السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في الحقيقة مازلت مصدومة إلى الآن مما حدث معي أعتقد أنكم ستستغربون مثلي عندما تقرؤون ما سأكتب سأبدأ بدون مقدمات وأرجو أن تعطوني رأيكم وتساعدوني وهل يوجد هكذا ظاهرة؟؟
أنا متعبة نفسيا ومصدومة
- أنا آنسة ملتزمة عمري 28 عاما دراستي شريعة إسلامية بحكم عملي كمدرسة دروس خصوصي فهذا يعني أن رقم جوالي في متناول الجميع البارحة اتصلت بي فتاة ودار بيننا الحوار التالي سأحاول أن أكتب كل التفاصيل التي سأذكرها... كنت أرتدي ملابسي للخروج إلى كليتي رن الجوال نظرت كان مكتوب على جوالي لا يوجد رقم!!
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
- علمت أنك مدرسة تدرسين اللغة العربية هل بالإمكان أن تعطيني دروس لتقويتي بالنحو فأنا طالبة في الثالث الإعدادي.
- بكل سرور أين بيتك.
- لا بأس آنسة أستطيع أن آتي لعندك في منزلك إن أحببت استغربت فبحكم تدريسي الفتيات لا يستطيعون المجيء ولا أحد يقبل تقريبا أن تخرج البنت لوحدها لكني لم أقف طويلا عند استغرابي.
- لا بأس بيتك قريب من بيت طالبة أدرسها (طبعا بعد أن دلتني على بيتها) سآتي أنا.
- كما تحبين يا آنسة وهممت أن أنهي المكالمة بعد أن اتفقنا وإذا بها تستوقفني.
- آنسة هل بالإمكان أن أسألك سؤالا؟
- تفضلي.
- كم نمرة قدمك؟؟!!
في الحقيقة فعلا كنت مستغربة مثلكم الآن وفتحت فمي من الدهشة ثم ضحكت بصوت عال وقلت:
- وما دخل قدمي بالموضوع؟؟!!
- أرجوك أخبريني
- لم؟.
- أرجوك أخبريني
- حسنا (وأخبرتها) بصراحة أثارت فضولي هذه الفتاة -حسنا هل تحبين الجزمة أم السكربينة؟؟!!–
أيضا لم أخفي ضحكة أعلى من سابقتها مع أني جدية جدا مع طالباتي لكني حقا كنت في قمة الاستغراب فشر البلية ما يضحك قلت وما دخل الجزمة أو السكربينة بموضوعنا؟؟!!
- أرجوك أخبريني
- لا لن أخبرك حتى تذكري لي السبب
- أحب أن أهديك حذاء؟؟!!
أيضا ضحكت وهنا ظننت أن أحدهم يعمل مقلب معي
- تهديني حذاء!! وماذا رأيت مني حتى تهديني حذاء وما هي المناسبة
- رفضت بشدة لكنها أصرت أيضا لم أقف كثيرا عند هذا الموضوع وقلت في نفسي ما المشكلة هي حرة قلت لا يفرق قالت:
- هل مشط رجلك ضيق أم عريض؟؟!!
بالفعل كنت لم أكف عن الضحك من شدة استغرابي كانت أختي تجلس بجانبي تضحك أيضا مستغربة من تعبيرات وجهي ومن إجابتي وتنتظر بفارغ الصبر لأنهي مكالمتي وأخبرها القصة وأيضا رفضت وسألتها ما الذي يهمك في الموضوع
- حسنا مشط رجلي ضيق ثم قالت:
- ما نوع الكلسات التي تلبسينها!! سميكة أم رقيقة هنا قلت لها:
- ما القصة ؟ ماذا دهاك إما أن تخبريني هدفك من كل هذه الأسئلة وإما سأغلق بوجهك
- لا لا أرجوك لا تغلقي حسنا سأخبرك وهنا فجرت القنبلة وكأنها صفعتني كفا
- أريد أن أبوس قدميك!!!!
أيضا لم أفهم عليها -أستغفر الله يا ابنتي ماذا تقولين؟؟
- أنا أتكلم حقا أريد أن أبوس قدميك أرجوك دعيني أفعل هذا بعد الانتهاء من درسنا
- كيف ؟ ماذا؟ هل تمزحين أم أنه مقلب؟!
