السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وشكر لجميع القائمين على هذا الموقع الرائع لكل ما تبذلونه من مجهود طيب للجميع "مجاناً"!. بصراحة، أنا متابعة لموقعكم منذ 3 سنوات، وآمل أن توافقوا جميعاً فعندي اقتراح: أمن الممكن إضافة رابط لمعرفة أنواع الأمراض النفسية "بالتفصيل وليس عن طريق المشكلات"؟ في حال أراد واحدنا أن يتثقف! لإكتمال فائدة الموقع، وممكن أيضاً أن تضعوا اختبارات نفسية أكثر ومتنوعة على مجانين، وممكن أن تضعوا ساعة معينة للتحاور المباشر بين استشاريين نفسيين مباشرة وبين أعضاء المنتديات النفسية هنا لزيادة التواصل... وربنا يسهل لعباده.
كان عندي مشاكل كثيرة منها مثلاً، التفكك الأسري وتاثيره على نفسيتي، وغياب دور الأم منذ سن 9 سنوات، أو انشغال والدي بالعمل وعدم مراعاته لنا وتركنا أنا وإخوتي الأصغر منيز كنت أتمنى أن ينتهج والدي سلوكاً آخر في تربيتنا غير الضرب والإهانة، كان دائما يحكي على والدتنا، وفي بعض الأحيان على والدته أنها هي السبب فيما آل إليه حالنا، حيث كان فيما مضى ذو ثروة معقولة فقدها الآن، والحمد لله، نتيجة الإهمال أو النصب، أو ربما عندما كبّرت الله أكبر عليه! والله كنت عاقلة في صغري لكن لا أدري ما حلّ بي! كنت دوماً متفرجة وجبانة إلى حد كبير ولا أدخل في نقاش لمعرفتي بما تؤول إليه الأمور بعده "المشاجرة"، حيث أن من الشعب المصري الكريم -لا أقصد الإهانة- فئة لا تتفاهم إلا بالمشاجرة الكلامية والاشتباك بالأيدي، ولن نضرب خارج البيت كما نضرب داخله، فليس من دعم من الأب أو مساندة.
مرّت تلك المرحلة بخير وبجزء باقٍ من عقلي أعانني على الاستمرار في الدراسة والحمد لله، وأن أعمل بوظيفة أحسد عليها -والله جاءت من عند الله "ونعم بالله" هو المستعان- ما حلمت يوماً الالتحاق بها والحمد لله. ثم المواجهة؛ نعم، مواجهة مجتمع آخر، الحزم والقيادة والثقة بالنفس وعدم السكوت والخضوع كلها صفات يجب أن يتحلى بها المرء وبغيرها للعمل، لكني كنت بكماء لم أتكلم لمدة 3 أشهر، وحتى الآن بعد مضي ما ينوف عن السنتين كلما ذهبت للعمل أقول لنفسي هو يومي الأخير!
تعلقت جداً بزملائي في العمل، وبمديرتي التي كانت محور اهتمامي كأني اختزلت حياتي كلها فيها لا أفكر في أي شيء ولا حتى في سيطرة والدي المستمرة عليّ حتى بعدما كبرت. مديرتي هذه انتقلت وجاء مكانها مديرة أعوذ بالله منها -أفعى، كما أن بعض زملائي تركوا العمل وباقي بعضهم القليل- أود لو يجيبني المستشار على هذه الجزئية: أحياناً الواحد منا في أشياء قد تحدث، وفجأة تجدها حدثت وبعد ذلك يتضح له سوء ما اختار وليته ما فكر في تلك الأمور، سبحانه الله، هل هذا مرض؟ إن كان كذلك لأتعالج منه. أيضاً حين أكون صداقات في العمل -وهذا خطأ كبير، أقول لنفسي دعك من الصداقات في العمل، ولكن...- أحكم على الناس خطأ، وليس لمرة بل مرات حتى أفهم ماهيتهم، وهي مسألة متعبة.
يعاون الإنسان أخاه الإنسان لوجه الله، هذا الصحيح، لكني أساعد غيري والمقربين مني وأهتم بهم وأريد أيضاً اهتمامهم في المقابل، أقصد أن يشعروا بوجودي، وأحزن كثيراً وأحياناً أتركهم ولا أسأل لفترة ولكن أعود -يعني كاختبار لهم- لكن في ثالث مرة أتركهم رغم مرارة هذا الإحساس لأني أشعر أنهم لا يبادلوني هذا الشعور بالاهتمام وبالسؤال وحتى الآن أعاني من هذا الشعور: التجاهل من قبل من أهتم بهم، هم ليسوا كثر نظراً لأني انطوائية بعض الشيء ولا أحب أن أسأل عن شيء ليس من شأني، إلا الذين أهتم لأمرهم.
ولولا أني أعرف تمام المعرفة أن ذلك حرام لهربت من البيت، ولأن لدي بقية من عقل لكنت هربت أيضاً، أو قتلت أو أحرقت المكتب. على فكرة في بعض الأحيان حين أفعل شيئاً أكون أقصده جداً.
