وسوسة من النجاسة: الكلب والشك والتكرار!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعاني منذ الطفولة من وسوسة النظافة ومنذ سنتين أعاني الوسواس القهري حيث بدأت من النجاسة من الكلاب لا أمسك أي شيء ظنا مني أن أناسا يملكون الكلاب أمسكوا به منهم جاري في العمارة.
أصبحت حياتنا جحيما لا نخرج من البيت ولا أثق بأي عمل أقوم به ويجب أن أكرر للتأكد من أني قمت بها أرجوكم جدوا لي حلا.
كتبت مشكلتي بالمختصر لضيق وقت الإرسال
وشكرا لمساعدتكم لنا والسلام عليكم.
19/04/2009
رد المستشار
السلام عليكم:
لقد بينت رسالتك المختصرة أنك تعاني من وسواس النظافة والطهارة، ووساوس أخرى تضطرك إلى التأكد من أفعال لم تذكر ما هي. ولكن معاناتك الكبرى التي ذكرتها: هي وسواسك من نجاسة الكلاب. وهذه المشكلة يسيرة بإذن الله تعالى ولكنها تحتاج منك شيئاً من الشجاعة والصبر في علاجها عن طريق ما يلي:
1- اخرج كل يوم من المنزل وأجبر نفسك على الاقتراب من بيت جارك الذي يملك الكلب، وأجبر نفسك على لمس بابه أو الجدار القريب منه وقل لنفسك: (هذا الباب طاهر، لأني لا أرى النجاسة عليه، ولم أعلم أن الكلب قد قام بتنجيسه، والشرع يقول لي إن الأشياء تبقى طاهرة على حالها ما لم أتأكد 100% من نجاستها، وهناك قاعدة فقهية تقول: لا تنجيس بالشك).
2- إذا رأيت جارك أمسك كلبه ثم أمسك الباب: فقل لنفسك: (إن النجاسة لا تنتقل إلا إذا كان هناك رطوبة، وأنا لا أعلم إذا كان هناك بلل في يد جاري أو كلبه حال اللمس! ثم لا أدري عندما أمسك جاري مقبض الباب -مثلاً- هل كان هناك بلل في يده أو على المقبض! إذاً فالأصل أن الأشياء طاهرة، ولا تنجيس بالشك). ثم اذهب وحاول لمس مقبض الباب بأطراف أصابعك أولاً، ثم بعد أيام أجبر نفسك على لمسه بيدك كلها.
3- حاول الاقتراب من كلب جاف ودرب نفسك على لمسه تدريجياً بشيء جاف: بعصا أولاً، ثم بيدك وأنت ترتدي القفاز، ثم بأطراف أصابعك من غير قفاز، ثم بيدك بغير قفاز، واعلم أنه ما دام الكلب وما يلمسه جافين فلا تنتقل النجاسة باتفاق المذاهب.
4- إذا رأيت النجاسة بأم عينك بما لا يدع مجالاً للشك: فقلِّد أيسر المذاهب قبل أن تحكم على نفسك بالسجن المؤبد داخل البيت، ومذاهب العلماء في نجاسة الكلب كالتالي:
- ذهب الشافعية والحنابلة إلى نجاسة الكلب، وأن نجاسته لا تطهر إلا بالغسل سبع مرات إحداهن بالتراب.
- وذهب الحنفية إلى أن الكلب نجس ولكن نجاسته تطهر بالغسل ثلاث مرات بالماء فقط ولا داعي لاستعمال التراب.
- أما المالكية فقالوا: إن الكلب طاهر وإنما يندب فقط (ولا يجب) أن يغسل الإناء الذي شرب منه الكلب سبع مرات بالماء فقط بعد إراقة ما فيه من ماء. أما لو أكل من طعام فلا يندب إراقة الطعام ولا غسل الإناء، وكذلك لو أدخل يده أو رجله في إناء الماء، أو سقط لعابه في الماء فلا ينجس ولا داعي للتطهير! بل والكلب يؤكل عندهم وأكله مكروه فقط وغير محرم!! (بالهناء والشفاء). [ملاحظة على الهامش: لا يجوز اقتناء الكلاب عند المالكية وإن كانت طاهرة إلا لضرورة حراسة أو صيد، فليس في القول بطهارتها حجة لمن يربي الكلاب في بيته لغير الحراسة].
إذن تستطيع عند تأكدك من النجاسة أن تقلد مذهب المالكية بالقول بطهارة الكلب، أو على أقل تقدير تقلد مذهب الحنفية الذين يكتفون بالغسل ثلاث مرات بالماء فقط.، وإن كان الأفضل أن تلزم مذهب المالكية في ذلك إلى أن يزول وسواسك من الكلاب.
أخيراً: إن كان عندك أي استفسار أو تفصيل فأرسله، ولكن قم بكتابته أولاً ثم قصه وألصقه (اختصاراً للوقت) في خانة الاستشارات أو المشاركات في الموقع. وأهلاً بك وبأسئلتك، وتابعنا بأخبارك، شفاك الله....
* ويضيف د. وائل أبو هندي الأخ الفاضل أحمد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وضعت لك مجيبتك أ. رفيف الصباغ برنامج علاج معرفي سلوكي متكامل الأركان دفعة واحدة... وهذا البرنامج لو تمكنت فعلا من الالتزام به بحيث تقدم على تعريض نفسك لما يزيد من وسوستك بينما أنت ممتنع عن أداء أفعالك القهرية إذا نجحت في هذا بناء على تغيير مفاهيمك بعد الاستكشاف المعرفي لمفهوم النجاسة وكيفية انتقالها وكيفية الحكم بها بشكل عام ثم لمفهوم نجاسة الكلب بشكل خاص.... إذا كنت ستفعل فهذا كاف وإذا كنت ستعجز عن ذلك فإني أقترح عليك البحث عن طبيب نفساني قريب منك حتى ولو لم تجد ذا أصل عربي وهو غالبا سيعطيك أحد عقاقير الم.ا.س أو الم.ا.س.ا التي يمكنها أن تساعدك وتشجعك على الالتزام بما ذكرته لك مجيبتك من خطوات البرنامج السلوكي... وإن شاء الله تتابعنا وتبلغنا بالنتائج.