السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
* تمرّ عليّ أوقات أتكلم فيها مع نفسي؛ أجري حوارات مع أشخاص آخرين ليسوا موجودين! وإن كنت وحدي يكون هذا الحديث مسموعاً، وهذا يحدث إمّا في الصباح أو المساء، لكن المساء أكثر. منذ فترة تطور الأمر لأن أفعل ذلك وأنا أسير في الشارع وأحاول أن أمنع نفسي حتى لا يظن الناس أني مختل.
* حالة من الشك والقلق الدائمين؛ أتأكد من الأشياء التي معي بطريقة ملفتة للنظر، بالذات إن كان معي أشياء كثيرة. متردد دائماً في اتخاذ القرارات.
* حالة من الشرود طوال اليوم تقريباً. تركيزي ضعيف جداً، حتى في الامتحانات أستجمع القليل منه بصعوبة. أحياناً تمرّ أوقات يكون فيها تركيزي منهار وهذا يضيّع الكثير من الوقت. كما لاحظت أن قدرتي على الحفظ بدأت تضعف بشكل واضح ولا أستطيع تذكر أشياء كثيرة -مثلاً- من المحاضرات التي أحضرها، بل كثيراً ما أنسى الموضوع الذي أتكلم فيه.
* أصبح اختلاطي مع الناس صعباً جداً، بعضهم قال أني منطوٍ، وأنا لست هكذا تماماً فلي الكثير من الأصدقاء. أنا أبتعد عن بعضهم إن أحسست أنهم أفضل مني فأخاف وأجعل علاقتي معهم أكثر من رسمية. فقدت ثقتي في نفسي مع أني مشترك في أعمال تطوعية في كليتي، سألت بعض زملائي في هذا العمل التطوعي عن رأيهم بي فقالوا لي أشياء حسنة، لكن المشكلة في هذا الرهاب!. نبرة صوتي تتغير عندما أتحدث مع الغرباء؛ تصبح ضعيفة وخافتة، وأحس دائماً بالحرج مع أني مع أصدقائي غير ذلك تماماً.
* صرت أعاني من مشاكل صحية كثيرة في مناطق متفرقة في جسدي (بدأت منذ 4 سنوات)، وهي كثيرة بالنسبة لعمري(21). بعض أصدقائي الذين يأكلون الوجبات السريعة بكثرة- التي أتناولها نادراً جداً -ولا يمارسون أي رياضة- أنا أهتم برياضة المشي- أفضل مني صحياً!. أذهب إلى الأطباء لكن كثيراً ما لا ألتزم بالعلاج.
* هناك حوارات تدور داخل رأسي ليس لي دخل بها. كلمات تتكرر وأغانٍ أيضاً، ناس تكلمون مع بعضهم، أو دماغي يفكر في 100 موضوع، وأنا أفقد السيطرة على تركيزي.
* أفكار شاذة متعلقة بالدين والجنس؛ مجرد أفكار لا أفعال، تجعلني أقرف من نفسي جداً. وأصبحت كثير التخيّل بالذات التخيلات الجنسية.
* دائم الحزن والتشاؤم ومختنق جداً، ومن فترة لفترة أفكر في الموت. لقد مللت؛ كلما أرى الناس يتقدمون من حولي وأنظر لنفسي أتحسر على حالي وأبتعد أكثر عن الناس.
* أصبحت نزقاً؛ فقد أتعصّب على أصدقائي من أشياء لا تتطلب كل هذا الغضب، ومنذ شهر تقريباً وأنا لا أتكلم مع أصدقائي إلا قليلاً، ومن سنتين تقريباً وأنا أفضّل البقاء في المنزل، وحتى وأنا في المنزل أفضّل الجلوس أمام الكمبيوتر معظم الوقت ولا أجالس باقي أفراد العائلة، وكلامي معهم صار قليلاً.
* منذ فترة ليست قليلة (ثلاث سنوات) وأنا أنتف شعر العانة بشكل مرضي، لا أعرف لماذا؟ وهذا فعل قهري فلا أستطيع التوقف عنه!. وأيضاً منذ مدة 7 سنوات تقريباً، متى ما كنت وحدي لا بد أن أتحسس أعضائي التناسلية لوقت طويل، أيضاً هذا فعل قهري.
