حب الكتروني وغيرة إلكترونية: عادي وعادية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود أن أقول لهذه الفتاة وغيرها من الفتيات أن من يخون مرة قد يخون مرات عديدة، ليس كل من يقول لك أنه يحبك يقصد ذلك، فربما يقولها لك ولغيرك أيضاً... فأشباح الانترنت هوايتهم الإيقاع بالفتيات وبأكبر عدد منهن، ما زلت لا أعرف فكرة الرجال ولم هذا الشغف بالفتيات! هل فتاة واحدة لا تكفي؟ سؤال أتركه موجهاً لكل رجل وشابّ.
أحببت قريباً لي من الطفولة المبكرة، كنت أرى في عيونه كل الإعجاب، وفي فترة ما بدأ يصرح لأهلي برغبته في الزواج بي، وأصدقكم أني صدقتهم، وكيف لي وأنا عديمة الخبرة، وأقول لكم أن أمي صاحبة الخبرة الطويلة كانت تصدق كلامه. امتدت تلك الفترة حوالي 3 سنوات، عرفت بريده الإلكتروني بالصدفة ودخلت بعنوان بريدية مختلفة وبأسماء مختلفة وبهويات مختلفة، وقدّم لي هو نفسه بهوية أخرى ولكنه يحافظ على ما قد يجعل أي فتاة تقع في حبه... وستتعجبون حقيقة؛ كان يقول لكل اسم أدخله أنه يريد صورة أو رؤية بالكاميرا وبأني جميلة وبأنه يحبني! لا بل وصل لمرحلة طلب ممارسة الحب على الكاميرا. كنت أجاريه لأكشف أفكاره وكلّي ألم، ذاك الخجول الطيب الذي نعرف هو هذا الشخص المغرور بذكورته الذي يحب الإيقاع بكل الفتيات غير عابئ بمشاعرهن.
وجاءت فترة قمت بمسحه نهائياً بعدما أثّر بي ذلك نفسياً ودراسياً، ووسوس لي الشيطان وأدخلته هذه المرة باسمي الحقيقي وهويتي الحقيقية وعنوان بريدي الإلكتروني الأصلي وأنا متخيلة أني غيرهن، أني حبيبته الحقيقية، ولكنه ألقى في وجهي صدمة عمري، جرح بداخلي أحلى مشاعر الإنسان، كسرني وجعلني تائهة بين رغبتي في نسيانه ورغبتي في حبه، هذا وأنا المعروفة بصمتي وخجلي الشديد أمامه، خجلي تراجع أمام من أحب... أو أمام شاشة الانترنت. لقد أقفل الباب نهائياً متظاهراً بأنه لا يعرفني! بل وقال لي كلمات قاسية أخجل قولها ولكني سأكتبها لكم، "لقد قال لي بأني كبقرة كبيرة.. وأني ساقطة".
في تلك الأثناء بدأت أسرتينا تتواصلان عبر الماسنجر لحكم أننا نعيش ببلدين مختلفي، فهم بأوروبا ونحن بشمال أفريقيا، واستمر يسأل أمي عني قائلاً: "أين زوجتي، هل هي بخير؟ وكيف حالها؟" وبعدها أرسل لي رسالة يقول أن هناك موقعاً للتشات يجعل المرء يعرف من "مسحه" دون أن يعرف، وفهمت قصده فأرسلت له رسائل تؤكد له حبي... رغم كل ما قاله فأنا ما زلت أعشقه وأتمناه، وقلت له معاتبة عمّا قاله لي من كلمات قاسية، ولكني فوجئت -بعد أن كنت أنتظر منه أن يعتذر- بأنه لم يعرف هويتي الأصلية قائلاً: "أنا لست صديقك لترسلي لي رسائل كهذه، فهذا يغضبني جداً، أنا لا أحبك ولن أحبك أبداً، أنت بالنسبة لي قريبة وقريبة فقط. إضافة إلى كل هذا فأنا لدي صديقة من سبع سنوات، لذلك توقفي عن هذا وفوراً" علماً أن عمره الآن 20 عاماً ويكبرني بشهور فقط.