أظن ما سبق يكفيكم فلا بد أني أتعبتكم. أنا أحاول الاتصال ببعض الأطباء هنا وأعرف مكانهم ونجحت، إحساس جميل أن تريد شيئاً، ولكن لم أذهب طبعاً لطبيعة عملي، أو بصراحة لعدم استعدادي لخطوة إيجابية في حياتي، فلا شيء يتغير ويجب أن أتغير، وبصراحة ليس هناك أجمل ولا أبشع من التغير! يجب أن أتغير فأصير منافقة و"دحلابة" لأحصل على ما أريد، أقصد بحسب الظروف الحالية التي أنا فيها... على العموم ما عاد شيء يهمني، كل الأشياء تساوت.
السلام عليكم، وأرجو أن اقتراحاتي كانت مفيدة، كما أرجو أخذها على محمل الجد، لأني أتصفح موقعكم ولكن هناك الكثير ما ينقص للباحثين عن المعرفة بعيداً عن المشاكل.
والسلام ختام.
19/04/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أعتقد أن الربيع هو السبب! فهذه المرة الثالثة التي أسمع فيها اليوم تعبيراً عن الرغبة في الحصول على الاهتمام، أم أن حياة البشر أصبحت شديدة التعقيد بما لا يتيح لهم التواصل، أم أن المادة طغت ولم تعد للنفسيات تلك الأهمية.
لديك الكثير من العقل وهو ما قد يكون السبب في معاناتك، وليس الحل أن تتخلصي منه بل أن تعطيه إجازة لبعض الوقت فتقبلي الأمور والناس على ما هم عليه. لا تبالي بما يكون رد الناس على وصلك لهم فأنت حين تفعلين تشبعين إحدى حاجات الإنسان الأساسية وهي التواصل مع الآخرين وبذل الاهتمام والعطاء، وهي حاجة يقابلها الرغبة فيما تشكين من قلته وهو عدم مبادلة الناس ودك بود، فإن قطعتهم عطلتي حاجتين من احتياجاتك وأنت أكبر المتضررين، بينما في استمرار وصلك إشباع جزئي لك وزيادة في فرص أن يرزقك الله من يعوض ويرد لك هذا الفضل، واجعلي قوله تعالى في آية 185 من سورة آل عمران ".... وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...." شعارك.
الاعتقاد بأن حدوث الشيء سببه تفكيرك فيه يدخل -والعياذ بالله- ضمن أعراض الاضطرابات النفسية فدعي عنك مثل هذا الاعتقاد، فأحياناً يتمتع الناس بحدس قوي وتفكير عميق يجعلهم يستنبطون أموراً عميقة من أبسط المعطيات، ولأقدار رب العالمين على حياتنا سلطة لا ترد فإن فكرنا أو غفلنا ستحدث الأمور.
أما مديرتك "الحية" والتي ظننت في البداية أنك تقصدين أنها نشيطة بمعنى active personality ، فتذكري عزيزتي "لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"، فهي تعاني حينما تضيق على العباد فلا تنشغلي بها كثيراً وتذكري أن الأرزاق على الله وما العبيد إلا أدوات لوصلها.
من قال بأن الاستقلال عن والدك وأخوتك حرام! أنت في عمر تستطيعين ذلك إما عن طريق اختيار عمل بعيداً عنهم، أو البدء بتأسيس أسرتك الخاصة ولن يكون عندها هروباً كهروب الأطفال بل إشباع دافع طبيعي للاستقلال والعيش وفق مبادئك.
هناك فرق بين النفاق والمرونة؛ فالنفاق هو أن تظهري عكس ما تبطنين مع تمني السوء والشماتة في الآخرين، أما المرونة فهي قبول ما يتطلبه منك العمل حتى وإن لم تكوني مقتنعة لأنك لست صاحبة قرار فتعملين المطلوب بأدب، والأدب لا يعني الود.
لا تعممي غضبك المكبوت عبر السنين وبسبب معاملة والدك وظروفك الأسرية، ولا تعيدي توجيهه لباقي جوانب حياتك مثل عملك أو نفسك، بل تخلصي منه: اكتبيه في أوراق وتخلصي منها بأكثر طريقة تريحك -ممكن تنقعيها في ماء بارد كي تتخلصي من حرارة الغضب-، وتعلمي التعبير عن مشاعرك السالبة منها والموجبة بطريقة صحيحة، ولا تخشي شيئاً فلن تتوقف الأرض عن الدوران إن فعلت، وتحدثي مع نفسك بإيجابية مكررة وحامدة نعم الله عليك، وابحثي عن عمل آخر ترتاحين فيه أكثر.
شاكرين لك اهتمامك واقتراحاتك بتطوير الموقع، سائليك الدعاء له والقائمين عليه ليتحسن حاله.