أخاف من العلاقات, يعد ان أصبحت مشهوراً..!؟
- أتذكر دائماً قول الله: "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً، ولا تقل لهما أفٍّ..." فألعن نفسي على مشاعري السيئة تجاه أبي. لا أكره أبي إلا عندما يغضب و ينكد علينا، بعدها أتعامل معه عادي. لا أحد يختار أباه، قدري أني وحيد، لذلك أخاف على أمي من أبي لأنه يضربها وقد كسر لها يدها مرة. كل هذا جعلني أكره البقاء في القاهرة وأرجع لمحافظتي لأعيش مع أمي، وأجّلت كل شغلي حتى يموت! ألعن نفسي على هذه فكرة، وأتصور أحياناً أنه كما أتمنى له الموت أو أن أقتله فسيرزقني الله ابناً ملتزماً ويصلي ولا يدخن، ومشهوراً. يظن الجميع أني سعيد، وطبعاً لا أستطيع فضح نفسي,
- أكره الأعياد لأنه يخلق فيها مسببات النكد لي ولأمي. قبل قليل فقط، وقبل أن أرسل هذه لكم أقام الدنيا ولم يقعدها لأن طعم قطعة من الجبنة البيضاء لم يعجبه فرماها أرضاً وصار يتوعدنا ويشتمنا ويدعو علينا. ورغم أني سأدخل المستشفى غداً إلا أنه لن يرافقني، فهو في العادة لا يرافقني أو يرافق أمي لأي مكان، هو يكرهها ويظن أنها ستقتله، لذلك لا يتوانى عن استفزازها وقهرها.
للأسف، والدي فقد كل الناس من حوله؛ الجميع يكرهه، فليس لديه أصدقاء، إخوته يقاطعونه، ولا يكلمه أحد إلا عند الضرورة القصوى. أن أخشى الزواج حتى لا أؤذي إنسانة أخرى بالاقتراب منه، خاصة وأني سأسكن في شقة في نفس البناية التي يسكنها أهلي، كما إني أخشى أن يؤذي أمي. أبي يحب أخاه الكبير جداً ويطيعه ويؤثر عليه، وعمي هذا قدّر الله ألا ينجب فأقنع والدي أني وأمي نكرهه! وبعد أن أوقع بينه وبيننا ودمّر حياتنا انسحب منها وعادى والدي.
- أبي يكذب و يصدق كذبه. وليظهر لشخص ما أنه يحبه فإنه يشتم غيره. ضيّع ماله كله على أهله الذين قاطعوا، فهو ما زال يحبهم، أنا لا أكرههم لكني لا أحبهم لأن معاملتهم سيئة. هو ينكد بغض النظر عن الظرف إن كان صعباً أو لا، فقد ينكد عليّ في الامتحانات!
- لا يشتري أي شيء للبيت، يدفع المرتب وأمي تكمل من مالها، ولو تذمرت أو ألمحت فيومنا ينقلب أسوداً.. أي كلمة، أي شيء قد يقلب الأمور للأسوأ، لدرجة أني ما عدت أدري كيف أكلمه. طبعاً في هذه الحال لا يمكنني التفرغ لمستقبلي... وبرغم كل هذا يشعر أننا نظلمه، ويعيش دور الضحية، ويقول للناس أنه يشتري لابنه ويعمل لابنه....
- قبل بضع سنين أصابني انهيار عصبي، بكيت بلا توقف.. أشعر بعجز شديد. سأقتله.
أريد حلاً أرجوكم؟ أحب خالي جداً جداً جداً وأغبط أولاده على نعمة الأب العطوف.
عندي آلام أسفل الظهر، والطبيب يقول أن سببها ليس عضوي، وحساسية الجيوب الأنفية، ومنذ ثمان سنوات أعاني من كوابيس توقظني من النوم. والدتي تنام بجانبي من زمان فنحن نخشى أن يؤذيها أبي، فالعلاقة بينهما غير طيبة من زمان، وقد شكا لي أكثر من مرة أن أمي تظهر بروداً شديداً في العلاقة منذ ارتباطهما.
برغم كل المشاكل التي تسبب بها عمي إلا أني لا أريد الانتقام، أنا أرغب بشدة في أن أهاجر، أبيع كل شيء هنا وأهاجر. ومع كل ما سبق إلا أنني في نظر الناس حولي شخص ناجح وموهوب. تركت العمل لأنشئ مشروعاً بأموال والدتي في محافظة أخرى، وبسبب رفض والدي رجعت للبيت دون عمل ثانية.