* منذ تقريباً 12 عاماً وأنا -رغماً عني- لا بد أن أحرّك بعض عضلات جسمي بشكل دوري أو أهزّ رأسي أو أحدث صوتاً معيناً، هذا رغماً عني ولا أستطيع التوقف عنه، وتختلف أشكاله مع الوقت، بمعنى أن كل فترة أحرّك جزءاً جديداً من جسمي وأتوقف عن الذي قبله، وأحياناً تجتمع أكثر من حركة في نفس الوقت وهذا يتعبني جداً.
* منذ مدة طويلة (على الأقل 7 سنوات) تأتيني أحلام غريبة؛ فمثلاً: أحس أن جسمي يهتز بشدة، وهذا يحدث بعد فترة قصيرة من بداية النوم، أو أحلم أن صدري ينغلق لدرجة أني أشعر بالاختناق، أو أحلم أني لا أستطيع أن أحرّك رقبتي أو يدي (بمعنى أني أعطي أمراً ليدي أن تتحرك فأجدها ثقيلة جداً ولا تستجيب للأمر)، أو أشعر أن قوىً خفية حملتني من على السرير ووضعتني على الأرض. بعد هذه الأحلام لا بد أن أستيقظ من النوم، وهي متكررة منذ زمن طويل، ولك أن تتخيل مدى بشاعتها.
* من فترة طويلة وأنا أقوم بقضم جزء صغير من جلدي سواء من شفتي أو من أصابعي. أيضاً أقوم بقص أظافري بنفسي، أي بلا استخدام مقص أو ما شابه. إذا أحسست أن أحد أظافري قد طال قليلاً أقوم بقصفه بنفسي.
* أصبح من الصعب أن أشرح شيئاً لأحد، ولا أستطيع أن أُفهم أي شخص ما أريد قوله أو أن أصف موقفاً ما، وهذا سواء مع أصدقائي أو غيرهم، مما أثّر على تواصلي مع الآخرين.
* بالتأكيد مستواي الدراسي في تدهور؛ أصبحت لا أُقبل على المذاكرة، وكما قلت سابقاً تركيزي ضعيف وقدرتي على الحفظ متدنية فأثّر ذلك عليّ دراسياً.
وبتاريخ 10/5/2009 أرسل يقول:
لقد أرسلت لكم من شهر مشكلتي ومن وقتها وأنا أنتظر الرد.
هناك بعض الأعراض الأخرى التي أعتقد أنها مرتبطة بالمشكلة، وهي:
1 - أحياناً عندما أمسك شفرة حلاقة أتخيل ماذا سيحدث لو لامست عيني؟ الحمد لله لم يحدث أن فعلت ذلك، لكن دائماً تأتيني أفكار مثل هذه لإيذاء نفسي.
2 - بدأت أتذكر كل المواقف المحرجة التي حدثت في حياتي، أو حتى مواقف أخرى لم أكن أعتقد في السابق أنها محرجة لكني أتذكرها وأبدأ أسأل كيف حدث هذا؟ وكيف جاءتني الجرأة لقول هذا الكلام المحرج أو التافه؟ فأشعر بالاشمئزاز من نفسي.
3 - أعتقد كثيراً أن هناك أناس يراقبونني في كل تحركاتي، العيون في كل مكان تراقبني: وأنا في الشارع أو الكلية... وطبعاً أتصرف كثيراً على أساس هذا الاعتقاد.
4 - أشعر أني منبوذ ومضطهد وأني ثقيل الدم والقليل من الناس يحبونني.
5 - عبارات "عايز أموت"-"أنت فاشل"-"غبي"-"أنت رايح في داهية" وغيرها من العبارات السلبية تتردد في رأسي دائماً. لكن ألاحظ أن فترة الظهيرة والعصر، وقبل الفجر إلى الفجر هي أكثر فترات تعبي.