أرسلت له بعدها رسالة واحدة أعتذر فيها عمّا فعلته وأن تصرفي كان ناتجاً عن اعتقادي بأنه يبادلني المشاعر، وتمنيت له الخير مع صديقته، ووعدته أني سأتوقف عن ذلك وكررت إعتذاري.
بعد هذا دخلت في نوبة اكتئاب حقيقية، بل وخوف من أن يخبر أحداً من العائلة، وبعد مدة قليلة تذكرت أنه أرسل لي رسالة دون حتى أن يسأل عن أحوالي أو يعتذر لقريبته التي قال لها تلك الكلمات القاسية. لقد أحسست بالخديعة، أجل الخديعة؛ لماذا اختارني أنا دون غيري من قريباته ليقول أمام العائلة كلها أنه يريدها زوجة له عندما ينضج كلانا أكثر؟ سؤال يكسرني كل مرة أتذكره فيها، كان يضحك من مشاعري دون رحمة أو إحساس بالاحترام.
ما زال قلبي مجروحاً من الحب الأول في حياتي، الحب الذي كسر قلبي بهذه الطريقة البشعة، لكني أخذت تجربة رغم الوقت الذي ما زلت أحتاجه ليندمل الجرح وأنسى الوجع والاكتئاب، علّمني ألا أثق بأحد مهما كان واثقاً بالمظهر الخداع أبداً.
نصيحتي لكل فتاة: "لا تثقي مطلقاً بأشباح الانترنت، فكما يقولون لك أنت حبيبتي واشتقت لك يقولونها لغيرك وربما في نفس الوقت أيضاً".
ونصيحتي لكل شاب: "مشاعر الفتيات ليست لعبة فاحترموهن، فالنساء شقائق الرجال والفتيات شقائق الفتيان، نقطة ضعف أي فتاة هي قلبها ومشاعرها المرهفة". حذاري للجميع وأنا أول المعنيين والمعنيات.
وأعود ناصحة لتوتة: "لا تثقي به كثيراً، فكما تشعرين أنت بخيانته تشعر الأخرى بخيانته أيضاً، وتأكدي أنه بينكما يفتش عن ضحية جديدة للإيقاع بها، وهو فرح بذلك. وتأكدي أنه لو استطاع أن يصل إلى شيء غير قلبك لما تردد ولعبث بكل فتاة، ولا تعتقدي أنه عندما يظهر لك محادثته مع الأخرى -وأنت قلت محادثة فقط- فهذا فقط ليجعلك تثقين به أكثر". عموماً، خذي حذرك فقط، وتعلمي أن تحبي ولكن ليس أكثر من المفروض، وتذكري أن من يبيع مرة يبيع مرات، ومن يخون مرة يخون مرات.
وأعتذر عن الإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
29/4/2009
رد المستشار
السلام عليكم،
جزاك الله خيراً أختي روعة الآمال (أما جرح الأوهام هذه فلم تعجبني!)،
ألا هل من معتبرة يا معشر الفتيات؟! كلامك هذا يا روعة ذكرني بسؤال سأله أخي لموظف في شركة صديقه، قال له: ألم تتزوج بعد؟ فأجابه: من كان عنده حليب في السوق لماذا يحضر بقرة إلى البيت؟!!
صراحة أنا أيضاً لا أفهم فكرة الرجال حول هذا الأمر، ولكن الذي يعصمني من فخهم أني أتبع ما ينصحني به العالم بفكرهم ونفوسهم، فلا أقدم على ما نهاني عنه الله عزّ وجلّ من علاقات معهم، وهذا خير حصن تتحصن به المرأة...، بعضهن قد ترى في هذا الحصن سجناً بغيضاً، ولكن يا بنات اسألن من جربت العيش داخل هذا الحصن وخارجه!.