- لا أنا أقول حقا أريد أن أقبل قدميك وسأعطيك أجرة درسك لي أضعاف ما تأخذين ضعي الرقم الذي تحبين وأنا جاهزة فأنا غنية جدا
بصراحة لم يدهشني شيء بحياتي كما أدهشتني هذه الفتاة
- ما اسمك
- اسمي مي
- يا مي هذا لا يجوز أن تذلي نفسك لأحد إلا لله
- أرجوك أنا استمتع كثيرا بهذا
وهنا ازداد غضبي وبدأت نبرات صوتي تزداد حدة
- وما الممتع بهذا وكيف لأحد أن يستمتع أن يضع رأسه عند القدم أرجوك دعيني أكمل وأشرح لك قد تفهميني ثم أنت لن تخسري شيئا فعلا ازددت فضولا فما الممتع في الأمر قالت أريد أن أخلع لك حذاءك وجواربك ثم أقبل أسفل قدميك وألحسهم وأمص أصابع قدميك (والله هذا ما قالت لي) وهنا شعرت بالتقزز وقرف شديد وبغثيان وتابعت ثم تضعين قدمك.... ثم قاطعتها أيضا ثم!!! يا ابنتي هذا شذوذ لم أسمع بحياتي هذا
- أنا استمتع وأكون في قمة السعادة أن أقبل الأقدام هكذا
- من علمك هذا؟
- هناك أناس كثيرا تحب هذا وأنا طلبت من رفيقاتي وأناس كثيرون ورحبن بالفكرة ولم يتفاجئوا مثلك وفعلوا ذلك معي!!!
ورغم حبي دائما في أن أكون داعية فالحمد لله بفضل الله كنت سببا في هداية الكثير لكني هنا كنت خائفة كيف أهديها؟
- قلت يا مايا أريد أن أسألك سؤالا
- تفضلي
- أنت أمك دائما مشغولة عنك أليس كذلك؟
- نعم
- وكذلك أبوك
- نعم هو دائما مسافر إلى أمريكا
- أنت ترباية سيرلنكيات أليس كذلك
- نعم
- لا أحد يهتم لأمرك
- نعم
- أمك لا تعرف بهذا
- طبعا لا
- بالله عليك كيف عرفت كل هذه المعلومات عني يا آنسة هل أنت تعرفيني
- لا لا أعرفك لكنه شيء طبيعي لفتاة كانت تنشئتها غير طبيعة أن تفكر بشكل غير طبيعي أرجوك يا ابنتي هذا فعل شاذ توبي إلى الله
- أرجوك ساعديني أرجوك أنت لن تخسري شيئا وصارت تترجاني وتستحلفني قلت لها حسنا سأساعدك في حالة واحدة فقط
- ما هي؟
- أن نذهب وإياك إلى طبيب نفسي لتتعالجي من هذا الشذوذ
- لا لا أخجل
- ألا تخجلين من الله من فعلك هذا إذا؟ ثم يوجد طبيب نفسي سأدلك عليه هو شاطر جدا ويحافظ على السرية التامة لا لا لا أريد أن أشفى من شيء يسعدني
- إذا لا تتصلي على هذا الرقم
- أرجوك اقبلي أرجوك وحتى لو أغلقت بوجهي سأظل أرن لك
- أنت حرة لا يهمني لكن اعلمي أني لن أقبل بما قلت فلا تتعبي نفسك
- واليوم طوال النهار وهي ترن لي لكن لم أرد عليها
أخبروني أليس هذا مرض نفسي وما هو علاجه وأسبابه فكرت أن أجلس معها وأنصحها عن قرب لكني لأول مرة أشعر بهذا الخوف أخاف على نفسي منها هل أتركها وشأنها أم ماذا أفعل هل يوجد هكذا حالات من البارحة إلى اليوم وأنا أشعر بقرف من كل الفتيات ومصدومة ومتعبة ولا أعرف ماذا أفعل وأصبحت انطوائية أخاف من كل الفتيات فأنا أخاف الله كثيرا.
سامحوني أطلت عليكم
أنتظر ردودكم بفارغ الصبر.
19/04/2009
رد المستشار
المربية الفاضلة "aml" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، نعم هو مرض نفسي يسمى توثين القدم أو أثرية القدم Foot Fetishism... لكن هنا مشكلة وهي أن المصاب بالمرض أنثى... فتقليديا من المعروف أن اضطرابات التفضيل الجنسي (أو الشذوذات الجنسية Paraphilias) عامة هي اضطرابات نفسية جنسية تكاد تكون خاصة بالذكور، وهناك على الأقل عشرون حالة من الذكور مقابل كل حالة واحدة من الإناث إن وجدت!... فضلا عن ذلك فليست كل أشكال الشذوذات الجنسية تشخص في الإناث –باستثناء المازوخية وعشق الأطفال- وحتى هذين الشكلين الأخيرين فنادرا ما يشخصان في الإناث!
