آسفة ولكن أحبه بجنون
أنا شايفه انكوا مش حليتوا المشكلة وتناقشتوا في المجتمع والناس والشباب والمشكلة الأساسية مش حلتوها.
رأيي أنك لو بتشوفيه وهوه بيشوفك وانتي حبتيه وهو مش حبك يبقي تنسيه لأنه مش بيحبك، لو مش قادرة تنسيه مش هاقدر أقولك تصارحيه بس حسسيه لو قدرت، بس الأحسن أنك تنسيه لأنك قدامه ومش حس بيك.
حل صعب بس أحسن حل
23/4/2009
رد المستشار
السلام عليكم؛
الأخت الفاضلة، تعالي أناقشك في الحل الذي ذكرتيه حتى يتضح لك لم عدلت عن ذكره إلى مناقشة الأصل في مشكلات الشباب:
- تقولين: (رأيي إنك لو تشوفيه وهو بيشوفك): السائلة لم تذكر ما صفات الشخص الذي أحبته، هل هو مستعد للكلام معها أم هو من النوع الملتزم الذي لا يتكلم مع البنات؟ هل هو مناسب لها مبدئياً حتى تغامر بالكلام معه أو حتى بإعلامه بأية وسيلة أخرى لا تجرح كرامتها أنها ترغب بالتقرب منه، أم أنه غير مناسب لها ولأسرتها ولكنها أحبته حب المراهقة الطائش المعهود؟ ولو فرضنا أنه أحبها: هل يفكر بالزواج في هذا الوقت وعنده استعداد لذلك، أم هو غير مستعد وستبقى علاقتهما علاقة حب غير مشروعة عدداً من السنين قد تفوت عليها فرصة الزواج ممن هو خير منه؟ ومن سيحل المشكلات التي ستتوالد وتفرّخ بعد هذه العلاقة؟؟؟ ثم ماذا لو كان سيئاً فأخبرها أنه يحبها كي يتسلى بها ثم رماها مجروحة الكرامة، مكسورة الخاطر، هذا عدا عن أمور أخرى قد تجري لا داعي لذكرها.... كل هذه الاحتمالات تجعل من الصعب أن أجازف بتوجيهها إلى هذا الحل..
- وتقولين: (لو مش قادرة تنسيه مش هاقدر أقولك تصارحيه بس حسسيه لو قدرت): أظن أن الحياء هو ما تشتهر به الفتاة وخاصة في هذا السن، وإذا كان المجتمع –هذه الأيام- يشجع على كسر طوق الحياء، فلست ملزمة بالتشجيع على ذلك. وإذا فعلَتْ السائلة هذا في هذه السن فما الذي ستفعله إذا طال بها العمر ولم يقدر لها الله تعالى الزواج؟ هل ستبقى تنتقل من رجل إلى رجل وهي تقول له: أنا أحبك وأرغب بك؟ أظن أن هذا لا يتناسب مع طبيعة الفتاة، حتى لو استساغ الناس ذلك فإنها ستبقى معذبة لا تشعر بالراحة حيث الوضع الطبيعي أن تكون هي المطلوبة لا الطالبة، صحيح أن الشرع لم يشنع على من فعلت هذا ولكن طبيعة الأنثى تمنعها من فعل ذلك إلا في الحالات الشديدة فيجب أن نراعي هذا ولا نلجئ الفتاة إلى ما يتعارض مع طبيعتها...
- ثم أخيراً تقولين: (بس الأحسن تنسيه لأنك قدامه ومش حس بيكي): ها أنت وصلت أخيراً إلى الحل الذي نصحتُها به، وهو أن تنساه! وأضفت إلى حلك أن تثق بكرم الله وعطائه، وتتجه إلى حبه –وهو الحب الحقيقي الذي لا يزول- وإن أحبت أحداً من الناس فإنما ذلك فرع عن هذا الحب الخالد، وتشتغل بما يعود عليها وعلى أمتها بالنفع...، ولكنك طرحت هذا الحل بعد مجازفات لم أشأ أن تضر نفسها بها. هذا كله بغض النظر عن الحلال والحرام...
أما لماذا عرضت مشكلة الشباب في مجتمعنا وناقشتها:
- فأولاً: لأنها شابة أيضاً ومشكلتها جزء من مشكلة سائر الشباب.
- وثانياً: لو سألتك: أرأيت لو أن مريضاً تكاد تنفجر زائدته الدودية وهو يصرخ من الألم، أيهما أفضل له، أن يعطى المسكنات كي لا يشعر بالألم أم أن تستأصل الزائدة قبل أن تنفجر وتودي بحياته؟ ستجيبين: طبعاً أن تستأصل، وإن كان الاستئصال أصعب من أخذ المسكن! لهذا فإن الذي طرحته حل يحاول استئصال الداء من أصله، بينما أي حل جزئي آخر هو عبارة عن مسكن، ما يلبث أن يفقد مفعوله وتعود الآلام أشد من ذي قبل.
- وثالثاً: إنما أحببت تكريمها بوضع قيمة لعقلها ومخاطبته بدل أن أهمل فكرها الذي منحها الله تعالى إياه وأعاملها كالأطفال والمجانين...
فما رأيك الآن؟