصاً آخر، وهو أيضاً، وبالتالي فالشخصيتان وهميتان، لذلك فإن المشكلة ليست في إمكانية موافقة الأهل أو في إن كيف يمكن أن تبدأ حياتك بكذبة، والكذبة هي تلك التي تكذبينها على نفسك بأن هذه العلاقة حب ما هي في الحقيقة إلا محاولة لتعويض الحرمان الذي تعيشينه بسبب الوحدة وانفصال الأب والأم.
لكن على أية حال يا ابنتي إن كان هذا الشخص مستعداً لزيارتكم ليراك بأي حجة كانت، قولي أنك متعرّفة عليه عن طريق أقاربك وبعدها تكون بينكما فترة خطوبة تسمح لكما بدراسة حقيقية لبعضكما البعض، فلا بأس من هذا وهذا الحل أهون كثيراً من أن تكون العلاقة بهذا الشكل. وإلا فلا يوجد أمامك سوى الانفصال عنه، واعلمي أن هذا إن حدث فلن تخسري كثيراً لأن ما بينكما ليس حباً حقيقياً، ستعانين العذاب لبعض الوقت ثم تتجاوزين الأزمة.
ابنتي الحبيبة أدعو لك من كل قلبي، وأتمنى لك كل خير، استخيري الله، وأهلاً بك معنا.