رغم ذلك فإن من الواضح أن هذه الفتاة تصف معاناة حقيقية ومطابقة لشكاوى مرضى الاختزالية الجنسية المتمثلة Sexual Partialism في توثين الأقدام.... وظهور هذه الحالة في أنثى على الإنترنت يذكرني بحالة "معذبة" التي كانت مريضة بتفضيل التزنيق أو الاحتكاكية Frotteurism وعبرنا في وقتها عن دهشتنا لوجود مثل هذا في الإناث....
بعد كل ذلك أقول لك أن ظهور أشكال جديدة من الشذوذات الجنسية والاضطرابات ذات العلاقة بها Paraphilia-Related Disorders أمرٌ أصبح ملحوظا على مستوى العالم كله بسبب الإنترنت والفضائيات إضافة إلى حالة السيولة القيمية التي نعيشها، وصحيح أن معدلات هذه الاضطرابات بدأت تتزايد في الدول الغربية، إلا أنها مع الأسف قد تكون أكثر انتشارا في مجتمعاتنا العربية لأسباب عديدة منها:
1- عدم إتاحة الفرصة لقيام علاقات طبيعية بين الأولاد والبنات في المجال الاجتماعي العام إلا في بعض المؤسسات الحكومية غير الموثوق بها اجتماعيا غالبا على مستوى الأقطار العربية وبالتالي فإن الجنس هو أحد أهم ما يفعله الناس على الإنترنت في بلادنا بما في ذلك العلاقات أي الجنس غير الصريح، وأن يطرح موضوع الجنس على الإنترنت يجعل من السهل الدخول إلى مواقع الشذوذ.
2- غياب الثقافة الجنسية الصحيحة المتزنة، وكون معظم المشاريع التي تحاول تغيير المستوى الثقافي الجنسي لمجتمعاتنا مشاريع مغرضة مع الأسف الشديد.
3- البطالة الظاهرة والمقنعة، ثم غياب القدرة على الزواج التقليدي.... وبالتالي فإن الطاقة الجنسية تُكبت وتبقى مكبوتة والحرمان الجنسي يتفاقم في الواقع ويزدهر كيفما شاء على الإنترنت!
4- غياب الفقيه الواعي الذي يفهم المسألة جيدا قبل الإفتاء بكونها حلالا ما دامت مع الزوجة!، فالذي يحدث أن كثيرين يعتبرون المادة الفيلمية ومواقع الإنترنت الجنسية أيا كان توجهها، ورفقاء الجنس الإليكتروني بمثابة الزوج/الزوجة المتاحة!... إضافة إلى جهل معظم الفقهاء بمآل الشذوذات الجنسية كما بينت من قبل في ردي على مشكلة مازوخي: بعد الزواج يبحث عن علاج!!... نقطة أخرى في غاية الأهمية أيتها المعلمة الفاضلة وهي أن جهد السادة الفقهاء الضخم والمتضخم دائما أبدا في محاربة العلاقة بين الولد والبنت خارج إطار الزواج وتغليظ تحريمها ليل نهار.. لا يقابله من مشايخنا النجباء انتباه لا إلى الشذوذ الجنسي ولا إلى الشذوذات الجنسية ولا إلى إدمان الجنس ولا غير ذلك بحيث أن حالة المجتمع الجنسية تجاوزت ما يهرف فيه الفقهاء عامة مع الأسف الشديد!.. وأصبحنا نسمع من المتعالجين من الشذوذ الجنسي عبارات وتعليقات مثل كنا نظن أن ما نفعله أبسط من الزنا طبعا يا دكتور!
نعود بعد ذلك إلى حالة هذه الفتاة البائسة والتي يوجد بلا شك دور لظروف نشأتها في ما آلت إليه توجهاتها واهتماماتها الجنسية... لا أستطيع اتهام الخادمة أو الخادمات ولكن يكفينا وجود الإنترنت وغياب الوعي لتنشأ مثل هذه الحالات.....
لا أستطيع أن أنصحك بأكثر مما فعلت فلست مسئولة عن علاجها ويكفي ما قدمته لها من نصيحة.. أقول لك ذلك لأنني لا أستطيع افتراض أو ضمان أنك ستكونين في مأمن في وجودك مع مثل هذه الفتاة خاصة وهي ترفض العلاج... كذلك أنصحك بألا تستغربي كثيرا مما سنراه في بلادنا في السنوات القليلة المقبلة حفظنا الله وأولادنا من كل خبث.