أتمنى سرعة الرد على مشكلتي فأنا منذ شهر وأنا أنتظر الإجابة. هل يمكنني الاتصال بأحد الأطباء الموجودين في مصر ليرشحوا لي الجهة التي أتعالج عندها؟
فأنا لا أعيش في العاصمة ولا أعرف لمن أذهب.
12/04/2009
رد المستشار
الابن الفاضل "أحمد"،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على ثقتك.
حقيقة من الغريب أن تتحمل كل هذه الأعراض طوال كل هذه المدة! والأغرب منه أنك تعيش وسط أناس يفترض أنهم يلاحظون عليك هذه الأعراض والعلامات ثم يكتفون بالفرجة فقط! بصراحة شيء غير مفهوم هذه الغفلة العامة التي تعيشها مجتمعاتنا.
منذ 12 سنة ظهرت أعراض الحركات التكرارية التي أخمن أنها أعراض اضطراب العرات Tic Disorder ولا أدري هل هناك عرات صوتية أم لا... ولم ينتبه أحد أو ربما اعتبرتها واعتبرها أفراد أسرتك شيء عادي أو عابر. ومنذ عدة سنوات وأنت تأكل أظافرك وقطعاً صغيرة من جلد أصابعك أو شفتيك أي أنك تعاني من نوع شديد من اضطراب قضم الأظافر Onychophagia، ..... وكذلك لديك عرض نتف الشعر Trichotillomania، وهناك الأحلام المزعجة والكوابيس منذ 7 أعوام على الأقل، وهناك الأفكار الشاذة المتعلقة بالدين أو الجنس.. هناك كل هذه الأعراض ومنذ سنوات وأخيراً أنت تتحرك بحثاً عن علاج! الحمد لله.
هناك كذلك الكلام مع النفس والذي أصبح أحياناً يخرج عن سيطرتك فيفضحك وأنت تسير في الطريق، وهذا يذكرنا بصاحب مشكلة من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات ربما وحالتك بالمناسبة ربما تشبه هذه الحالة كثيراً التي تنتظم فيها عدة اضطرابات من اضطرابات نطاق الوسواس القهري فتأخذ شكل خلطة عادة ما يطول علاجها.
الحمد لله أنك وصلت إلى الجامعة يا أحمد، هذا فضل كبير من الله، فمع الفوضى الذهنية والشعورية التي تعيشها استطعت اجتياز الثانوية العامة وهذا إنجاز، بالتأكيد طبعاً أنك تؤدي أداءً أقل بكثير مما تسمح به قدراتك، لكن هذه هي قدرة المجتمع الذي تعيش فيه على الفهم والانتباه ومعرفة الطبيعي من المرضي، والحمد لله أنك أخيراً نويت البحث عن علاج.
لست مطمئناً إلى ما أضفته في رسالتك الثانية لنا، حيث تعبر عن بعض الأعراض الزورانية (أعتقد كثيراً أن هناك أناس يراقبونني في كل تحركاتي، العيون في كل مكان تراقبني وأنا في الشارع أو الكلية... وطبعاً أتصرف كثيراً على أساس هذا الاعتقاد) وأنا لا أستطيع الفصل في نوعية هذه الأعراض وما إذا كانت مشتملة ضمن الوسواس القهري أم أن لها علاقة بالاضطرابات الذهانية، فهذا يفصل فيه طبيبك المعالج إن شاء الله.
ما وصلت إليه حالتك الآن يا ولدي هو اكتئاب جسيم يضاف إلى كل ما سبق، ويبدو أنه من الدرجة الشديدة لأنه أثر على أدائك المعرفي، ولعل هذا هو ما دفعك أخيراً للبحث عن علاج.
كل محافظة بل كل مدينة من مدن مصر يا أحمد فيها أكثر من طبيب نفسي، ولا تحتاج إلى أن تقيم في العاصمة لتجد واحداً، وليتك ذكرت لنا في أي المحافظات تعيش لنذكر لك أي الأطباء النفسانيين أقرب إليك.
واقرأ أيضاً:
الكلام مع النفس: بين الطبيعي والمرضي مشاركة
الوسواس وأخواته (نتف الشعر والاكتئاب)
الوسواس القهري والاكتئاب مشاركة1