السلام عليكم
أنا سيدة عمري 30 سنة، لدي طفلان هما قرّة عيني. أحمل بكالوريوس فنون جميلة، ووالدي ميسور الحال، وحيدة والداي ولي أخّان أكبر مني متزوجان. لم أشعر مطلقاً أني مرغوبة من الجنس الآخر حتى في مرحلة المراهقة والثانوي، كنت أسمع صديقاتي وهن يتحدثن عن مغامراتهن وأنا صامتة، كنت أوهم نفسي أنها مراهقة وأمور عيال وتنتهي بالفشل، وانتظرت دخول الجامعة ولا فائدة.
أنا من عائلة محافظة، لذا أحبني كل زملائي كأخت فقط، يحكون لي مشاكلهم العاطفية. أعجبت بزميل وتمنيت الارتباط ولمحت له ولكنه لم يتجاوب معي وعشت حالة نفسية صعبة، شعبت أني نحس! سني 21 ولم أعش قصة حب أو حتى تسالي. تقدم لي ثلاثة عرسان والرابع زوجي الحالي، ولا أعرف كيف تمت هذه الزيجة! كنت سعيدة بوجود رجل في حياتي لأول مرة، كان يبدو مناسباً. كنت أنا في مدينة وهو في مدينة أخرى، يأتي في المناسبات، يحمل شهادة دبلوم تجارة، لم أهتم وسمعت كلام الأهل "وكلها شكليات" فلم أبالي. بعد الزواج ظهر كل شيء؛ أنا لم أحببه قبل الزاوج ولكني كرهته بعده، سليط اللسان، ضعيف أمام أهله لدرجة كبيرة جداً، يطمع في الأموال التي يعطيها لي والدي، ويحاول استغلالي مادّياً إلى أقصى صورة، ولكنه لم ولن يفلح في ذلك، فلو كنت أحببته لساعدته، فهو كسول فاشل في عمله، جبان ليس لديه أي طموح.
المشكلة ليست فيه، المشكلة أني لا أحترمه ولا أهتم بنفسي داخل المنزل بتاتاً، فرضاه عليّ لا يهمني، ولا ولن أغار عليه أبداً فأنا أتمنى زواجه بأخرى كي يبتعد عني بمشاكله، لكنه قبيح الخلقة والخُلُق لا يجد من تهواه. أتمنى مبادلة العشق مع رجل عاقل ناجح وسيم، بعد إنجابي طفلي الأول أوصدت نافذة قلبي وتخيلت أني سأعيش سعيدة وحدي مثل الماضي دون وجود أي مشاعر حب، ولكني مللت! ما زلت أشتاق لحب لم أعشه مطلقاً حتى في صباي، ما زلت أرى في منامي الشخص الذي أحببته قبل الزواج وأنا أرتدي فستان زفاف وزوجي عريس جميل وأنا سعيدة به، وأود الذهاب لحفل الزفاف ولكني لا أستطع، إمّا لا توجد سيارة زفاف، أو لا أجد مكياجاً، والكوافير مشغول... وهكذا. أرغب في الاستمتاع بجمالي وأنوثتي ولكن ليس مع زوجي. معارفي محدودون للغاية وجميعهم سيدات وبنات، حتى قبل الزواج كانوا جميعهم من الجنس اللطيف فقط.
تزوجت في الإسكندرية وأنا من القاهرة، ليس لي أصحاب لأني لا أعمل، وليس لي أقارب، وأهل زوجي لا يكلمونني بسبب خلاف بيني وبين زوجي المدلل وبالطبع وقفوا مع ولدهم ضدي فقاطعوني.
أتمنى منكم مساعدتي في إيجاد وظيفة حتى أكون أصدقاء وأنسى وحدتي التي أحياها هنا، أتمنى أن أخرج وأتأنق حتى أشعر أني أنثى في ال30 من عمري. لا توجد رغبة جنسية تجاه زوجي مطلقاً ولن أسعى لأن تكون موجودة، أنا سعيدة ببعدي عنه ولكن حزينة لعدم وجود أصدقاء لدي، حالياً كلهم في القاهرة وفشلت في تكوين صداقات هنا.
19/04/2009
رد المستشار
أعتذر عن عجز الموقع في تلبية طلبك الواضح وغير الواضح. تريدين وظيفة تساعدك في شغل وقتك وتتيح توسيع دائرتك الاجتماعية علّ وعسى تتحقق رغباتك غير المباشرة في مقابلة من عبرت وتمنيت مقابلته؛ رجل عاقل ناجح وسيم بما لديك من مؤهلات أنثى راغبة جميلة موسرة مادياً، فهل تعتقدين أن العاقل الناجح سيقبل بإهدار وقته مع متزوجة وأم لطفلين إلا إن كان عابثاً؟! والعابث غير عاقل، والناجح لا بد أن يكون عاقلاً، كما ترين الأمور ليست سهلة كما تظنين.
لشغل وقت فراغك وإشباع رغباتك في اكتساب المعارف والخروج والتزين تحتاجين للاشتراك في نادٍ لا لوظيفة تستهلك أعصابك وتشغلك عن تركيزك العالي على ذاتك الذي حال رغم مرور سنوات عمرك من اكتسابك للنضج وتعلمك لتحمل المسؤولية وترتيب الأولويات.
تتحدثين عن غربتك واغترابك كأنك تعيشين في ألاسكا لا الإسكندرية! وكأن أهل الإسكندرية مواطنو دولة غريبة عنك لم تفلحي في بناء علاقات اجتماعية معهم! أهل زوجك أشرار منحازون، أما هو فيا لها من لغة قوية استخدمتها لوصفه سوء الخلق والخلقة، فما الذي دفع أهلك لقبوله زوجاً لك وأنت الجميلة المتعلمة الموسرة؟ أم لعلها كانت إحدى رغباتك والتي لم تعلمك أن من اتبع هواه فقد تردى.
أقدر معاناتك التي تجلبينها لنفسك معرِضة عن نعم ورحمة الله لك، ووحدك القادرة على إنهائها مبتدئة بتعديل نظرتك لزوجك، فهو إن لم يكن له أي قيمة في الحياة كما تقولين ينبغي أن يكتسب بعضها من قربه منك ودوره في حياتك كأب لطفليك، لا يمكن أن يكون إنساناً ما محروماً من كل المزايا فابحثي عن مزاياه وركزي عليها، وفي ذات الوقت فكري في عيوبك لأنه يستحيل وجود شخص كامل. تخلصي مما لديك من أوهام حول الحب والعلاقات العاطفية كي لا تدفعك أفكارك نحو من هو أسوأ مما تظنين زوجك، أصلحي علاقتك به وإن لم تعجبك العلاقة الحسية معه احذفيها من حياتك وأولوياتك وأشبعي حاجتك للحب والتقدير كإنسانة -إن لم يكن كأنثى- بولديك.
أفيقي وانفضي عن نفسك الأوهام قبل أن يضيع ولديك بين والد وصفته بالكسول وأم غير ناضجة، وإن لم يعجبك أو يقنعك كلامي اقذفيه وراء ظهرك واستمري في اللهو على فوهة البركان وعندما ينفجر محولاً إياك وحياتك إلى رماد لن يعود شيء لينفعك.