نحن من عائلة "محترمة"، وأنا أظهر في التلفزيون في البرامج كضيف، وما تطورت علاقتي بأي امرأة خارج الحدود للأسباب الدينية والعائلية، وبعد أن صرت معروفاً بين الناس -لمشاركات في البرامج التلفزيونية- صرت أخاف من العلاقات، أحببت ودخلت قصص حب فاشلة زمان، وللأسف الشديد أشاهد أفلاماً إباحية كويسة من زمان وأُعتبر مدمناً، فهي ترفع عني همومي.
أنتظر ردكم
ولكم الشكر كل اشكر
12/04/2009
رد المستشار
أخي الكريم،
قرأت رسالتك بتمعن عدة مرات وشعرت بما تحس به من ألم وعذاب في حياتك الأسرية. وسأفصّل فيما يلي بنود مشكلتك لنستعرضها معاً ونفكر فيها:
1- يغضب أبوك لأتفه الأسباب ويثور وينكد حياتكم.
2- قد يصل به الأمر إلى ضرب الأم حتى أنه كسر يدها مرة.
3- لا يهتم بأمركم ولا يقضي حوائجكم كالمشفى مثلاً.
4- حسب كلامك فالأب يكره أمك ويتمنى موتها.
5- مستعد للغضب في أي لحظة خصوصاً في وجه الأم.
6- فقد كل الناس- أصحابه وأخوته- جراء طبيعته وتعامله، حتى أخاه الكبير الذي كان أهم شخص في حياته تخلى عنه لنفس السبب.
7- كثير الكذب ويصدق كذبه.
8- أضاع نقوده على أهله الذين قاطعوه.
9- تشعر بالظلم لهذا الحال.
10- لا تستطيع التفرغ لمستقبلك.
11- لا تستطيع الزواج لنفس السبب.
12- لديك آلام أسفل الظهر بدون سبب عضوي وحساسية أنفية مع جيوب.
13- العلاقة الحميمة بين الوالدين غير طبيعية، ويدّعي الوالد أن زوجته تعاني من برود منذ بداية حياتهما معاً.
14- تفكر في الهجرة.
15- تشاهد أفلاماً لا تتناسب وتفكيرك الديني.
لا شك يا أخي أن الحمل ثقيل جداً، لكن لولا أن الله تعالى علم بعلمه الذي وسع كل شيء أنك تستطيع التحمل وأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية لما حمّلك إياها، وتذكر يا أخي قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فالله تعالى بلطفه ورحمته وبعلمه وحكمته قد رأى أنك أهل لأن تكتب من الصابرين فأناط بك هذه المسؤولية التي هي أمك وتحملك لمزاج أبيك الصعب. وهو سبحانه وتعالى قد أعطاك نعماً كثيرة تساعدك على هذا الصبر؛ فقد أعطاك العلم والمال والشهرة والنجاح (حسب مقاييس الناس كما ذكرت)، نعمٌ كثيرة قد يحسدك الكثيرون عليها مثلما تغبط أنت أولاد خالك على نعمة الأب العطوف. ولا شك أن الله تعالى أعطاك ما أعطاك لحكمة منه، وابتلاك بما ابتلاك به لحكمة منه أيضاً، وتذّكر أن الفرق بين شخصين ابتلاهما الله بنفس البلاء أن الأول يحسن التعامل ويصبر فيحصل الرضا وثوابه، والثاني يسخط ويغضب فيحصل السخط وعقابه.
أولاً: لقد شعرت من كلامك عن أبيك أنه شخص يفتقد للحدود الدنيا من الذكاء الاجتماعي، فهو كيفما اتجه يبعد الناس عنه، كما أنه حاول كسب أهله بماله ففقد ماله وأهله معاً. ولذلك فأنا أرى أن أباك بحاجة إليك وأنه قد آن الأوان لتنظر إلى موضوعه من زاوية أخرى: فأبوك لا يعرف كيف يتعامل مع الناس حتى أحب الناس إليه ممن لم تشكك في شعوره تجاههم وهو عمك، وهو لا يعرف كيف يتعامل معك ومع أمك ولا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين فيبعدهم من حيث يريد التقرب إليهم. إذن عليك الآن أن تغير من نظرتك تجاهه وأن تبدأ بالتقرب منه. نعم، أنت تقرّب منه ولا تنتظر منه ذلك. ابحث عما يحب من الأشياء والأمور وحدثه عنها. حدثه عن نفسك وعن مستقبلك حتى ولو لم تشعر باهتمامه في البداية وحتى لو كانت ردود أفعاله قاسية عليك، اصبر واحتسب ذلك عند الله تعالى وتذكر فيه أجر الصابرين. قدر له أي تصرف جيد يفعله فأنت بذلك تحفزه على تكراره وفعل غيره.
أشعره أنك قريب منه ولا تبقي لديه الشعور بأنك وأمك في صف وهو في الصف الآخر. قف بجانبه في بعض الأحيان وأخبر أمك بقصدك حتى لا تغضب منك، وغيّر إحساسك بأنك وأمك الضحية وأنك مظلوم، وانظر إلى أبيك على أنه الوحيد، وأنه لا يعرف كيف يبقي الناس بقربه.
ابدأ بالتقرب منه بما ذكرت لك وبطرق أخرى ابتكرها أنت من وحي معرفتك بأبيك، وشيئاً فشيئاً قد تتمكن من الوصول إلى مرحلة تستطيع فيها أن تحاوره وأن تخبره بمشاعرك تجاه بعض تصرفاته معك، وتأكد أنك ستجد فيه ما لم يخطر لك وجوده من مشاعر دافئة وحب.
ثانياً: تذكر أنه قد أخبرك يوماً بمشاكله في علاقته الخاصة مع والدتك، الأمر الذي قد يكون له أثر كبير على مزاجه وحالته النفسية، فهو رجل له حاجاته وقد تكون الكثير من ثوراته بسبب هذا النقص الذي يعانيه. حاول إقناع أمك بالتقرب منه، حتى لو كان الأمر صعباً عليها في البداية. لأنه يبدو لي أنها وصلت لمرحلة أنها تركت غرفتهما الخاصة -فأنت تقول أنها تنام معك لأن لديك بعض المعاناة-، أقنعها بالعودة لغرفتهما وبالتقرب إليه وأنه هو أولى بقربها، وما يدراك ربما هذا هو أساس المشكلة، فمن المعروف أن نسبة كبيرة من المشاكل الزوجية يكون سببها عدم الإشباع الجنسي.
ثالثاً: حاول أن تجد طرقاً للتخطيط لمستقبلك تتناسب وبقاؤك قريباً من أمك، ولا تبقي على شعورك بالظلم وانتظارك لتغيير الحال، وما دام الله قد اختار لك البقاء في محافظتك فهو الأفضل بالنسبة لك، فاقبل بما اختاره الله لك طالما أنك تستخير عندما تقدم على الأعمال. ابق بالقرب من أمك ولا تفكر في الهجرة فهي ليست الحل بل قد تفاقم المشاكل.
رابعاً: ابحث عن زوجة تناسبك وأخبرها عن ظروفك منذ البداية حتى تعلم استعدادها للصبر، واعلم أن الكثيرات على استعداد للتحمل مع الزوج، وقد تجد فيها عوناً وقد تصبرك على ما أنت فيه إن كانت على تقوى وخلق. جدها واسمح لقلبك أن يحبها وفرغ فيها مشاعرك. وحتى يوفقك الله إلى إيجادها توقف عن مشاهدة ما لا يرضاه الله ولا ترضاه لنفسك من أفلام، واستعن على الصبر بالصيام، واجعل الزواج هو طريقك الوحيد لتفريغ همومك ورغباتك.
خامساً: صل رحمك حتى وإن قطعوك فأنت بصلتك لهم تكتسب رضى الله أولاً وتقرب العائلة من بعضها ثانياً، فقد يكون بينهم وبين أبيك فجوة تستطيع أنت أن تملأها، وتذكر أنهم عاملوك بحسب معرفتهم لأبيك ولو عرفوك أكثر لربما عاملوك أفضل. وعلى كل حال فأنت مطالب بحسن معاملتهم وبالتودد إليهم وبصلتهم، فهذا عدا عن أنه واجب عليك قد يكون باباً لطرق قلب أبيك.
أخيراً: أنصحك يا أخي بقراءة كتاب صغير أعجبني عنواناً وموضوعاً وهو كتاب: اللاعنف لغة حياة- مكتبة جرير، وأرجو الله أن تجد فيه ما يغيّر نظرتك لأبيك وأن يوفقك إلى ما فيه رضى والديك وسعادتك في الدنيا والآخرة.
واقرأ أيضاً:
كيف أتعامل مع أسرتي: م